زيلينسكي يعلن قطع العلاقات بين أوكرانيا والنظام السوري

قطع العلاقات جاء في أعقاب اعتراف النظام السوري باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين المواليتين لروسيا، وأمنستي تؤكد أن القصف الروسي لمسرح مدينة ماريوبول يشكل "بوضوح جريمة حرب"

زيلينسكي يعلن قطع العلاقات بين أوكرانيا والنظام السوري

جندي روسي في مسرح ماريوبول بعد قصفه (Getty Images)

أعلن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الليلة الماضي، عن قطع العلاقات بين بلاده وسورية، في أعقاب اعتراف النظام السوري باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين المواليتين لروسيا. وفي موازاة ذلك، أكدت منظمة العفو الدولية "أمنستي" اليوم، الأربعاء، أن القصف الروسي لمسرح مدينة ماريوبول يشكل "بوضوح جريمة حرب".

وقال زيلينسكي، في فيديو عبر تطبيق "تليغرام"، إنه "انتهت العلاقات بين أوكرانيا وسورية"، مضيفاً أن "ضغوط العقوبات على دمشق الحليفة لموسكو ستزداد شدّة". ووصف قرار سورية أنه "موضوع تافه".

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" عن مصدر في وزارة الخارجية السورية قوله، أمس، إن سورية قررت الاعتراف رسمياً "باستقلال وسيادة كل من جمهورية لوغانسك الشعبية، وجمهورية دونيتسك الشعبية" في شرق أوكرانيا.

وروسيا هي الحليف الأبرز للنظام السوري، وقدمت له منذ بداية النزاع في العام 2011 دعماً عسكريا واقتصادياً ودبلوماسياً خصوصاً في مجلس الأمن الدولي، حيث منعت مشاريع قرارات عدة تدين النظام السوري.

في غضون ذلك، أعلنت "أمنستي" في تقرير أنّ القصف الذي استهدف، في 16 آذار/مارس، مسرح ماريوبول في أوكرانيا يشكّل "بوضوح جريمة حرب" روسية، مؤكّدة بالمقابل أنّ عدد القتلى الذين سقطوا في هذه الضربة الجوية أقلّ بكثير مما أعلنته كييف.

وقالت مديرة المنظمة الحقوقية في أوكرانيا، أوكسانا بوكالتشوك، خلال زيارة إلى باريس إنّه "حتّى الآن كنّا نتحدّث عن جريمة حرب مفترضة. الآن يمكننا أن نقول بوضوح إنّها جريمة ارتكبتها القوات المسلّحة الروسية".

وأضافت أنّه في 16 آذار/مارس دمّر انفجاران ضخمان قسماً كبيراً من المسرح وقد نتجا عن "ضربة جوية" تمّ خلالها إلقاء "قنبلتين زنة كلّ منهما 500 كيلوغرام".

وأوضحت بوكالتشوك أنّ خبراء استشارتهم أمنستي أكّدوا لها أنّ طبيعة الأضرار التي لحقت بالمسرح تنفي صحّة الفرضية التي طرحتها موسكو، ومفادها أنّ التفجير تمّ من داخل المسرح وأنّ الجهة المسؤولة عنه هي القوات الأوكرانية.

وأشارت بوكالتشوك إلى أن سماء ماريوبول كانت يومها "تحت السيطرة الروسية" ولم تكن هناك "طائرات أوكرانية" تحلّق فيها، مضيفة أن صوراً التقطت عبر الأقمار الاصطناعية قبل الهجوم وبعده تظهر أنّه "لم يكن هناك وجود عسكري أوكراني حول المسرح". وشدّدت على أنّه "على الرّغم من أنّه كان هناك يومها الكثير من الأهداف العسكرية، اختار (الروس) هدفاً مدنيا".

وندّدت أمنستي بهجوم "متعمّد" على موقع لجأ إليه مئات الأبرياء للاحتماء من القصف، وقد كُتبت أمامه بأحرف بيضاء ضخمة كلمة "طفل" لإعلام الطائرات بوجود أطفال بداخله. وشدّدت بوكالتشوك على أنّ هذه الوقائع تجعل القصف الروسي للمسرح "جريمة حرب بشكل واضح".

وقالت أمنستي إن عدد قتلى الغارة هو أقلّ بكثير مما أعلنته السلطات الأوكرانية في بادئ الأمر، حيث أعلنت بلدية ماريوبول مقتل حوالي 300 شخص في القصف. وبحسب التقرير فإنّ "منظمة العفو الدولية تعتقد أنّ 12 شخصاً على الأقلّ لقوا مصرعهم في الهجوم، وحتماً هناك المزيد، وأنّ كثيرين آخرين أصيبوا بجروح خطرة". واستند تقرير أمنستي إلى إفادات جمعتها من 50 شاهداً بالإضافة إلى آراء العديد من الخبراء.

التعليقات