سكان كندا الأصليون بانتظار اعتذار البابا عن مأساة المدارس الداخلية

البابا فرنسيس توجه اليوم إلى كندا، في زيارة مخصصة أولا للسكان الأصليين، وطلب الصفح عن إدخال 150 ألف طفل منهم لمدارس داخلية، وفصلهم قسرا عن أسرهم ولغتهم وثقافتهم، وتعرضهم لأعمال عنف، في بعض الأحيان جنسية

سكان كندا الأصليون بانتظار اعتذار البابا عن مأساة المدارس الداخلية

موقع إحدى المدارس الداخلية في مقاطعة ألبرتا، أمس ( Getty Images)

ينتظر السكان الأصليون في كندا طلب البابا فرنسيس الصفح عن دور الكنيسة في مأساة المدارس الداخلية. وغادر البابا روما اليوم، الأحد، متوجها إلى إدمنتون في مقاطعة ألبرتا الكندية. ويرافقه خصوصا مسؤول الدبلوماسية، الكاردينال بيترو بارولين.

وقبل مغادرته، وجه البابا رسالة عبر تويتر إلى "إخوانه وأخواته الأعزاء في كندا". وكتب أنه "آتي إليكم للقاء السكان الأصليين. آمل، بعون الله أن تساهم رحلة التوبة التي أقوم بها في طريق المصالحة التي بدأت. أرجو أن ترافقوني بالصلاة".

وستخصص هذه الزيارة أولا للسكان الأصليين الذين يمثلون 5% من سكان كندا. فبين نهاية القرن التاسع عشر وتسعينيات القرن العشرين، سجّل حوالى 150 ألف طفل من السكان الأصليين قسرا في أكثر من 130 مدرسة داخلية، مدعومة من الدولة وتدير معظمها الكنيسة الكاثوليكية.

وقد فصلوا عن أسرهم ولغتهم وثقافتهم وغالبا ما كانوا ضحايا لأعمال عنف، في بعض الأحيان جنسية.

ومات حوالى ستة آلاف طفل هناك، في ما اعتبرته لجنة تحقيق وطنية "إبادة جماعية ثقافية"، في بلد أثار فيه اكتشاف أكثر من 1300 قبر لمجهولين، العام الماضي، صدمة ودفع السلطات إلى إعلان "يوم مصالحة".

البابا يغادر روما، صباح اليوم (Getty Images)

وتنتظر مجموعات السكان الأصليين هذه الزيارة بفارغ الصبر، على أمل أن يجدد البابا الاعتذارات التاريخية التي عبر عنها في الفاتيكان، في نيسان/أبريل الماضي.

ويتوقع أن يقوم البابا بمبادرات رمزية، من بينها إعادة عدد من أعمال وقِطع للشعوب الأصلية معروضة في متاحف الفاتيكان منذ عقود.

وقال جورج أركاند جونيور، الرئيس الأكبر "لاتحاد الشعوب الأولى في كونفدرالية المعاهدة 6"، في مؤتمر صحافي في إدمونتون، يوم الخميس الماضي، إن "هذه الرحلة التاريخية جزء مهم من رحلة الشفاء"، لكن "ما زال يتعين القيام بالكثير".

وحذر إيرفين بول، زعيم قبائل لويس بول كري، من أن "أحداث الأسبوع المقبل قد تؤدي إلى فتح جروح ناجين".

وسيلتقي البابا فرنسيس بأفراد من السكان الأصليين للمرة الأولى، صباح غد، في ماسكواسيس التي تبعد نحو مئة كيلومتر جنوب إدمونتون، حيث ينتظر حضور نحو 15 ألف شخص. وكانت ألبرتا المقاطعة التي تضم أكبر عدد من المدارس الداخلية.

وقالت شارلوت روان (44 عاما) إنه "أتمنى أن يأتي عدد كبير من الأشخاص" ليسمعوا أن "الأمر لم يكن اختراعاً". لكن آخرين ينظرون بمرارة إلى الحدث. وقالت ليندا ماكجيلفيري (68 عاما) التي أمضت ثماني سنوات من طفولتها في مدرسة داخلية إنه "بالنسبة لي، فات الأوان لأن كثيرين تألموا". وأضافت أنها لن "تلتفت" لترى البابا، "لقد فقدت الكثير من ثقافتي وأصلي ومرت سنوات طويلة من الضياع".

وبعد ظهر غد، سيلقي البابا فرنسيس خطابا ثانيا في كنيسة "القلب المقدس" للشعوب الأصلية في ادمونتون. وبعد غد، سيترأس قداسا في ملعب يتسع لستين ألف شخص في هذه المدينة قبل أن يتوجه إلى بحيرة سانت آن التي تشكل موقع حج سنوي.

وسيتوجه إلى كيبيك، التي يزورها من 27 إلى 29 تموز/يوليو، حيث سيلتقي رئيس الوزراء، جاستن ترودو، ويترأس قداسا في الضريح الوطني لسانت آن دي بوبريه، أحد المواقع الكبرى لرحلة حج في أميركا الشمالية.

وفي 29 تموز/يوليو، سيتوجه البابا إلى إيكالويت، وهي مدينة تقع في أقصى شمال كندا وتضم أكبر عدد من قبائل الإنويت في البلاد. وسيلتقي فيها طلابا سابقين في مدارس داخلية، قبل أن يعود إلى روما.

وتشهد كندا التي يشكل الكاثوليك 44% من سكانها، مثل بلدان أخرى، أزمة كنيسة مع انخفاض حاد في المشاركة في ممارسة الشعائر في السنوات الأخيرة.

التعليقات