روسيا توقف نقل الحبوب الأوكرانية في البحر الأسود

قرار موسكو جاء بعد هجوم مكثّف بطائرات مسيّرة استهدف، صباح أمس، سفنا عسكرية ومدنية تابعة لأسطولها في القرم، وأوكرانيا تصف ذلك بـ"الحجة الكاذبة". الاتحاد الأوروبي يخض روسيا على "العودة عن قرارها"

روسيا توقف نقل الحبوب الأوكرانية في البحر الأسود

سفن شحن حبوب أوكرانية في تركيا، في حزيران/يونيو الماضي (أ.ب.)

توقفت حركة نقل الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود اليوم، الأحد، بعدما علّقت روسيا، أمس، الاتفاق بشأن صادرات الحبوب من الموانئ الأوكرانية الحيويّة لإمدادات الغذاء في العالم، في قرار انتقدته بشدة كييف وواشنطن والاتحاد الأوروبي.

وبررت موسكو تعليق مشاركتها بهجوم مكثّف بطائرات مسيّرة استهدف، صباح أمس، سفنا عسكرية ومدنية تابعة لأسطولها في البحر الأسود المتمركز في خليج سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم.

إلا أن اوكرانيا نددت بهذه "الحجة الكاذبة" ودعت إلى ممارسة الضغط على روسيا "لتلتزم مجددا احترام واجباتها" بموجب هذا الاتفاق الذي أبرم، في تموز/يوليو الماضي، برعاية الأمم المتحدة وتركيا وهو الوحيد بين موسكو وكييف منذ بدء النزاع.

وأكد مركز التنسيق المشترك المكلف الإشراف على تطبيق الاتفاق أن أي حركة لسفن شحن تنقل الحبوب الأوكرانية لم تسجل في البحر الأسود، اليوم. وتمكنت تسع سفن شحن، أمس، من استخدام الممر البحري في البحر الأسود "وثمة أكثر من عشر (سفن) أخرى" جاهزة لذلك في الاتجاهين.

وقال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إن القرار الروسي "لا يعود لليوم فقط. فروسيا بدأت تفاقم أزمة الأغذية العالمية، في أيلول/سبتمبر الماضي، عندما باشرت تعطيل حركة السفن التي تنقل منتجاتنا الزراعية".

وأضاف "إنها نية واضحة لروسيا للتلويح مجددا بهاجس المجاعة على نطاق واسع في إفريقيا وآسيا". وقال إن موسكو عطلت حركة ما لا يقل عن 176 سفينة حتى الآن. وِشدد على ضرورة حصول "رد دولي صارم على مستوى الأمم المتحدة ولا سيما مجموعة العشرين".

تفجير جسر القرم، 8 الشهر الحالي (أ.ب.)

وقال الرئيس الأميركي، جو بايدن، أمس، إن قرار روسيا الانسحاب من الاتفاق الذي يسمح بتصدير الحبوب من أوكرانيا "مشين"، مضيفا خلال حديثه إلى صحافيين أنه "ليس هناك سبب ليفعلوا ذلك".

بدوره، حضّ الاتحاد الأوروبي روسيا على "العودة عن قرارها"، الذي "يعرض للخطر طريق التصدير الرئيسي للحبوب والأسمدة الذي نحتاج إليه للاستجابة للأزمة الغذائية العالمية التي سببتها الحرب في أوكرانيا".

وسمح الاتفاق الذي أبرم، في تموز/يوليو الماضي، برعاية الأمم المتحدة وتركيا، بتصدير ملايين أطنان الحبوب العالقة في الموانئ الأوكرانية منذ بدء النزاع، في شباط/فبراير. وتسبب هذا الحصار بارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية، مثيرا مخاوف من حدوث مجاعة.

وصعّد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، انتقاداته للاتفاق في الأسابيع الأخيرة، مشيرا إلى أن الصادرات من روسيا، وهي منتج رئيسي للحبوب، تضررت بسبب العقوبات.

وبررت موسكو تعليق الاتفاق بهجوم بمسيرات على سفن روسية، وقالت وزارة الدفاع الروسية على تلغرام إنه "بالنظر الى العمل الإرهابي الذي نفذه نظام كييف بمشاركة خبراء بريطانيين ضد سفن في أسطول البحر الأسود وسفن مدنية تشارك في (ضمان) أمن ممرات (نقل) الحبوب، تعلق روسيا مشاركتها في تطبيق الاتفاق حول صادرات المنتجات الزراعية من المرافئ الأوكرانية".

واعتبرت وزارة الدفاع البريطانية الاتهامات "ادعاءات خاطئة" لموسكو تهدف الى "تحويل الانتباه".

تقول السلطات الروسية إن الهجوم وقع في الساعات الأولى من صباح أمس، "بتسع طائرات مسيّرة وسبع مسيّرات بحرية"، ما سبب "أضرارا طفيفة" لسفينة كاسحة للألغام.

وكتبت وزارة الدفاع الروسية على تلغرام أن "التحضير لهذا العمل الإرهابي وتدريب عسكريين في المركز الأوكراني الـ73 للعمليات البحرية الخاصة، نفذّهما متخصصون بريطانيون مقرهم في أوتشاكوف في منطقة ميكولايف الأوكرانية".

كذلك اتهمت لندن بالضلوع في الانفجارات التي دمرت خطي أنابيب نورد ستريم 1 و2 لنقل الغاز الروسي في بحر البلطيق في أيلول/سبتمبر.

ونددت وزارة الدفاع البريطانية بما اعتبرته "قصة ملفّقة" من روسيا تهدف الى "تحويل الانتباه عن إدارتها الكارثية لغزو أوكرانيا غير الشرعي".

التعليقات