إتمام صفقة تبادل سجناء بين موسكو وواشنطن

أشارت موسكو إلى أنها كانت تتفاوض "منذ فترة طويلة" مع واشنطن للتوصل إلى صفقة التبادل، فيما قال بيان إماراتي سعودي مشترك، إن الرئيس الإماراتي وولي العهد السعودي، قادا جهود الوساطة للتوصل إلى الصفقة بين روسيا والولايات المتحدة.

إتمام صفقة تبادل سجناء بين موسكو وواشنطن

لاعبة كرة السلة غراينر خلال محاكمتها في روسيا (Getty Images)

أعلن الرئيس الأميركي، جو بايدن، اليوم الخميس، أن لاعبة كرة السلة بريتني غراينر "في طريقها" إلى الولايات المتحدة، بعد أن أكدت روسيا الإفراج عنها في إطار تبادل سجناء شمل إطلاق واشنطن سراح تاجر السلاح الروسي، فيكتور بوت، فيما أعلنت كل من الرياض وأبو ظبي أنهما قادتا جهود الوساطة للتوصل إلى صفقة التبادل بين روسيا والولايات المتحدة

وقال بايدن عبر تويتر إنه "قبل لحظات تحدثت مع بريتني غراينر. إنها بأمان وهي على متن طائرة في طريقها إلى الولايات المتحدة". وأضاف أن "معنوياتها مرتفعة" لكنها تحتاج إلى الوقت والخصوصية لتجاوز "الصدمة". وأعربت زوجة نجمة كرة السلة، شيريل غراينر، عن "خالص امتنانها" للرئيس وإدارته.

من جهتها، أكدت روسيا أنها تبادلت بوت مقابل لاعبة كرة السلة البالغة 32 عاما. وقالت وزارة الخارجية الروسية عبر "تلغرام" إنه "في 8 كانون الأول/ ديسمبر 2022، في مطار أبو ظبي، اكتملت بنجاح إجراءات تبادل المواطن الروسي فيكتور بوت مع المواطنة الأميركية بريتني غراينر، اللذين كانا على التوالي يقضيان عقوبتين في سجنين في الولايات المتحدة وروسيا".

وأشارت موسكو إلى أنها كانت تتفاوض "منذ فترة طويلة" مع واشنطن للإفراج عن فيكتور بوت الذي كان يقضي حكما بالسجن 25 عاما.

وساطة إماراتية - سعودية

وقال بيان إماراتي سعودي مشترك، إن الرئيس الإماراتي وولي العهد السعودي، قادا جهود الوساطة للإفراج عن نجمة كرة السلة الأميركية، بريتني غراينر، في صفقة تبادل سجناء مع روسيا.

وأضاف البيان أن اللاعبة وصلت إلى أبو ظبي على متن طائرة خاصة قادمة من موسكو بعد إفراج السلطات الروسية عنها، بينما وصل تاجر السلاح الروسي، على متن طائرة خاصة أخرى قادما من واشنطن بعد أن أطلقت السلطات الأميركية سراحه.

وقال البيان إن "نجاح جهود الوساطة يأتي انعكاسا لعلاقات الصداقة المشتركة والوطيدة التي تجمع بلديهما بالولايات المتحدة الأميركية وروسيا الاتحادية، وللدور المهم الذي تلعبه قيادتا البلدين الشقيقين في تعزيز الحوار بين جميع الأطراف".

وأكد الرئيس الأميركي أن الإمارات شاركت في عملية تبادل السجناء بين الولايات المتحدة وروسيا، وقال خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض إنه "أريد أن أشكر الإمارات لأنها ساعدتنا في تسهيل الإفراج عن بريتني".

وأوقفت الرياضية الأميركية في مطار موسكو في شباط/ فبراير وحكم عليها بالسجن تسع سنوات في آب/ أغسطس الماضي، لحيازتها آلة تدخين إلكترونية تحمل كمية صغيرة من زيت الماريخوانا.

في حين أوقف بوت البالغ 55 عاما في تايلاند عام 2008، ثم سلم الرجل الملقب بـ"تاجر الموت" إلى الولايات المتحدة. ومثّلت مسيرته أحد مصادر الإلهام لفيلم "لورد أوف وور" الذي أدى فيه الممثل نيكولاس كيج، دور تاجر أسلحة.

وبحسب الخارجية الروسية "رفضت واشنطن رفضا قاطعا إجراء حوار بشأن إدراج (فيكتور بوت) في آلية التبادل"، وتابعت "مع ذلك، واصلت روسيا العمل بنشاط لإنقاذ مواطننا".

وأضافت أنه "بفضل الجهود التي بذلت، كان من الممكن الاتفاق مع الجانب الأميركي على تنظيم التبادل".

وأكد مسؤول أميركي رفيع أن بايدن ونائبته، كمالا هاريس، تحدثا هاتفيا مع جرينر من المكتب البيضاوي. ونشر البيت الأبيض صورة للمكالمة.

لكن الرئيس الأميركي لفت إلى أن بلاده لم تنجح بعد في الإفراج عن العسكري السابق، بول ويلن، المسجون في روسيا.

وفي بيان، قال أفراد من عائلة ويلن الذي يقضي عقوبة بالسجن لمدة 16 عاما في روسيا بتهمة "التجسس"، إنهم "سعداء" للإفراج عن غراينر، لكنهم "لا يزالون محبطين" لأن بول لا يزال في سجن روسي مع اقتراب عيد الميلاد الذي ستقضيه الأسرة "للمرة الرابعة" بدونه.

ونقلت وكالة "أسوشييتد برس"، تصريحات للرئيس الأمريكي جو بايدن في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، قال فيها إنه "يأمل في أن تنخرط روسيا بصفقة التبادل بعد اكتمال انتخابات التجديد النصفي"، التي جرت الشهر نفسه.

ونهاية تموز/ يوليو الماضي، أعلن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أن بلاده عرضت على موسكو صفقة مقايضة نجمة كرة السلة، غراينر، والجندي السابق بمشاة البحرية الأميركية، بول ويلان، بسجين روسي.

وفي وقت سابق، كشفت شبكة "سي إن إن" الأميركية، أن إدارة بايدن عرضت مقايضة الأميركيَين بمهرب الأسلحة الروسي المدان، فيكتور بوت، الذي يقضي حاليا حكما بالسجن 25 عاما.

وأصبح بوت على مدى تجاوز العشرين عاما أشهر تجار السلاح في العالم إذ باع أسلحة للدول المارقة والجماعات المتمردة وقادة الحرب القتلة في أفريقيا وآسيا وأميركا الجنوبية.

ووفقا لخبراء الأجهزة الأمنية الروسية، فإن اهتمام موسكو المستمر ببوت يشير بقوة إلى علاقته بالمخابرات الروسية.

التعليقات