طهران لن تبقى "غير مبالية" في حال استخدام روسيا مسيّراتها في أوكرانيا

ذكر وزير الخارجية الإيرانيّ أنه "في حال أصبح من الواضح بالنسبة إلينا أن روسيا استخدمت مسيّرات إيرانية في الحرب ضد أوكرانيا، فنحن بالتأكيد لن نبقى غير مبالين حيال هذه المسألة".

طهران لن تبقى

بقايا مسيرة يُزعم أنها إيرانية استخدمت في هجمات روسية بكييف (Getty Images)

أكد وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، الإثنين، أن طهران لن تبقى "غير مبالية" في حال ثبت أن روسيا استخدمت مسيّرات إيرانية الصنع في الحرب ضد أوكرانيا، في ظل اتهامات بهذا الشأن من كييف وحلفائها.

وقال عبد اللهيان: "نعم في الماضي تلقينا أسلحة من روسيا، ولا زلنا نتلقى في إطار التعاون الدفاعي، ونزود روسيا بأسلحة وتجهيزات"، وذلك في تصريحات مصوّرة نشرتها وسائل إعلام محلية.

وأضاف: "لكن خلال الحرب في أوكرانيا، نظرا لموقفنا المبدئي ضد الحرب، نعارض تسليح روسيا وأوكرانيا"، مضيفا: "لم نزوّد روسيا بأيّ أسلحة أو مسيّرات للاستخدام في الحرب ضد أوكرانيا".

وكرر الوزير الإيراني استعداد طهران لبحث هذه المسألة مباشرة مع كييف، مشيرا إلى أنه أبلغ وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، خلال اتصال بينهما الأسبوع الماضي، أنه "في حال أصبح من الواضح بالنسبة إلينا أن روسيا استخدمت مسيّرات إيرانية في الحرب ضد أوكرانيا، فنحن بالتأكيد لن نبقى غير مبالين حيال هذه المسألة".

وتزايدت في الفترة الماضية اتهامات كييف وحلفائها الغربيين لروسيا، باستخدام طائرات مسيّرة إيرانية الصنع في الحرب ضد أوكرانيا. وفرضت واشنطن ولندن والاتحاد الأوروبي عقوبات على الجمهورية الإسلامية بسبب هذه المسألة.

من جهتها، نفت طهران مرارا تزويد أي طرف أسلحة "للاستخدام في الحرب" التي بدأتها القوات الروسية أواخر شباط/ فبراير، بينما اعتبر الكرملين أن الاتهامات الغربية تدخل في إطار محاولة "الضغط" على إيران.

وفي وقت سابق الإثنين، نفى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، الاتهامات الأميركية بوجود عسكرييها في شبه جزيرة القرم لمساعدة روسيا على شن هجمات بطائرات مسيّرة في أوكرانيا.

وقال كنعاني: "نرفض هذه الأنباء بشدّة"، وذلك ردا على سؤال عن تصريحات أدلى بها مسؤول أميركي الأسبوع الماضي.

وأضاف أن هذه المزاعم "تهدف إلى حرف أنظار الرأي العام عن دورهم المدمّر في الحرب الأوكرانية، من خلال الوقوف بجانب أحد طرفي النزاع وتصدير الأسلحة بشكل مكثّف إلى أوكرانيا".

وكان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، قد قال الخميس الماضي، إن "تقديراتنا أن عناصر عسكريين إيرانيين كانوا على الأرض في القرم وساعدوا روسيا في هذه العمليات".

وأضاف أن هؤلاء كانوا مدرِّبين وعناصر دعم تقني، بينما تولّى الروس توجيه المسيّرات التي ألحقت أضرارا بالغة ببنى تحتية أوكرانية.

وعَدّ أن طهران باتت "منخرطة مباشرة على الأرض، ومن خلال توفير أسلحة يطال تأثيرها مدنيين وبنى تحتية مدنية".

وشدد كنعاني على أن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية أعلنت مرارا أنها ليست طرفا في حرب أوكرانيا"، مضيفا: "نحن لا نقوم بتصدير الأسلحة الى أي طرف في النزاع (للاستخدام) في الحرب".

وزادت قضية المسيّرات من التوتر بين إيران وروسيا من جهة، والغربيين من جهة أخرى. وفرضت لندن وبروكسل عقوبات على طهران، بينما هددت واشنطن بمعاقبة الشركات والدول التي تتعاون مع برنامج المسيّرات الإيرانية.

وتسببت القضية بتوتر بين طهران وكييف كذلك، إذ أعلنت أوكرانيا في أيلول/ سبتمبر، خفض مستوى تمثيل إيران الدبلوماسي على أراضيها، ولمحت إلى إمكان قطع العلاقات بالكامل.

التعليقات