القمّة الأميركيّة - الإفريقيّة: واشنطن تحذّر من دور صينيّ - روسيّ "مزعزع للاستقرار" في إفريقيا

قال أوستن خلال اجتماع مع عدد من القادة الأفارقة في مستهلّ القمة، المقرّر أن تستمرّ ثلاثة أيام: "أعتقد أن الجمع بين هذه الأنشطة من جانب هذين البلدين، يستحق المراقبة. وبالتأكيد، أعتقد أن تأثيرهما يمكن أن يكون مزعزعًا للاستقرار".

القمّة الأميركيّة - الإفريقيّة: واشنطن تحذّر من دور صينيّ - روسيّ

بلينكن وأوستن (Getty Images)

حذّر وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، القادة الأفارقة خلال قمة أميركية - إفريقية، الثلاثاء، من أن الصين وروسيا تلعبان دورًا "مزعزعًا للاستقرار" في القارة، مع تنامي نفوذهما.

وقال أوستن خلال اجتماع مع عدد من القادة الأفارقة في مستهلّ القمة، المقرّر أن تستمرّ ثلاثة أيام: "أعتقد أن الجمع بين هذه الأنشطة من جانب هذين البلدين، يستحق المراقبة. وبالتأكيد، أعتقد أن تأثيرهما يمكن أن يكون مزعزعًا للاستقرار".

وعدّ أوستن أن الصين تعزز تواجدها في إفريقيا "بشكل يومي" من خلال تنامي نفوذها الاقتصادي.

وقال إن "ما يثير القلق هو عدم تصرفهم دائما بشفافية فيما يتعلق بما يقومون به، وهذا يخلق مشاكل ستؤدي في نهاية المطاف إلى زعزعة الاستقرار إن لم يكن قد قاموا بذلك بالفعل".

خلال اليوم الأول من القمة (Getty Images)

وأضاف أوستن أن روسيا "تواصل بيع أسلحة رخيصة"، ونشر "مرتزقة في أنحاء القارة"، عادًّا أن "ذلك مزعزع للاستقرار أيضا".

وفي مسعاها لاستمالة شركاء أفارقة مترددين في بعض الأحيان، تعهّدت الولايات المتحدة "تخصيص 55 مليار دولار لإفريقيا على مدى ثلاث سنوات"، بحسب البيت الأبيض.

وقال المستشار الرئاسي، جايك سوليفان، للصحافيين، الإثنين، إن هذه الأموال، التي سيتم الكشف عن كيفية توزيعها خلال القمة التي تستمرّ ثلاثة أيام برعاية الرئيس جو بايدن، ستخصص للصحة والاستجابة لتغير المناخ.

وأعلنت إدارة بايدن الثلاثاء منح 4 مليارات دولار بحلول عام 2025، للتوظيف وتدريب العاملين في مجال الرعاية الصحية في إفريقيا، لاستخلاص العبر من أزمة وباء كورونا (كوفيد-19).

وتطرقت القمة في يومها الأول أيضًا إلى مسألة استكشاف الفضاء مع توقيع نيجيريا ورواندا اتفاقيات "أرتميس"، بدفع من الولايات المتحدة. وهما أول دولتين إفريقيتين تُقدمان على مثل هذه الخطوة.

ويشارك نحو خمسين من القادة والرؤساء الأفارقة، بعضهم يواجه انتقادات شديدة في مجال احترام حقوق الإنسان، في هذه القمة، الثانية من نوعها بعد تلك التي نظمت قبل ثماني سنوات في 2014 في ظل رئاسة الرئيس الأميركي الأسبق، باراك أوباما.

بلينكن خلال القمة (Getty Images)

وسيتحدث الرئيس بايدن الذي لم يزر بعد دول إفريقيا جنوب الصحراء منذ بدء ولايته، الأربعاء والخميس، أمام القمة.

وسيدعو إلى تعزيز دور إفريقيا على الساحة الدولية مع مقعد في مجلس الأمن الدولي، وإلى تمثيل الاتحاد الإفريقي رسميا في قمة مجموعة العشرين.

"شراكَة"

وخلال منتدى نُظّم على هامش القمة للجالية الإفريقية في الولايات المتحدة، أكد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الثلاثاء، أن الإستراتيجية الأميركية الجديدة تتلخص بكلمة واحدة هي "شراكة".

وقال خلال هذا المنتدى الذي أُقيم في متحف إفريقيا في العاصمة الأميركية، إن كل هذا، "إدراكًا منا أننا لا نستطيع حلّ أولوياتنا المشتركة بمفردنا".

وكُشف عن إستراتيجية "إفريقيا" الجديدة الصيف الماضي مع الإعلان عن إصلاح شامل للسياسة الأميركية في دول إفريقيا جنوب الصحراء، لمواجهة الوجود الصيني والروسي هناك.

والصين هي أول دائن عالمي للدول الفقيرة والنامية، وتستثمر بمبالغ طائلة في القارة الإفريقية الغنية بالموارد الطبيعية.

وإلى جانب الاستثمارات، سيكون تغير المناخ وانعدام الأمن الغذائي -الذي تفاقم بسبب الحرب في أوكرانيا- أو حتى العلاقات التجارية والحوكمة، وكذلك دور المجتمع المدني، محور اللقاء.

وتتوقع الدبلوماسية الأميركية أيضا "مناقشة قوية" حول قانون يعود لسنة ألفين، ويتعلق بالنمو في إفريقيا، ويربط إزالة الرسوم الجمركية بالتقدم الديمقراطي والذي ينتهي عام 2025.

وستشكل القمة أيضا مناسبة، على الهامش، لبحث سلسلة نزاعات من إثيوبيا، وصولا إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية.

ويُفترض أن تكون مسألة الأمن في إفريقيا أن تكون محور جلسة عمل بعد ظهر الثلاثاء بحضور بلينكن، وسيلتقي الأخير، الرئيس الكونغولي، فيليكس تشيسيكيدي، الذي يواجه تمرد حركة "أم 23"، التي استولت في الأشهر الماضية على مناطق شاسعة في شرق البلاد.

وتتهم جمهورية الكونغو الديمقراطية رواندا بدعم هذه الحركة المتمردة وهو ما تنفيه كيغالي. وسيحضر أيضا الرئيس الرواندي، بول كاغامي إلى واشنطن.

وستكون إثيوبيا أيضا على جدول الأعمال بحضور رئيس الوزراء الإثيوبي آبيي أحمد، بعد أكثر من شهر على توقيع اتفاق سلام مع متمردي تيغراي في 2 تشرين الثاني/ نوفمبر بهدف إنهاء نزع مدمر استمر سنتين.

وصباحًا، التقى مسؤولون أميركيون الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، مشيدين بجهوده في مكافحة حركة الشباب المتطرفة.

وأكد أوستن أن الولايات المتحدة "ترحّب بالعمل إلى جانب القوات الصومالية الشجاعة وتواصل دعم جهود حكومتكم".

التعليقات