مصادر أمنيّة تركيّة: منفّذة تفجير إسطنبول وصلت المدينة قبل 4 أشهر

وصلت منفذة تفجير إسطنبول إلى المدينة قبل 4 أشهر، وكانت قد عملت في ورشة للنسيج بغرض التخفّي والتمويه، بحسب ما أفادت مصادر أمنية تركية.

مصادر أمنيّة تركيّة: منفّذة تفجير إسطنبول وصلت المدينة قبل 4 أشهر

الموقع الذي شهد التفجير يوم أمس (Getty Images)

قالت مصادر أمنية تركية، إنّ منفذة تفجير شارع الاستقلال وسط إسطنبول، جاءت إلى المدينة قبل 4 أشهر من الحادثة، وعملت في ورشة للنسيج، بغرض التخفّي والتمويه، بحسب ما أوردت وكالة "الأناضول" للأنباء، مساء اليوم الإثنين.

وبحسب تحقيقات الأمن التركي، فإن المشتبه بها أحلام البشير، والتي تحمل الجنسية السورية، دخلت تركيا بصورة غير قانونية، واستقرت منذ وصولها إلى إسطنبول، في قضاء أسنلار، برفقة 3 آخرين.

وخلال فترة تواجدها في المدينة، تجنبت البشير استخدام وسائل الاتصال الرقمية، تجنبا لرصدها من قبل الأمن التركي، واختارت إجراء اتصالاتها عبر المشتبه به "ب" المقيم معها في المنزل نفسه.

وبحسب ما ذكرت الوكالة، فقد "اعترفت البشير أثناء التحقيق معها، بانتمائها لتنظيم ’بي كي كي/ وإي بي جي/ بي وإي دي’، وأنها تلقت تدريبات لتصبح عنصر استخبارات على يد التنظيم، شمالي سورية".

من الموقع الذي شهد التفجير يوم أمس ("أ ب")

وأضافت الوكالة أن التحقيقات "أكدت التحقيقات تلقيها تعليمات بتنفيذ العملية من مركز تنظيم ’بي كي كي/ بي وإي دي/ وإي بي جي’ الإرهابي في مدينة عين العرب (كوباني) شمالي حلب السورية".

وقبيل تنفيذ التفجير، انتقلت برفقة المشتبه به "ب" إلى شارع الاستقلال، ووضعت المواد المتفجرة التي يعتقد أنها كانت موقوتة، ثم غادرت المكان قبل فترة قصيرة من وقوع التفجير.

ويواصل الأمن التركي تحرياته للقبض على المشتبه به "ب" الذي يُعتقد أنه لاذ بالفرار عقب وقوع التفجير، وفق "الأناضول".

كما كشفت تحريات الأمن التركي أن التنظيم أمر بإعدام البشير عقب تنفيذها التفجير، وذلك بعد تهريبها إلى اليونان بطرق غير قانونية.

وأوقفت السلطات التركية حتى الآن، 45 مشتبها بهم، في إطار التحقيق الذي فتحته النيابة العامة حول التفجير.

وأسفر التفجير، أمس الأحد، عن مقتل 6 أشخاص وإصابة 81 آخرين، بينهم اثنان في حالة حرجة، حسبما صرح نائب الرئيس التركي، فؤاد أوقطاي.

القوات الكرديّة في سورية تنفي أي علاقة لها بتفجير إسطنبول

وفي سياق ذي صلة، نفت قوات "سورية الديمقراطية" المدعومة من الولايات المتحدة، والتي تشكّل وحدات حماية الشعب الكردية أبرز فصائلها، أي علاقة لها بتفجير إسطنبول، وفق ما أعلن قائدها العام، مظلوم عبدي.

واتهمت الشرطة التركية في وقت سابق اليوم، سوريّة بوضع القنبلة، مشيرة الى أن الشابة البشير التي تمّ توقيفها، قد اعترفت بأنها تصرّفت "بأمر من حزب العمال الكردستاني".

واتهم وزير الداخليّة التركي، سليمان صويلو، حزب العمّال الكردستاني التركي بالوقوف خلف الاعتداء. وقال:"نعتقد أن الأمر بالهجوم صدر من كوباني"، المدينة الحدودية مع تركيا الواقعة في مناطق سيطرة قوات سوريا الديموقراطية في شمال وشمال شرق سوريا.

("أ ب")

وأكدّت الإدارة الذاتية الكردية في شمال وشمال شرق سورية، أنه "لا قيود" لديها للمشتبه بها التي أعلنت الشرطة التركية توقيفها.

وكتب عبدي في تغريدة عبر "تويتر"، "نؤكد أن لا علاقة لقواتنا علاقة بتفجير إسطنبول، ونرفض المزاعم التي تتهم قواتنا بذلك"، مضيفا: "نعبّر عن خالص تعازينا لأهالي المفقودين والشعب التركي، ونرجو للجرحى الشفاء العاجل".

وتُصنّف أنقرة وحدات حماية الشعب الكردية منظمة "إرهابية"، وتعدّها امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي ينفّذ تمردا ضدها منذ عقود.

ونفى حزب العمال الكردستاني بدوره أي دور له في التفجير. واتهم أنقرة بامتلاك "خطط غامضة" وبـ"إظهار كوباني كهدف".

وذكرت تقارير أن المشتبه بها التي تدعى إلهام بشير، دخلت تركيا بطريقة غير قانونية من سوريا، قادمة من منطقة عفرين التي تسيطر عليها القوات التركية وفصائل سورية موالية لها منذ هجوم على المنطقة استهدف الأكراد قبل بضع سنوات.

وقالت الإدارة الذاتية الكردية: "المدعوة أحلام البشير لا قيود لها في مناطقنا". واعتبرت أن اتهام أنقرة "لبعض مؤسساتنا العسكرية (...) يتماشى بالمطلق مع سياسات تركيا وأفعالها التي تريد من خلالها في كل مرة خلق الذرائع والحجج لتهيئة الأرضية لمهاجمتنا".

وشنت تركيا منذ العام 2016 ثلاث عمليات عسكرية في سورية، استهدفت بشكل أساسي المقاتلين الأكراد، وتمكنّت مع فصائل سورية موالية لها من السيطرة على مناطق حدودية واسعة.

وفي وقت سابق من العام الجاري، هدّدت أنقرة مرارا بشن هجوم جديد ضد المقاتلين الأكراد في سورية، إلا أن الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان لم يحصل، وفق محللين، على ضوء أخضر من إيران وروسيا اللتين تملكان نفوذا واسعا في سورية، للقيام بذلك.

ورفضت تركيا تعازي الولايات المتحدة لها إثر الاعتداء. وتأخذ أنقرة على واشنطن دعمها للمقاتلين الأكراد في سورية. وشكّل هؤلاء لسنوات رأس حربة في المعارك ضد تنظيم "داعش" الإرهابي.

التعليقات