بلينكن من كييف يشيد بـ"تقدم القوات الأوكرانية في مواجهة الجيش الروسي"

أشاد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الخميس، من كييف بإحراز الجيش الأوكراني "تقدمًا واضحًا وفعليًا" في هجومه المضاد الذي يستهدف الأراضي التي تسيطر عليها القوات الروسية.

بلينكن من كييف يشيد بـ

بلينكن من كييف (Gettyimages)

أشاد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الخميس، من كييف بإحراز الجيش الأوكراني "تقدمًا واضحًا وفعليًا" في هجومه المضاد الذي يستهدف الأراضي التي تسيطر عليها القوات الروسية.

وقال بلينكن الذي يجري زيارة مفاجئة إلى كييف الخميس "نشهد تقدما واضحا وفعليا على الأرض، خصوصًا في المنطقة المحيطة بخيرسون (جنوب) وأيضًا تطوّرات مثيرة للاهتمام في الشرق في دونباس".

وأضاف الوزير الذي أعلن مساعدة عسكرية أميركية جديدة لأوكرانيا "نحن فخورون بأن دعمنا ودعم الكثير من البلدان الأخرى يساهم في السماح للأوكرانيين بالقيام بما يريدونه - العمل على تحرير الأراضي التي سيطرت عليها روسيا في هذا العدوان".

وتابع "في نهاية المطاف، ما يُحدث الفرق بشكل جوهريّ هو أن هذا وطن الأوكرانيين وليس وطن الروس".

وأعلن الجيش الأوكراني، الخميس، اختراق دفاعات روسية واستعادة أراضٍ في مناطق عديدة على الجبهة، في وقت يزور بلينكن كييف بالتزامن مع إعلان الولايات المتحدة عن مساعدة عسكرية جديدة بنحو 2,8 مليار دولار.

وفي حين تشنّ القوات الأوكرانية منذ الأسبوع الماضي هجومًا مضادًا واسعًا خصوصًا لاستعادة منطقة خيرسون في جنوب البلاد، أعلنت رئاسة الأركان سلسلة نجاحات على جبهات عديدة.

تمّ إحراز التقدم الأكبر في منطقة خاركيف الحدودية مع روسيا في شمال شرق البلاد، حيث تؤكد القوات الأوكرانية أنها اخترقت الدفاعات الروسية بعمق خمسين كلم واستعادت أكثر من عشرين بلدة من القوات الروسية.

وفي الجنوب، أكد أحد ضباط قيادة الأركان الأوكرانية أوليكسي غروموف أنه "في بعض الاتجاهات" حقق الجيش الأوكراني "اختراقا عميقا في الدفاعات العدوة (ضمن مساحة تراوح) بين كيلومترين وعشرات الكيلومترات" بحسب المناطق. وأضاف "تم تحرير عدد من البلدات".

في دونباس، سيطر الجنود الأوكرانيون على ما بين كيلومترين وثلاثة كيلومترات في محيط مدينتي كراماتورسك وسلوفيانسك اللتين لا تزالان تحت السيطرة الاوكرانية، واستعادوا من الروس بلدة أوزيرن، بحسب غروموف.

وتزامن الإعلان عن هذه الإنجازات العسكرية وهي الأكبر بالنسبة لأوكرانيا منذ انسحاب القوات الروسية من محيط كييف أواخر آذار/ مارس، مع قيام وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، بزيارة مفاجئة إلى كييف واعدًا بتقديم حزمة مساعدة جديدة.

ولم يعلن بلينكن مسبقًا عن هذه الزيارة وهي الثانية له إلى كييف منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 شباط/ فبراير.

في المجمل، وعدت واشنطن بتقديم مساعدة إضافية بنحو 2,8 مليار دولار لأوكرانيا والدول المجاورة لها في مواجهة روسيا. وضمن هذا المبلغ، هناك مساعدة مباشرة لكييف بقيمة 675 مليون دولار ستُرسل بشكل شحنات أسلحة وذخائر وأنظمة مدفعية من طراز "هيمارس" سبق أن سمحت لكييف بضرب خطوط الإمدادات الروسية الواقعة على مسافة بعيدة خلف خطّ الجبهة.

أما المبلغ المتبقي وقدره 2,2 مليار دولار، فسيقدّم بشكل قروض وهبات إلى أوكرانيا و18 دولة مجاورة لها تشعر بأنها مهددة من جانب روسيا، وذلك لشراء معدات عسكرية أميركية.

ومن بين تلك الدول مولدافيا وجورجيا اللتان تضمان مناطق انفصالية مدعومة من روسيا، إضافة إلى دول البلطيق إستونيا ولاتفيا وليتوانيا، والبوسنة حيث تصاعد التوتر مع قادة من صرب البوسنة مدعومين من روسيا.

في كييف، بدأ بلينكن زيارته من مستشفى لمعالجة الأطفال ضحايا الحرب يرافقه نظيره الأوكراني دميترو كوليبا. وقال للأطفال "جلبتُ لكم أصدقاء"، مقدّمًا لهم دمى محشوّة.

وعقد بعد ذلك اجتماعًا مع كوليبا قبل لقاء الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينكسي.

وقالت مسؤولة بارزة ترافق بلينكن بدون الكشف عن اسمها إن "الوزير أراد إجراء هذه الرحلة الآن نظرا لأهمية المرحلة بالنسبة لأوكرانيا".

وأضافت أن "كل المساعدات العسكرية تهدف إلى المساهمة في ضمان نجاح أوكرانيا في الهجوم المضاد"، معتبرةً أن ذلك سيكون "مهما جدا من حيث كيفية تطور الحرب".

قبل ساعات من وصول بلينكن إلى كييف، أشاد وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن "بنجاح واضح" حققه الأوكرانيون في "ميدان المعركة".

جاء كلام أوستن، صباح الخميس، من قاعدة رامشتاين العسكرية الأميركية في ألمانيا حيث سيشارك في اجتماع مع ممثلي أكثر من أربعين دولة والأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ مخصص لبحث التحديات التي تطرحها عمليات تسليم الأسلحة الحاسمة بالنسبة لأوكرانيا.

ميدانيًا، تعرّضت خاركيف، صباح الخميس، مجددًّا لقصف روسي ما أسفر عن قتيلين وخمسة جرحى، وفق ما أعلن حاكم المنطقة أوليغ سينيغوبوف.

وقُتل ثلاثة أشخاص وأُصيب خمسة آخرون بجروح في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة في منطقة زابوريجيا في جنوب البلاد. كما قُتل سبعة آخرون في دونيتسك في شرق أوكرانيا الصناعي.

من جانبه، أكد الجيش الروسي استمرار تكبيد الأوكرانيين "خسائر فادحة".

التعليقات