حزب العمال يتصدر الاستطلاعات وتراس تتمسك بمنصبها

تزداد متاعب رئيسة الوزراء تراس، التي تعاني منذ توليها منصبها قبل 6 أسابيع جراء الفوضى في الأسواق المالية بسبب سياساتها الاقتصادية.

حزب العمال يتصدر الاستطلاعات وتراس تتمسك بمنصبها

تراس "تأسف" لـ"أخطاء" اقتصادية ارتكبت (gettyimages)

أعربت رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس عن "أسفها" لـ"أخطاء" ارتكبتها في الملفّ الاقتصادي، مؤكدة تمسكها بمنصبها لما فيه "المصلحة العامة"، وذلك بعد ساعات قليلة على إعلان وزير المالية الجديد التراجع عن جميع الإجراءات الاقتصادية التي أعلنت سابقا.

وجاء ذلك، بالتوازي مع تقدم حزب العمال المعارض على حزب المحافظين الحاكم في بريطانيا بفارق 36 نقطة مئوية في استطلاع جديد، ليزيد بذلك متاعب رئيسة الوزراء تراس، التي تعاني منذ توليها منصبها قبل 6 أسابيع جراء الفوضى في الأسواق المالية بسبب سياساتها الاقتصادية.

وبعد مرور ستة أسابيع على توليها رئاسة الحكومة البريطانية قالت تراس "أتحمل المسؤولية وآسف للأخطاء التي ارتكبت"، وأضافت "سأبقى في منصبي للوفاء بالتزاماتي على صعيد المصلحة العامة"، معتبرة أنها ستقود حزبها المحافظ في الانتخابات المقبلة المقررة بعد عامين والتي تعد المعارضة الأوفر حظا للفوز فيها.

وتابعت تراس في مقابلة أجرتها معها شبكة "بي.بي.سي" وبثت مساء الإثنين "لقد تحركت سريعا لإصلاح هذه الأخطاء"، علماً بأن جهودا كثيرة تبذل في كواليس غالبيتها لدفعها للتنحي.

وقالت تراس في المقابلة إنها لا تزال تتطلع إلى "اقتصاد عالي النمو ومخفض الضرائب"، لكنّها شددت على أنّ "الاستقرار الاقتصادي" له الأولوية.

وأعلن وزير المال الجديد جيريمي هانت، تراجع الحكومة عن كل إجراءاتها لخفض الضرائب المعتمدة في تمويلها على الديون، وذلك على أمل تجنب حالة فوضى جديدة في الأسواق.

وكشف هانت الخطوط العريضة لمشروع الموازنة للمدى المتوسط سيعرض كاملا في 31 تشرين الأول/أكتوبر.

وحذر من قرارات "بغاية الصعوبة" ومن اقتطاعات على صعيد الإنفاق الحكومي وزيادات ضريبية وإلغاء كاملا للخطة الأولية لتراس، لكن هانت شدد على أن الحكومة ستجعل من "مساعدة الأكثر ضعفا" أولوية لها.

وأفاد هانت في بيان متلفز "سنلغي تقريبا جميع الإجراءات المرتبطة بالضرائب التي أعلنت.. قبل ثلاثة أسابيع"، بينما أقر بأن الميزانية التي أعلنها سلفه الشهر الماضي أضرت بالوضع المالي العام.

وأعلن تشكيل مجلس اقتصادي استشاري يضم أربعة خبراء من خارج الحكومة.

ويأتي الإعلان في ظل تراجع كبير لحزب تراس المحافظ في استطلاعات الرأي على وقع أزمة غلاء المعيشة المتفاقمة في بريطانيا.

ووفقا لاستطلاع الرأي الذي أجرته شركة "ريدفيلد آند ويلتون ستراتيجيز" ، ونُشرت نتائجه أمس الاثنين، فقد بلغت نسبة التأييد الشعبي لحزب العمال 56%، بينما حصل حزب المحافظين على 20% فقط.

وقالت الشركة إن هذا أكبر فارق يحققه أي حزب بريطاني خلال ربع قرن.

أما صحيفة إندبندنت فوصفت هذا الرقم بأنه أكبر فارق تسجله أي مؤسسة استطلاعات لأي حزب في تاريخ بريطانيا، ورأت أن هذه النتائج تعني أن المحافظين قد يواجهون هزيمة ساحقة في أي انتخابات مقبلة.

وتصارع تراس من أجل بقائها السياسي بعد أن اضطرت للتراجع عن معظم بنود برنامجها الاقتصادي الذي كانت قد أعلنته هي ووزير المالية السابق كوازي كوارتنغ الشهر الماضي.

التعليقات