"ويكيبيديا" تنفي مزاعم نشطاء حول "اختراق" السعودية لفريقها

قالت مؤسسة "ويكيميديا"، إن تحقيقها "لم يخلص إلى أن الحكومة السعودية ’اخترقت’ ويكيبيديا وأثرت على المستخدمين".

(Getty Images)

نفت مؤسسة "ويكيدميا" التي تدير موسوعة "ويكيبيديا" الإلكترونية، تقارير حقوقية زعمت أنّها وجدت أدلة على "اختراق" الحكومة السعودية لفريق عملها في الشرق الأوسط.

وذكرت منظمة "الديمقراطية الآن للعالم العربي" (داون) ومقرها في واشنطن، ومنظمة "سمكس" ومقرها في بيروت أمر "الاختراق السعودي" للموسوعة في بيان مشترك، أمس الخميس.

وقالت المنظمتان إنّ تحقيقا أجرته مؤسسة "ويكيميديا" خلص إلى أن "الحكومة السعودية اخترقت صفوف كبار العاملين في ويكيبيديا في المنطقة"، وأجبرت مواطنين سعوديين على العمل "وكلاء" لها.

وأشارت "داون" التي أسسها الصحافي السعودي الراحل جمال خاشقجي ومنظمة "سمكس" المدافعة عن الحقوق الرقمية في العالم العربي، إلى أنهما تلقتا هذه المعلومات من "مبلّغين عن المخالفات ومصادر موثوقة" في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وقالت مؤسسة "ويكيميديا" ومقرها الولايات المتحدة في بيان في وقت متأخر من مساء أمس إنّ "هناك أخطاء جوهرية في البيان الوارد من داون/سمكس".

وأضافت: "لم يخلص تحقيقنا إلى أن الحكومة السعودية ’اخترقت’ ويكيبيديا وأثرت على المستخدمين".

ومع ذلك، قالت إن بعض المحررين المتطوعين "الذين ربما كانوا سعوديين" كانوا من بين المشرفين الذين حظرتهم.

وأعلنت "ويكيميديا" الشهر الماضي في بيان عن حظر عالمي لـ16 مستخدما "كانوا يشاركون في عملية تحرير تحمل تضاربا في المصالح في مشاريع ويكيبيديا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا".

وأوضحت أنها اتخذت قرار الحجب، "نظرا لخطورة الموقف وللحفاظ على سلامة المستخدمين والمشروعات".

وقالت ويكيميديا في بيان إنها أطلقت تحقيقا في كانون الثاني/يناير الفائت أتاح "التأكيد على أن عددا من المشرفين الذين تربطهم صلات وثيقة بأطراف خارجية كانوا يقومون بعملية التحرير في المنصة بطريقة منسقة لتعزيز هدف تلك الأطراف".

وأكّدت "داون" و"سمكس" نقلا عن مصادرهما أنّ ويكيميديا كانت تشير إلى عمل المستخدمين السعوديين تحت تأثير الحكومة السعودية.

وقالت مؤسسة ويكيميديا في بيانها مساء الخميس "بينما لا نعرف أين يقيم هؤلاء المتطوعون بالفعل، فإن حظر أي متطوع ربما يكون سعوديًا كان جزءًا من إجراء أوسع بكثير على مستوى العالم يحظر 16 محررًا عبر منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا".

كذلك، لم تشر "ويكيميديا" في بيانها الأخير إلى أحكام السجن التي أوردتها داون/سمكس. وقالت الهيئتان إنّ اثنين من "المشرفين" رفيعي المستوى، وهما إداريان متطوعان يتمتعان بامتياز الوصول إلى أدوات "ويكيبيديا" الخاصة، بما في ذلك القدرة على تحرير الصفحات المحمية بالكامل، ما زالا مسجونين في السعودية منذ توقيفهما في اليوم نفسه في أيلول/ سبتمبر 2020.

وقالت المؤسستان إن التوقيفات كانت على ما يبدو جزءا من "حملة قمع على مشرفي ويكيبيديا في البلاد"، وذكرتا أن الشخصين المسجونين هما السعوديان أسامة خالد وزياد السفياني.

وأفاد مدير منطقة الخليج في منظمة "داون" عبدالله العودة، أنّ "اعتقال أسامة خالد وزياد السفياني من جهة واختراق ويكيبيديا من جهة أخرى، يظهران جانبا مرعبا عن الطريقة التي تريد الحكومة السعودية من خلالها السيطرة على السردية وويكيبيديا".

وأشار إلى أنّ السلطات السعودية حكمت على خالد بالسجن 32 عاما والسفياني 8 سنوات.

والشهر الماضي، حكمت محكمة في سان فرانسيسكو على الموظف السابق في "تويتر" أحمد أبو عمو بالسجن ثلاث سنوات ونصف سنة، بتهمة ارتكاب جرائم من بينها العمل خلافا للقانون لمصلحة حكومة أجنبية.

واتهم المدّعون أبو عمو وزميله في تويتر علي الزبارة المطلوب من الشرطة الفدرالية الأميركية، بالعمل لحساب مسؤولين سعوديين بين أواخر 2014 وأوائل العام التالي، للحصول على معلومات خاصة عن الحسابات التي تنتقد النظام السعودي.

التعليقات