إلى أي مدى وصلت قوة كيم جونغ أون النوويّة؟

يسلط التقرير الضوء على القوة النووية التي وصلت إليها ترسانة كوريا الشمالية في ظل حكم كيم جونغ أون، مع الاختبارات الأخيرة التي تجريها لصواريخها

إلى أي مدى وصلت قوة كيم جونغ أون النوويّة؟

getty

تختبر كوريا الشماليّة مجموعة متنوّعة من الصواريخ الباليستيّة العابرة للقارّات، وصواريخ كروز، بالإضافة إلى صواريخ تفوق سرعتها سرعة الضوء، والتي تحلّق عدّة أضعاف سرعة الصوت وعلى ارتفاع منخفض، للتشويش على الرادارات.

انتهى عام 2022، بإطلاق ثلاثة صواريخ باليستيّة قصيرة المدى باتّجاه البحر، وذلك بعد أيّام قليلة من تحليق خمس طائرات بدون طيّار في المجال الجويّ لكوريا الجنوبيّة.

في نوفمبر من العام الماضي، اختبرت كوريا الشماليّة صاروخًا باليستيًّا عابرًا للقارّات، بمسار قصير المدى وزاوية عالية. أُطلق الصاروخ على ارتفاع منخفض، وكان من الممكن أن يصل إلى البرّ الرئيسيّ للولايات المتّحدة، حسب ما جاء في تقرير للحكومة اليابانيّة. هذا الصاروخ الذي تمّ الكشف عنه في أكتوبر 2020، يعتقد أنّ مداه يصل إلى 15 ألف كيلومتر أو أكثر، كما يمكن أن يحمل ثلاثة أو أربعة رؤوس حربيّة، بدلًا من رأس واحد.

صواريخ كوريا الشماليّة

الصاروخ المسمّى بـHwasong-17، يُعتقد أن جميع محاولات إطلاقه فشلت، وذلك على الرغم من أنّه تمّ استخدامه في اختبار أجري في آذار/ مارس 2022، وفي أكتوبر الماضي، أطلقت كوريا الشماليّة نوعًا آخر من الصواريخ التي حلّقت فوق اليابان، ويعتقد أنّها كانت ممن طراز Hwasong-12 متوسّط المدى، كما جاء في تقارير إخباريّة، ويمكن أن يحلّق هذا الصاروخ لمسافة تصل إلى أكثر من 4500 كيلومتر، ممّا يمكّنه من الوصول إلى جزيرة غوام الأميركيّة الواقعة في المحيط الهادئ.

وفي السياق نفسه، تقوم كوريا الشماليّة كذلك باختبار صاروخ Hwasong-14 الباليستيّ بمدى يصل إلى أكثر من 8 آلاف كيلومتر، وهناك بعض الدراسات التي تُشير إلى إمكانيّة وصوله إلى أكثر من 10 آلاف كيلومتر، ممّا يمكّنه من الوصول إلى قلب نيويورك، بالإضافة إلى صاروخ Hwasong-15 الذي يُعتقد أنّ مداه يصل إلى 13 ألف كيلومتر، ممّا يضع كلّ الولايات المتّحدة ضمن أهدافه.

بحسب خبراء، فإنّ الكشف عن الصواريخ الجديدة، كان بمثابة رسالة إلى إدارة بايدن بشأن القوّة العسكريّة المتزايدة لكوريا الشماليّة. وفي هذا الصدد، علّق جوزيف بيرن، وهو باحث في المعهد الملكيّ البريطانيّ للخدمات المتّحدة، بقوله "كانت كوريا الشماليّة تختبر صواريخ ذات مدى أطول وأطول"، ويضيف "يمكن أن تكون مقدّمة لتجربة رأس حربيّ نوويّ آخر، وهو ما كان متوقّعًا منذ بعض الوقت".

في مارس 2021، نفّذت كوريا الشماليّة عملية إطلاق لما أسمته "مقذوفًا تكتيكيًّا موجّهًا من النوع الجديد"، والذي قالت إنّه قادر على حمل 2.5 طن. وقال محلّلون في مركز جيمس مارتن لدراسات حظر انتشار الأسلحة النوويّة، إنّه يبدو "نسخة محسّنة" لصاروخ KN-23 الذي تم اختباره سابقًا.

ما هي الأسلحة النووية التي تمتلكها كوريا الشمالية؟

المرّة الأخيرة التي أجرت فيها كوريا الشماليّة اختبارًا لقنبلة نوويّة كان عام 2017، وكانت قوّة الانفجار الذي وقع في موقع اختبار Punggye-ri تصل إلى 100-370 كيلو طن، وهي أقوى بستّ مرّات من تلك التي أسقطتها الولايات المتّحدة الأميركيّة على هيروشيما في عام 1945، وزعمت كوريا الشماليّة حينها، أنّ هذا كان أوّل سلاح نوويّ حراريّ، وهو الأقوى بين جميع أنواع الأسلحة الذريّة.

وتهدف كوريا الشماليّة إلى اختبار نوع أصغر من الرؤوس النوويّة الحربيّة بقوّة تفجيريّة مماثلة، حسب ما جاء في تصريحات بيرن. ويضيف "يبدو أنّهم يختبرون الآن قدرة جديدة - رأس حربيّ صغير يمكن تركيبه على مجموعة من الصواريخ، بما في ذلك الصواريخ قصيرة المدى".

أُجريت ستّة اختبارات تحت الأرض سابقًا في Punggye-ri، ومع ذلك، فقد قالت كوريا الشماليّة عام 2018، إنّها بصدد إغلاق الموقع، لأنّها تحقّقت من قدراتها النوويّة، وتمّ تفجير بعض الأنفاق المؤدّية إلى الموقع في وقت لاحق بحضور صحفيّين أجانب، ومع ذلك، لم تدع كوريا الشماليّة خبراء دوليّين للتحقّق ممّا إذا كان قد تمّ استخدامه خارج نطاق الاستخدام.

إعادة تشغيل

وفي عام 2018، تعهّد الزعيم الكوريّ الشماليّ لرئيس الولايات المتّحدة الأميركيّة آنذاك، دونالد ترامب، بأنّه سيتمّ تدمير جميع منشآتها لتخصيب الموادّ النوويّة. ومع ذلك، فإنّ وكالة الطاقة الذريّة التابعة للأمم المتّحدة، تقول إنّ صور الأقمار الصناعيّة، تُشير إلى إعادة تشغيل المفاعل الذي ينتج من خلاله البلوتونيوم المستخدم في صناعة الأسلحة النوويّة.

وقال رئيس الوكالة الدوليّة للطاقة الذريّة، رافائيل جروسي، إنّ هناك دلائل على فتح موقع للتجارب النوويّة مرّة أخرى. وأضاف "لاحظنا مؤشّرات على تشغيل المنشآت وأعمال البناء في موقع يونغيبون، بالإضافة إلى نشاطات في مواقع أخرى.

جدير بالذكر، أنّ الوكالة الدوليّة للطاقة الذريّة، لم يكن لديها حقّ الوصول إلى تلك المنشآت منذ أبريل 2009.

التعليقات