واشنطن تعبر عن "قلق عميق" بشأن تقدم برنامج إيران النووي

قال الناطق باسم مجلس الأمن القومي للبيت الأبيض، جون كيربي، خلال إحاطة صحافية في واشنطن، "سنتأكد من أن تكون كل الخيارات متاحة للرئيس" مضيفا "بالتأكيد لم نغير وجهة نظرنا في أننا لن نسمح لإيران بامتلاك القدرة (لحيازة) السلاح النووي".

واشنطن تعبر عن

من العاصمة الإيرانية طهران، توضيحية (Getty Images)

عبّرت الولايات المتحدة عن "قلق عميق"، مساء اليوم، الثلاثاء، بشأن التقدم الذي تحرزه إيران في برنامجها النووي وتطوير قدراتها الصاروخية الباليستية، عقب إعلان إيران أنها باشرت في إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 60% في منشأة فوردو.

وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي للبيت الأبيض، جون كيربي، خلال إحاطة صحافية في واشنطن، "سنتأكد من أن تكون كل الخيارات متاحة للرئيس" مضيفا "بالتأكيد لم نغير وجهة نظرنا في أننا لن نسمح لإيران بامتلاك القدرة (لحيازة) السلاح النووي".

وفي غضون ذلك، أعلنت إيران أنها مضت قدما في تخصيب اليورانيوم الذي تخشى الحكومات الغربية أنه جزء من برنامج سري للأسلحة النووية. وأوردت وكالة الأنباء الطلابية الإيرانية (إسنا) أن "إيران بدأت ولأول مرة إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 60% في مجمّع فوردو النووي".

وأكّد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، المعلومة في وقت لاحق؛ ونقلت عنه وسائل إعلام إيرانية قوله "سبق أن قلنا إن إيران سترد بجدية على أي قرار وضغوط سياسية... ولهذا بدأت إيران يوم الإثنين تخصيب اليورانيوم لنسبة 60% في موقع فوردو".

صورة عبر الأقمار الاصطناعية لمنشأة فوردو النووية

وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، في وقت لاحق، أن إيران بدأت إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 60% في مجمّع فوردو النووي. وأفادت الوكالة، في بيان، بأنه "في تقريره الأخير للدول الأعضاء... قال المدير العام رافاييل غروسي، اليوم، إن إيران بدأت إنتاج يورانيوم عالي التخصيب في مجمع فوردو النووي، ليضاف ذلك إلى الإنتاج في نطنز منذ نيسان/ أبريل 2021".

وتقوم إيران بالفعل بتخصيب اليورانيوم بدرجة نقاء تصل إلى 60% في أماكن أخرى وهو ما يقل كثيرا عن نسبة 90% تقريبا، اللازمة لاستخدام اليورانيوم في صنع الأسلحة، ولكن أعلى بكثير من نسبة 20% التي كانت قد وصلت إليها طهران قبل اتفاقية 2015، مع القوى الدولية التي نصت على عدم تجاوز نسبة التخصيب 3.67%.

بريطانيا وفرنسا وألمانيا تدين "توسّع برنامج إيران النووي"

من جانبها، دانت لندن وباريس وبرلين، مساء الثلاثاء، توسيع إيران برنامجها النووي، قائلة إنه ليس لديه "مبرر مدني معقول" وإنه "تحد للنظام العالمي لعدم انتشار" الأسلحة النووية.

وأضافت الحكومات الثلاث أنه من خلال بدء إنتاج اليورانيوم المخصّب بنسبة تصل إلى 60% في مجمّعها في فوردو "اتّخذت إيران خطوات مهمة أخرى في تقويض خطة العمل الشاملة المشتركة" في إشارة إلى الاتفاق النووي الذي أبرم في العام 2015.

وتابعت أن "هذه الخطوة التي تنطوي على أخطار كبيرة تتعلق بانتشار (الأسلحة النووية)، ليس لها أي مبرر مدني معقول". وقالت "سنواصل التشاور مع الشركاء الدوليين في أفضل السبل لمواجهة التصعيد النووي الإيراني المستمر".

توضيحية (Getty Images)

وأشارت تقارير صحافية في حزيران/ يونيو، إلى أن طهران تزيد من تخصيب اليورانيوم من خلال الاستعداد لاستخدام أجهزة طرد مركزي متطورة من طراز "آي.آر-6"، القادرة على التبديل بسهولة بين مستويات التخصيب، في موقع فوردو، علما بأن الاتفاق النووي يسمح لطهران باستخدام الجيل الأول فقط من أجهزة الطرد المركزي "آي.آر-1".

وقالت وكالة أنباء "فارس" شبه الرسمية، إن طهران بدأت أيضا عملية "إحلال أجهزة الطرد المركزي من الجيل الأول ‘آي.آر-1‘ بأجهزة ‘آي.آر-6‘ المتطورة" في موقع فوردو، فضلا عن تركيب مجموعات جديدة من أجهزة الطرد المركزي في مواقعها النووية تحت الأرض في نطنز.

وذكر التلفزيون الإيراني أن "إيران بدأت عملية ضخ الغاز في مجموعتين من أجهزة الطرد المركزي المتطورة ‘آي.آر-2إم‘ و‘آي.آر-4‘ في موقع نطنز تحت الأرض"؛ فيم تواصل إيران نفيها أن يكون لديها أي طموح لتطوير قنبلة ذرّية، مؤكّدة أن نشاطاتها النووية هي للأغراض المدنية فقط.

ووافق مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوم الخميس الماضي، على قرار يأمر إيران بالتعاون بشكل عاجل مع تحقيق الوكالة في آثار اليورانيوم التي تم العثور عليها في ثلاثة مواقع غير معلنة، وذلك في تصويت جرى خلال جلسة مغلقة. وسبق أن حذرت إيران من أن مثل هذه الخطوة سيكون لها تأثير على "العلاقات البناءة" مع الوكالة.

وذكرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إسنا) شبه الرسمية، أن "إيران أبلغت الوكالة في رسالة بأنها قررت استخدام "أجهزة طرد متطورة من طراز ‘آي.آر-6‘ لإنتاج يورانيوم مخصب لدرجة نقاء 60%" في موقع فوردو الموجود في باطن جبل. وكان هذا ثاني قرار للوكالة الدولة يستهدف إيران هذا العام بشأن التحقيق الذي أصبح عقبة أمام محادثات إحياء الاتفاق النووي.

وتطالب إيران، خلال المباحثات الرامية لإعادة إحياء الاتفاق النووي، بإنهاء تحقيق الوكالة بشأن المواقع التي عثر فيها على آثار اليورانيوم، فيما وصلت المحادثات غير المباشرة بين طهران وإدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، لإحياء اتفاق 2015 إلى طريق مسدود، منذ أيلول/ سبتمبر الماضي، مع مطالبة الجانبين بمزيد من المرونة.

من جانبه، قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، اليوم، إنه لا يمكنه تأكيد إعلان إيران أنها بدأت تخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء 60% في موقع فوردو النووي، وذلك وفي كلمة خلال زيارة لقطر لإجراء حوار إستراتيجي بين واشنطن والدوحة، وقال بلينكن إن إيران حاولت "إقحام قضايا خارجية" في جهود إحياء الاتفاق النووي مع القوى العالمية.

صورة عبر الأقمار الاصطناعية لموقع تخصيب اليورانيوم في نطنز، يناير 2021 (Maxar Technologies)

وقال المبعوث الأميركي الخاص في الشأن الإيراني، روبرت مالي، أمس الإثنين، إن قمع إيران للاحتجاجات المناهضة للحكومة التي أشعلتها وفاة مهسا أميني أثناء احتجاز الشرطة لها وبيع طائرات مُسيّرة لروسيا، شتت تركيز الولايات المتحدة بعيدا عن إحياء الاتفاق النووي.

من جانبه، قال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية ("أمان")، أهارون حاليفا، خلال مشاركته في مؤتمر نظمه "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب، إنه يمكن التوصل إلى اتفاق نووي "محسّن بشروط مختلفة تمامًا"، ولفت إلى أن إيران قد تحرز تقدمًا في المشروع النووي، تحديدًا في ما يتعلق بأجهزة الطرد المركزي المتطورة والمنشآت النووية.

وأشار رئيس "أمان" إلى أن الإيرانيين ينجحون "في إحراز تقدم كبير في المشروع النووي من دون إثارة غضب الغرب، ومنذ بداية العام تم تنفيذ ما يقرب من 100 نشاط نووي". وأضاف أن إيران ستتخذ خطوات مهمة بشأن تطوير برنامجها النووي إذا أدركت أن السباق النووي سيخدمها، وأضاف "هكذا يبدأ الأمر، هم يقومون بخطوة ويرون كيف سيكون رد فعل المجتمع الدولي. أنا أتساءل بين نفسي ما الذي سيفعله العالم عندما يأتي خبر التخصيب بنسبة 90%؟".

التعليقات