تصعيد بشبه الجزيرة الكورية: تبادل إطلاق الصواريخ بين بيونغ يانغ وسول

اجتاز صاروخ بالستي قصير المدى نسب إلى كوريا الشمالية خط الحدود الشمالي الذي تشكل الحدود البحرية بين البلدين، ما أطلق إنذارا بحصول غارة جوية فطلب من سكان جزيرة اولونغدو الكورية الجنوبية النزول إلى ملاجئ تحت الأرض.

تصعيد بشبه الجزيرة الكورية: تبادل إطلاق الصواريخ بين بيونغ يانغ وسول

كوريا الشمالية أطلقت أكثر من 10 صواريخ (أ.ب)

أطلقت كوريا الشمالية صباح اليوم الأربعاء، أكثر من عشرة صواريخ وقع أحدها قرب المياه الإقليمية الكورية الجنوبية ما استدعى ردا من سيول التي أطلقت ثلاثة صواريخ جو-أرض فيما ندد رئيسها يون سوك-يول ب "اجتياح أرضي بحكم الواقع".

واجتاز صاروخ بالستي قصير المدى نسب إلى كوريا الشمالية خط الحدود الشمالي الذي تشكل الحدود البحرية بين البلدين، ما أطلق إنذارا بحصول غارة جوية فطلب من سكان جزيرة اولونغدو الكورية الجنوبية النزول إلى ملاجئ تحت الأرض.

وأعلن الجيش الكوري الجنوبي أن كوريا الشمالية أطلقت عدة صواريخ باليستية غير محددة النوع باتجاه بحر الشرق، ويأتي ذلك بعدما كررت بيونغ يانغ، أمس الثلاثاء، مطالبتها للولايات المتحدة وكوريا الجنوبية بوقف تدريباتهما العسكرية المشتركة، معتبرة أنها "استفزازية" ولم يعد من الممكن التسامح معها.

وقال الجيش الكوري الجنوبي إن تحذيرا نادرا من غارة جوية صدر في جزيرة نائية بكوريا الجنوبية بعد أن أطلقت كوريا الشمالية 3 صواريخ باليستية في البحر، اليوم الأربعاء، من بينها صاروخ سقط على بعد أقل من 60 كيلومترا من الساحل الجنوبي للبلاد.

وقالت هيئة الأركان المشتركة في كوريا الجنوبية إن كوريا الشمالية أطلقت 10 صواريخ من مختلف الأنواع باتجاه الشرق والغرب، من بينها 3 على الأقل باليستية، وأضافت أنها أصدرت تحذيرا من غارة جوية في جزيرة أولونغ قرب توقيت إطلاق الصاروخ.

وأشارت إلى أن صاروخا واحدا على الأقل سقط على بعد 26 كيلومترا جنوب خط الحدود الشمالي المتنازع عليه على الحدود البحرية بين الكوريتين، وعلى بعد 57 كيلومترا فقط من مدينة سوكتشو الكورية الجنوبية على الساحل الشرقي و167 كيلومترا من أولونغ.

ونقلت وكالة يونهاب للأنباء عن مسؤول في مقاطعة أولونغ، قوله إنه تم إجلاء الموظفين إلى قبو عندما بدأ التحذير.

وقال الجيش الكوري الجنوبي، إن هذه هي المرة الأولى التي يسقط فيها صاروخ كوري شمالي قرب المياه الكورية الجنوبية.

من جهته، قال رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول إن "إطلاق الصواريخ من جانب كوريا الشمالية اليوم كان تعديا واضحا على أراضينا"، مضيفا أنه أصدر أوامر "برد سريع وحازم يجعل كوريا الشمالية تدفع ثمن استفزازاتها"، مؤكدا في الوقت ذاته أنه "لن تفلح أي محاولة لزعزعة التحالف" بين كوريا الجنوبية وبين الولايات المتحدة.

وبدأت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واحدة من أكبر المناورات الجوية العسكرية المشتركة بينهما يوم الاثنين وستستمر حتى الجمعة، وشنت مئات الطائرات الحربية من الجانبين هجمات وهمية على مدار الـ24 ساعة في اليوم.

وأجرت كوريا الشمالية تجارب على عدد قياسي من الصواريخ هذا العام، وقالت إن الموجة الأخيرة من عمليات الإطلاق كانت ردا على مناورات الحلفاء.

وقالت كوريا الشمالية إن المناورات الجوية المشتركة للولايات المتحدة وكوريا الجنوبية الجارية الآن، هي استعدادات لغزو محتمل، وحذرت من أن البلدَين سيدفعان ثمنا باهظا إذا هاجما كوريا الشمالية.

ووصف الأمين العام للجنة المركزية لحزب العمال الكوري الشمالي، باك جونغ تشون، هذه التدريبات التي تشارك بها نحو 240 طائرة حربية أميركية وكورية جنوبية، بأنها عدوانية واستفزازية.

واعتبر باك أن اسم هذه التدريبات العسكرية يعود إلى عملية "عاصفة الصحراء"، الهجوم العسكري الذي قادته الولايات المتحدة على العراق في 1990-1991 بعد غزو الكويت.

والتوترات مرتفعة جدا في شبه الجزيرة الكورية الشمالية بعد أشهر من التحذيرات المتكررة من واشنطن وسول بأن الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون قد يأمر بإجراء تجربة نووية قريبا.

التعليقات