مدير المخابرات المركزية الأميركية يلتقي زيلينسكي سرًا في كييف

مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية سافر إلى كييف سرا واجتمع بنظرائه في المخابرات الأوكرانية وكذلك الرئيس زيلينسكي، وأطلعهم على توقعاته بشأن الخطط العسكرية الروسية المقبلة، وأوضح لهم إلى أي مدى يمكن أن تتوقع كييف استمرار المساعدات الأميركية.

مدير المخابرات المركزية الأميركية يلتقي زيلينسكي سرًا في كييف

(Getty Images)

قال مسؤول أميركي لـ"رويترز"، مساء أمس، الخميس، إن مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، وليام بيرنز، سافر سرا إلى كييف في الآونة الأخيرة للقاء الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي.

وأضاف المسؤول الأميركي، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن بيرنز "سافر إلى كييف، حيث التقى بنظراء في المخابرات الأوكرانية وكذلك الرئيس زيلينسكي وشدد على دعمنا المستمر لأوكرانيا ودفاعها في مواجهة العدوان الروسي".

وأحجم المسؤول عن الكشف عن موعد الزيارة. وقالت صحيفة "واشنطن بوست"، التي كانت أول من أورد النبأ، إن الزيارة حدثت في مطلع الأسبوع الجاري.

وأضاف تقرير الصحيفة أن بيرنز أطلع زيلينسكي على توقعاته بشأن الخطط العسكرية الروسية المقبلة، وذكرت أنه أقر أيضا بأنه في مرحلة ما سيصبح الحصول على المساعدة الأميركية أصعب.

كما ذكرت الصحيفة نقلا عن مصادر أن زيلينسكي وكبار مسؤولي المخابرات الأوكرانية بحثوا خلال اللقاء إلى أي مدى يمكن أن تتوقع كييف استمرار المساعدات الغربية والأميركية بعد فوز الجمهوريين بأغلبية بسيطة في مجلس النواب الأميركي في انتخابات التجديد النصفي.

وقالت الصحيفة إن زيلينسكي ومساعديه خرجوا من الاجتماع بانطباع أن دعم واشنطن لكييف لا يزال قويا.

جاء ذلك فيما أعلنت الولايات المتحدة، أمس الخميس، أنها سترسل مئات المركبات المدرعة بالإضافة إلى صواريخ وقذائف مدفعية إلى أوكرانيا، في إطار حزمة مساعدات عسكرية بقيمة 2.5 مليار دولار.

وقالت وزارة الدفاع في بيان، إن الحزمة تشمل 59 من مركبات برادلي القتالية و90 ناقلة جنود مدرعة من طراز سترايكر و53 عربة مقاومة للألغام ومحمية من الكمائن و350 مركبة مدولبة متعددة المهام ذات قدرة تنقل عالية.

غير أن هذه الشريحة الجديدة لا تشمل أي دبابات ثقيلة مثل دبابة "أبرامز" التي لم تعلن الولايات المتحدة حتى الآن استعدادها لتزويد كييف بها، مبررة هذا الرفض بمسائل تتعلق بالصيانة والتدريب.

ويجتمع، اليوم، الجمعة، في قاعدة رامشتاين الجوية في ألمانيا، وزراء دفاع الدول الغربية الرئيسية التي تقدم مساعدات لكييف، وفي مقدمهم الأميركي لويد أوستن، من أجل تنسيق مواصلة تقديم هذه المعونات العسكرية.

فيما أعلن الرئيس الأوكراني، مساء الخميس، أنه يتوقع "قرارات قوية" بشأن إمداد بلاده بمزيد من الأسلحة الغربية خلال اجتماع الحلفاء. وقال: "بينما نستعد لاجتماع رامشتاين غدا، نتوقع قرارات قوية. نتوقع حزمة دعم عسكري قوية من الولايات المتحدة".

من جهتها، تعهدت بريطانيا الخميس تزويد أوكرانيا 600 صاروخ إضافي من طراز "برايمستون"، فيما وعدت الدنمارك بتزويدها 19 مدفع "قيصر" فرنسي الصنع والسويد بمدافع "آرتشر". ويبلغ مدى جميع هذه المنظومات عشرات الكيلومترات، لكن أوكرانيا تطالب بالمزيد.

وكانت لندن قد تعهدت إرسال 14 دبابة ثقيلة من طراز "تشالنجر 2" إلى كييف، وأبدت بولندا استعدادها لإرسال 14 دبابة "ليوبارد 2" ألمانية الصنع، وهو ما يقل كثيرًا عن مئات الدبابات التي تقول أوكرانيا إنها تحتاج اليها لهجمات مستقبلية.

ودعت كييف الغربيين في وقت سابق الخميس إلى "زيادة كبيرة" في شحنات أسلحتهم، لا سيما الدبابات الثقيلة، و"التوقف عن الارتجاف أمام بوتين".

وقال وزيرا الدفاع والخارجية الأوكرانيان، أوليسكي ريزنيكوف، ودميترو كوليبا، في بيان مشترك، "نداء إلى كلّ الدول الشريكة التي سبق أن قدمت مساعدة عسكرية أو تدرس هذا الاحتمال، ندعوها فيه إلى تعزيز مساهمتها بشكل كبير".

وأشار الوزيران خصوصا إلى 12 دولة، من بينها ألمانيا وتركيا، حضّوها على تسليم دبابات "ليوبارد" الألمانية الصنع التي تقول كييف إنها بحاجة ماسة إليها، لكن إرسالها غير مؤكد بسبب المماطلة الألمانية في إعطاء الضوء الأخضر لإعادة تصدير الدبابات.

ودعم هذه الدعوة رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشال، خلال زيارة إلى كييف، فقد شدد على "ضرورة إرسال دبابات" إلى الأوكرانيين لأن "الأسابيع القليلة المقبلة قد تكون حاسمة" على الجبهة. وقال ميشال على تويتر بعد اجتماعه مع زيلينسكي إنه "نسمع رسالتكم. تحتاجون إلى مزيد من أنظمة الدفاع الجوي والمدفعية ومزيد من الذخيرة".

وأكد خلال مؤتمر صحافي مشترك إجراء مناقشات بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بشأن الحزمة العاشرة من العقوبات التي تستهدف روسيا. في الوقت نفسه، اعتبر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن "من المعيب وغير المقبول" أن تشير موسكو الى المحرقة للتنديد بدعم الدول الغربية لأوكرانيا و"تبرير عدوانها غير المشروع" على هذا البلد.

التعليقات