الناتو يحذر من "حرب شاملة في أوروبا".. وبوتين يشكك بـ"الثقة" لإنهاء النزاع

وأكد بوتين أنه "سيكون من الضروري في نهاية المطاف التوصل إلى اتفاق" لإنهاء النزاع في أوكرانيا، معربًا عن شكوكه في "الثقة" التي يمكن أن تمنحها موسكو لمحاوريها.

الناتو يحذر من

(أ ب)

أعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، ينس ستولتنبرغ، عن قلقه من أن الحرب في أوكرانيا قد تخرج عن نطاق السيطرة وتصبح حربا بين روسيا والحلف؛ بحسب ما ورد في مقابلة نشرت اليوم، الجمعة.

وذكر ستولتنبرغ في تصريحات لشبكة البث النرويجية "إن آر كيه"، أنه "إذا ساءت الأمور، فمن الممكن أن تسوء بشكل رهيب".

وأضاف "إنها حرب مروعة في أوكرانيا. كما أنها حرب يمكن أن تتحول إلى حرب شاملة تنتقل إلى حرب كبرى بين الناتو وروسيا... نحن نعمل على ذلك الأمر كل يوم لتجنب ذلك".

كما صرح ستولتنبرغ، رئيس الوزراء النرويجي السابق، في المقابلة، قائلا "لا شك في أن حربا شاملة هي احتمال"، مضيفا أنه من المهم تجنب صراع "يشمل المزيد من الدول في أوروبا ويتحول إلى حرب شاملة في أوروبا".

وكان الكرملين قد اتهم حلفاء "الناتو" مرارا بالضلوع بشكل فعلي في الصراع من خلال تزويد أوكرانيا بالأسلحة وتدريب قواتها وتزويدها بمعلومات عسكرية لمهاجمة القوات الروسية.

بوتين يشكك بثقة موسكو بمحاوريها

وفي حديثه الجمعة عبر دائرة تلفزيونية مغلقة إلى قادة الدفاع والأمن في العديد من الحمهوريات السوفيتية السابقة، اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الغرب مرة أخرى باستخدام أوكرانيا كأداة ضد بلاده.

وقال بوتين "لسنوات عديدة، استغل الغرب موارده وضخها دون خجل، وشجع الإبادة الجماعية والإرهاب في دونباس، وحول البلاد (أوكرانيا) فعليا إلى مستعمرة...الآن يتم استخدام الشعب الأوكراني بشكل ساخر كوقود للمدافع، وككبش فداء ضد روسيا من خلال الاستمرار في تزويد أوكرانيا بالأسلحة والذخيرة، وإرسال المرتزقة، ودفع البلاد إلى مسار انتحاري".

وأكد بوتين أنه "سيكون من الضروري في نهاية المطاف التوصل إلى اتفاق" لإنهاء النزاع في أوكرانيا، معربًا عن شكوكه في "الثقة" التي يمكن أن تمنحها موسكو لمحاوريها.

وقال على هامش قمة إقليمية في بشكيك "في نهاية المطاف سيكون من الضروري التوصل إلى اتفاق. سبق أن قلتُ ذلك مرات عديدة إننا مستعدون لهذه الترتيبات، نحن منفتحون، لكنّ ذلك يرغمنا على التفكير لمعرفة مع من نتعامل".

ويأتي كلام بوتين ردًا على تصريحات أدلت بها مؤخرًا المستشارة الألمانية السابقة، أنغيلا ميركل، واعتبرت فيها أن اتفاق مينسك المبرم عام 2014 بين موسكو وكييف والموقع برعاية منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، منح وقتًا لأوكرانيا لتعزيز قدراتها في حال اندلاع نزاع مسلّح مع روسيا.

وأكدت لصحيفة "دي تسايت" الألمانية أن اتفاقات مينسك "كانت محاولة لمنح أوكرانيا وقتًا، استفادت منه، كما نشهد ذلك اليوم. أوكرانيا في 2014/2015 ليست أوكرانيا اليوم. (...) كما رأيناها مطلع 2015، كان بإمكان بوتين آنذاك سحقها بسهولة".

وأعرب بوتين عن "خيبة أمله" حيال هذه التصريحات. وقال إن هذا الكلام "يطرح بالطبع مسألة الثقة. والثقة شبه معدومة وبعد تصريحات من هذا النوع، السؤال هو بالتأكيد الآتي: كيف يمكن التوصل إلى اتفاق؟ وهل يمكن أن نتفاهم مع أحد؟ وبأي ضمانات؟".

وأضاف "ربما كان علينا أن نبدأ كل ذلك في وقت أبكر (الهجوم على أوكرانيا). لكن كنا نعول في الواقع على احتمال إيجاد تفاهم في إطار اتفاقات مينسك".

التعليقات