تقدم الهجوم الأوكراني المضاد وتراجع روسي كبير في خيرسون

بيّنت الخارطة التي استعرضتها الوزارة الروسية، الثلاثاء، أن القوات الروسية خرجت من مساحات شاسعة في خيرسون، وبينها دودشاني الواقعة على الضفة الغربية لنهر دنيبر، في حين يشنّ الجيش الأوكراني هجوما مضادا في المنطقة.

تقدم الهجوم الأوكراني المضاد وتراجع روسي كبير في خيرسون

من مناطق القتال في جنوب أوكرانيا (Getty Images)

أظهرت خارطة عسكرية نشرتها وزارة الدفاع الروسية، اليوم الثلاثاء، خلال مؤتمر صحافي يومي، تراجعا كبيرا لقواتها في شمال منطقة خيرسون في جنوب أوكرانيا، فيما دعت السلطات الموالية لروسيا في جنوب أوكرانيا، إلى عدم "الهلع" حتى لو اضطرت القوات الروسية إلى التراجع أمام الهجوم المضاد الأوكراني في المنطقة.

ومقارنة بتلك المنشورة أمس، الإثنين، بيّنت الخارطة التي استعرضتها الوزارة الروسية، الثلاثاء، أن القوات الروسية خرجت من عدد كبير من النواحي، وبينها دودشاني الواقعة على الضفة الغربية لنهر دنيبر، في حين يشنّ الجيش الأوكراني هجوما مضادا في المنطقة.

كذلك أظهرت خارطة منطقة خاركيف الواقعة في شمال شرق أوكرانيا، أن الروس خرجوا بشكل شبه كامل من الضفة الشرقية لنهر أوسكيل، وهي الناحية الأخيرة التي كانت القوات الروسية لا تزال تسيطر عليها في المنطقة، بعدما تعرّضت فيها قوات موسكو لهزائم في إطار الهجوم المضاد الذي تشنّه أوكرانيا منذ أسابيع عدة.

لكن الجيش الروسي لم يعلن عن أي انسحاب ولم يدل بأي تعليق بشأن التراجع الذي تظهره الخرائط. من جهتها، لم تعطِ السلطات الأوكرانية معلومات دقيقة حول عملياتها الجارية في منطقة خيرسون.

واكتفت قيادة الأركان الأوكرانية بالإشارة في بيان إلى أن "العدو محبط" في الجنوب. وكتبت في منشور على "فيسبوك" أن الروس "يتخلون عن مواقعهم وينسحبون إلى (مناطق تقع على) مسافة آمنة، ويدمّرون مخازن الذخيرة التابعة لهم ويحاولون تدمير الجسور".

من جهته، أعلن مساعد وزير الداخلية الأوكراني، يفغيني أنين، تحرير 50 ناحية في منطقة خيرسون من دون أن يوضح متى حصل ذلك أو أين، في حين يحقّق الجيش الأوكراني مكاسب ميدانية منذ أسابيع عدة.

وأشارت وسائل إعلام محلية أن الجيش الأوكراني استعاد السيطرة على 5 مناطق سكنية من القوات الروسية شرقي البلاد، من بينها 4 مناطق سكنية في خيرسون، وواحدة في خاركيف. كما نشرت مواقع التواصل الاجتماعي لقطات مصورة لدخول الجيش الأوكراني إلى المواقع المذكورة.

تقدم الهجوم الأوكراني المضاد

ومنذ مطلع أيلول/ سبتمبر الماضي، ألحقت القوات الأوكرانية سلسلة من الهزائم الساحقة بالروس في شمال شرق وشرق البلاد. وأمس، الإثنين، أعلن الرئيس الأوكراني، فولودمير زيلينسكي، استعادة أكثر من 450 وحدة سكنية في خاركيف اعتبارا من الشهر الماضي.

واعترف حاكم منطقة خيرسون التي تسيطر عليها روسيا، فلاديمير سالدو، بحصول "اختراق" أوكراني وخصوصًا بخسارة بلدة دودتشاني، قبل أن يؤكد أنّ الطيران الروسي "أوقف" التقدم الأوكراني، وفق مقابلة معه بعد ظهر أمس، نُشرت اليوم، على قناته الخاصة على تطبيق "تلغرام".

بعد ذلك، أفاد أحد نواّبه، كيريل ستريموسوف، في مقطع فيديو نُشر الثلاثاء، على قناته على "تلغرام"، بأنّ "التقدّم الأوكراني - النازي في منطقة دودتشاني أوقف... علينا ألا نشعر بالهلع". وقال من مدينة خيرسون "نسمع انفجارات من على بعد لكن ليس كثيرا".

وأشارت قناة "رايبار" الروسية على تلغرام، التي تتابع تحرّكات القوات الروسية، إلى أنّ الأوكرانيين يتقدّمون في مناطق أرخانغيلسكي ودودتشاني لـ"قطع إمدادات المجموعات الروسية الموجودة على الضفة اليمنى لنهر دنيبر".

ويتمركز حوالي 20 ألف جندي روسي في هذه المنطقة، بحسب التقديرات الغربية والأوكرانية. فيما ركزت القوات الأوكرانية نيرانها في الأسابيع الأخيرة على مواقع ومستودعات روسية على الضفة اليمنى لنهر دنيبر وعلى الجسور الممتدة على هذا النهر كذلك، في محاولة لقطع خطوط الإمداد الروسية.

من جهتها، تلتزم القوات الأوكرانية الصمت بشأن التقدّم في جنوب البلاد. واكتفى الرئيس الأوكراني، زيلينسكي، بالقول في خطابه مساء الإثنين، إنّه "جرى تحرير بلدات جديدة في عدّة مناطق".

وأضاف "المزيد والمزيد من المحتلّين يسعون إلى الفرار ويلحق المزيد والمزيد من الخسائر بجيش العدو". كما تزايد، منذ أيام، تداول مقاطع فيديو على الإنترنت لجنود أوكرانيين يرفعون أعلامهم في قرى شمال منطقة خيرسون.

ونشر رئيس الإدارة الرئاسية الأوكرانية، أندريه يرماك، رسالة من الرموز التعبيرية على تلغرام تمثل الأعلام الأوكرانية وفاكهة البطيخ التي تشتهر منطقة خيرسون بزراعتها.

واحتلت القوات الروسية في بداية غزوها أوكرانيا خيرسون الواقعة على نهر دنيبر، وهي العاصمة الإقليمية الوحيدة التي تمكنت حتى الآن من الاستيلاء عليها.

وبعد سلسلة من الهزائم في شمال وشرق أوكرانيا، قرّر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ضمّ أربع مناطق أوكرانية تحتلها القوات الروسية جزئيًا أو بالكامل هي لوغانسك ودونيتسك وخيرسون وزابوريجيا، كما أصدر مرسومًا بتعبئة مئات الآلاف من جنود الاحتياط.

لكن بعد يومين من مراسم الضم، أعلن زيلينسكي استعادة مدينة ليمان التي تشكل مركزا مهما للسكك الحديد في شرق أوكرانيا، مما تسبب في انتكاسة جديدة لموسكو.

وبدت تعبئة جنود الاحتياط في روسيا غير منظمة، وواجه الجيش انتقادات لاستدعاء العديد من جنود الاحتياط الذين كان ينبغي إعفاؤهم لأسباب صحية أو عائلية.

تجنيد 200 ألف روسي من إعلان التعبئة

ومع ذلك، التحق أكثر من 200 ألف شخص بصفوف الجيش منذ إعلان قرار التعبئة الجزئية في 21 أيلول/ سبتمبر، على ما أفاد وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو. ولفت شويغو إلى أن جنود الاحتياط يتمّ تدريبهم في "80 ساحة تدريب وستة مراكز".

وأدّت تعبئة الكرملين إلى بعض التظاهرات وفرار عشرات آلاف الرجال في سن التجنيد إلى دول مجاورة مثل جورجيا وكازاخستان ومنغوليا وفنلندا. وتعهد بوتين الدفاع عن الأراضي التي ضمها، حتى أنه هدد باستخدام الأسلحة النووية، داعيًا أوكرانيا إلى التوقف عن القتال.

ورد عليه زيلينسكي الجمعة بالقول إن "أوكرانيا لن تتفاوض مع روسيا ما دام بوتين رئيسا". ووعد الغربيون، من جانبهم، بالاستمرار في دعم كييف، لا سيما بإرسال أسلحة وذخائر حديثة ألحقت أضرارًا كبيرة بالقوات الروسية.

واشنطن: مساعدات أمنية لأوكرانيا بقيمة 625 مليون دولار

هذا وكشف الرئيس الأمريكي جو بايدن، مساء الثلاثاء، عن حزمة مساعدات أمنية بقيمة 625 مليون دولار لأوكرانيا، وذلك في اتصال هاتفي مع الرئيس الأوكراني، زيلينسكي، بحسب بيان صادر عن البيت الأبيض.

وقال بايدن إن الولايات المتحدة لن تعترف أبدا بالمناطق الأوكرانية التي ضمتها روسيا في الأيام الماضية. وشدد على أن بلاده مستعدة دائما لفرض عقوبات قاسية على من يدعم مساعي ضم روسيا لأراض أوكرانية.

وأشار أن واشنطن ستواصل تقديم المساعدات لكييف، معلنا عن تقديم مساعدات أمنية بقيمة 625 مليون دولار لأوكرانيا. وأوضح أن حزمة المساعدات ستضم صواريخ "هيمارس" وأنظمة مدفعية إضافة لأسلحة وذخائر أخرى.

التعليقات