انتخابات برلمانية باليابان يهيمن عليها اغتيال شينزو آبي

بدأ الناخبون اليابانيون التصويت، اليوم الأحد، لتجديد نصف مقاعد مجلس الشيوخ، في انتخابات يطغى عليها اغتيال رئيس الوزراء السابق شينزو آبي، قبل يومين خلال تجمع انتخابي في نارا بغرب البلاد.

انتخابات برلمانية باليابان يهيمن عليها اغتيال شينزو آبي

استؤنفت الحملة الانتخابية (أ.ب)

بدأ الناخبون اليابانيون التصويت، اليوم الأحد، لتجديد نصف مقاعد مجلس الشيوخ، في انتخابات يطغى عليها اغتيال رئيس الوزراء السابق شينزو آبي، قبل يومين خلال تجمع انتخابي في نارا بغرب البلاد.

وندد رئيس الوزراء الياباني الحالي فوميو كيشيدا، الذي يتصدر حزبه الليبرالي الديموقراطي (يمين قومي) بفارق كبير استطلاعات الرأي، بالهجوم "الهمجي" على آبي، مرشده في السياسة، مشددا على أهمية "الدفاع عن الانتخابات الحرة والنزيهة التي تشكل أساس الديموقراطية".

وأكد "لن نستسلم للعنف أبدا".

وكان لاغتيال آبي، أحد أشهر سياسيي الأرخبيل والذي حكم البلاد أكثر من ثماني سنوات، وقع الصدمة في اليابان وخارجها وتواردت رسائل التعازي من أنحاء العالم كافة، بما في ذلك من الصين وكوريا الجنوبية اللتين يخيم التوتر في كثير من الأحيان على علاقاتهما باليابان.

ويعتزم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الذي يقوم حاليا بجولة آسيوية، التوقف، الإثنين، في طوكيو لتقديم تعازيه شخصيا، على ما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية.

وأعلن مكتب آبي لوكالة فرانس برس أن مراسم تأبين ستقام مساء الإثنين، وستجري الجنازة الثلاثاء، بحضور أسرة آبي وأقاربه فقط، وذلك في معبد زوجوجي في طوكيو، بحسب وسائل الإعلام المحلية.

وأقر منفذ الهجوم الذي أوقف في مكان الواقعة، بأنه استهدف آبي عمدا، موضحا للشرطة أنه كان ناقما على منظمة اعتقد أن رئيس الوزراء السابق على ارتباط بها. وذكر عدد من وسائل الإعلام اليابانية أن الأمر يتعلق بمجموعة دينية.

وأوردت وسائل إعلام يابانية إن منفذ الهجوم البالغ 41 عاما ويدعى تيتسويا ياماغامي، هو عنصر سابق في "قوة الدفاع الذاتي البحرية"، سلاح البحرية الياباني، وقال لقوات الأمن إنه استخدم سلاحا يدوي الصنع.

وبعد تعليقها فترة وجيزة من جانب مختلف الأطراف عند ورود نبأ اغتيال آبي، استؤنفت الحملة الانتخابية وسط إجراءات أمنية مشددة، في حين أقرت الشرطة في منطقة نارا بوجود ثغرات أمنية "لا يمكن إنكارها" خلال التجمع الانتخابي الذي كان آبي يشارك فيه.

وتهيمن مخاوف محلية على الانتخابات، وفي طليعتها ارتفاع الأسعار والمخاطر المتعلقة بإمدادات الكهرباء في ظل موجة الحر التي تطال اليابان منذ نهاية تموز/يونيو، مثيرة القلق من انقطاع في الكهرباء.

وتشير التوقعات إلى أن الائتلاف الحاكم المؤلف من الحزب الليبرالي الديموقراطي بزعامة كيشيدا (64 عاما)، وحليفه "كوميتو" قد يفوز بأكثر من 70 مقعدا، من أصل 125 سيتم تجديدها، الأحد، في الانتخابات التي تجري كل ثلاث سنوات وتشمل نصف مقاعد مجلس الشيوخ الـ248 بالإجمال.

في المقابل، فإن الحزب الديموقراطي الدستوري (يسار الوسط) قد يخسر بحسب استطلاعات الرأي قسما من المقاعد الـ45 التي يشغلها حاليا، وموقعه كأول قوة معارضة لعدم عرضه بديلا مقنعا.

وفي بلد غالبا ما ينتقد لضعف التمثيل النسائي في مؤسساته وفي قيادة شركاته، تتضمن الانتخابات هذه السنة نسبة قياسية من المشاركة النسائية تبلغ 33% من المرشحين الـ545.

وفي حال تحقيقه فوزا كبيرا في انتخابات مجلس الشيوخ، سيتمكن فوميو كيشيدا من تعزيز سلطته بعدما دعا إلى سياسة اقتصادية تتضمن توزيعا أكثر عدالة للثروات أطلق عليها اسم "الرأسمالية الجديدة"، عند أبواب مرحلة من ثلاث سنوات لا تتضمن أي استحقاق انتخابي.

وحظي تعاونه الوثيق مع حلفاء اليابان الغربيين بهدف الضغط على روسيا بتأييد واسع في بلاده، كما حققت خطته لزيادة ميزانية الدفاع بشكل "كبير" تأييدا شعبيا في وقت تؤكد الصين بصورة متزايدة طموحاتها الجغرافية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

وقد يتعزز التوجه إلى زيادة النفقات الدفاعية بعد الانتخابات بحسب استاذ العلوم السياسية في جامعة طوكيو يو أوشياما الذي يعتقد أن "موقف (اليابان) الحازم تجاه الصين سيتواصل على الأرجح".

التعليقات