عقوبات أوروبية على كيانات إيرانية بضمنها "شرطة الأخلاق"

وزراء خارجية الاتحاد يجتمعون، اليوم، وبحسب دبلوماسيين فإن قائمة العقوبات التي وافق عليها سفراء الاتحاد الأوروبي، تضمّ 11 مسؤولاً إيرانياً وأربعة كيانات. وسيخضعون لحظر تأشيرات الاتحاد الأوروبي وتجميد الأصول

عقوبات أوروبية على كيانات إيرانية بضمنها

قمع احتجاجات في طهران بعد وفاة أميني، الشهر الماضي (أ.ب.)

يجتمع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اليوم، الإثنين، لتبنّي عقوبات على إيران، ودان العديد حملة القمع التي يشنّها النظام على المحتجين، مشدّدين في الوقت ذاته على ضرورة إحياء الاتفاق النووي مع طهران.

وأشار دبلوماسيون إلى أنّ قائمة العقوبات التي وافق عليها سفراء الاتحاد الأوروبي، قبل اجتماع الوزراء، تضمّ 11 مسؤولاً إيرانياً وأربعة كيانات. وسيخضعون لحظر تأشيرات الاتحاد الأوروبي وتجميد الأصول.

وقالت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، إنّ من بين المستهدفين بالعقوبات "ما يُسمى بشرطة الأخلاق، وهي كلمة غير مناسبة حقاً عندما ترى الجرائم التي تُرتكب هناك".

مظاهرة في برلين تنديدا بقمع الاحتجاجات في إيران، الأسبوع الماضي (أ.ب.)

وُوضعت القائمة قبل التحوّل المأساوي الأخير في الأحداث في إيران، حيث اندلع حريق مميت في سجن إوين المعروف بإساءة معاملة السجناء، والذي يضم معتقلين سياسيين إيرانيين ومزدوجي الجنسية وأجانب.

وأعرب الاتحاد الأوروبي عن انزعاجه من الحملة الدموية التي يشنّها النظام الإيراني على الاحتجاجات التي أشعلتها وفاة مهسا أميني، الشابة التي تبلغ من العمر 22 عاماً بعدما كانت قد اعتقلتها "شرطة الأخلاق" قبل شهر، بزعم انتهاكها قواعد اللباس الصارمة. وتحولت التظاهرات منذ ذلك الحين إلى احتجاجات مناهضة للنظام في الشوارع.

وقالت بيربوك إنه "عندما ترى هذه الصور المريعة من حريق السجن، عندما ترى أشخاصاً مسالمين، نساءً ورجالاً وبشكل متزايد شباباً وطلّاباً في المدارس لا يزالون يتعرّضون للضرب المبرح، لن نتمكّن ولن نغمض أعيننا عن ذلك". وحذّرت من أنه "إذا استمرّ العنف، فإنّ المزيد سيتبع".

وأشارت وزيرة الخارجية السويدية، آن ليندي، إلى أنّ العقوبات كانت ضد "هؤلاء المسؤولين عن قمع الاحتجاجات السلمية وليس أقلّها قتل العديد من النساء". وأضافت أنه "ستكون عقوبات ضدّ الشرطة والمسؤولين السياسيين وأولئك الذين قادوا العنف"، واصفة الخطوة بأنها "قرار مهم ومرحّب به".

من جهته، بدا وزير خارجية لوكسمبورغ، جان أسيلبورن، متشكّكاً بشأن ما إذا كانت عقوبات الاتحاد الأوروبي "ستضر" بإيران، لكنّه قال "ربما يكون هذا النظام قد نجح خلال الأعوام الأربعين الماضية، لكنّه الآن لم يعد يعمل. ولهذا السبب يتعيّن على الاتحاد الأوروبي أن يتخذ هذه الخطوة الآن".

وأعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا عقوبات ضدّ إيران بسبب انتهاكات حقوق الإنسان التي تجري الآن. وردّت إيران باتهام الولايات المتحدة بتأجيج الاحتجاجات المناهضة للنظام.

وتأتي هذه التطوّرات في الوقت الذي تتضاءل فيه الآمال في إعادة إحياء الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني، الذي أُبرم في العام 2015، والذي نُسف عندما سحب الرئيس دونالد ترامب الولايات المتحدة منه في العام 2018.

وقام الاتحاد الأوروبي على مدار العام ونصف العام الماضي بتنسيق الجهود ولكن من دون جدوى، لإعادة الولايات المتحدة وإيران إلى الامتثال الكامل بالاتفاق، الذي يهدف إلى كبح برنامج إيران النووي.

وفي هذا الإطار، قال وزير الخارجية الهولندي، ووبكي هوكسترا، إنه "من المنطقي التوصل إلى اتفاق مع إيران، ولكن هناك طرف واحد يمنع ويعرقل الأمر في الأشهر والسنوات الأخيرة - وهي إيران نفسها".

كذلك، شغلت إيران حيّزاً في النقاشات التي خاضها الوزراء حول الحرب الروسية في أوكرانيا. وجاء ذلك في الوقت الذي تقول فيه كييف وعدد متزايد من المراقبين إنّ إيران تمدّ روسيا بطائرات مسيّرة لضرب الأهداف الأوكرانية، الأمر الذي تنفيه طهران.

وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إنّ التكتّل سيسعى للحصول على "دليل ملموس" على استخدام الطائرات الإيرانية المسيّرة في أوكرانيا.

التعليقات