أميركا وفرنسا وإيطاليا ستزود كييف بحزمة من الصواريخ الدفاعية والجوية

منذ أشهر تطالب كييف بتعزيز دفاعاتها البرّية ضدّ الهجمات الجوية، ولا سيّما بعدما استهدفت القوات الروسية بواسطة مسيّرات إيرانية مفخّخة الكثير من البنى التحتية الأساسية في أوكرانيا.

أميركا وفرنسا وإيطاليا ستزود كييف بحزمة من الصواريخ الدفاعية والجوية

(أ ب)

أعلنت الولايات المتّحدة الأميركية عن مساعدة عسكرية جديدة لكييف بقيمة 2,2 مليار دولار تضم "قدرات دفاع جوي حاسمة لمساعدة أوكرانيا في الدفاع عن سكّانها، فضلا عن مركبات مشاة مدرّعة" وذخيرة.

وأفاد البنتاغون بأن رزمة المساعدات الجديدة تتضمن صواريخ دقيقة التصويب يبلغ مداها ضعف مدى الصواريخ التي تستخدمها كييف حاليا ضدّ القوات الروسية.

وقال المتحدّث باسم وزارة الدفاع الأميركية، بات رايدر، للصحافيين إنّ الحزمة الجديدة تشتمل على (جي إل إس دي بي) وهي قنابل قطرها صغير يتمّ إطلاقها من الأرض وتدفعها صواريخ إلى مدى يبلغ 150 كلم، ما يمكّن القوات الأوكرانية من استهداف الخطوط الخلفية للقوات الروسية ومخازن الذخيرة البعيدة من خطوط التماس.

من جهة أخرى، أعلنت وزارة الجيوش الفرنسية، الجمعة، أنّ باريس وروما ستقدّمان لكييف في الربيع منظومة دفاع أرض-جو متوسّطة المدى من نوع "مامبا" لمساعدة أوكرانيا "في حماية نفسها من الهجمات الروسية التي تستهدفها بطائرات مسيّرة وصواريخ وطائرات".

وقالت الوزارة في بيان إنّ "توفير هذه المنظومة يلبّي الحاجة الملحّة التي عبّر عنها وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف لنظيريه الفرنسي والإيطالي، لحماية السكّان المدنيين والبنى التحتية من الهجمات الجوية الروسية".

وأوضح البيان أنّ وزير الجيوش الفرنسي سيباستيان لوكورنو أجرى، الجمعة، محادثة هاتفية مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو لوضع اللمسات الأخيرة على هذه الهبة العسكرية التي كانت مدار بحث خلال الأسابيع الماضية.

وفي بيانها قالت الوزارة إنّ "الوزيرين أنهيا المباحثات الفنيّة (...) المتعلّقة بتسليم أوكرانيا في ربيع 2023 نظام الدفاع الجوي سامب/تي - مامبا. هذه أول منظومة أوروبية بعيدة المدى مضادّة للصواريخ، تصميمها فرنسي-إيطالي مشترك".

ويأتي الإعلان عن هذه الهبة بعد أن زار ريزنيكوف باريس هذا الأسبوع.

ومنذ أشهر تطالب كييف بتعزيز دفاعاتها البرّية ضدّ الهجمات الجوية، ولا سيّما بعدما استهدفت القوات الروسية بواسطة مسيّرات إيرانية مفخّخة الكثير من البنى التحتية الأساسية في أوكرانيا.

ومامبا منظومة رديفة لنظام باتريوت الأميركي نشرت في رومانيا لحماية ميناء كونستانتا الإستراتيجي على البحر الأسود.

وفي كييف، اجتمع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين وعدد من كبار المسؤولين الأوروبيين مع زيلينسكي.

وأكد الرئيس الأوكراني أن بلاده لن تضيّع "يوما واحدا" للمضي نحو الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، مؤكدا عزمه على بدء المفاوضات بهذا الصدد "هذه السنة".

وأشاد القادة الأوروبيون في بيان بـ"الجهود الكبيرة" التي بذلتها أوكرانيا رغم الحرب لإنشاء مؤسسات "مستقلة وفعالة" مكلفة مكافحة الفساد المتفشي في هذا البلد.

لكنهم أضافوا "أكدنا مرة جديدة أن إجراء إصلاحات قضائية عميقة ومتماسكة... يبقى أمرا أساسيا" من أجل التقدم في عملية الاندماج، بدون أن يحددوا جدولا زمنيا.

وأعلن شارل ميشال في ختام القمة في كييف حيث دوت صفارات الإنذار مرتين خلال النهار "أوكرانيا هي الاتحاد الأوروبي، والاتحاد الأوروبي هو أوكرانيا".

ومنح الاتحاد الأوروبي أوكرانيا وضع الدولة المرشحة للانضمام إليه في حزيران/يونيو العام الماضي، لكن مسار العضوية صعب ويتطلب الكثير من الإصلاحات التي قد تستغرق سنوات.

وأعلنت فون دير لايين أن الاتحاد الأوروبي يعمل على إقرار عقوبات جديدة تفرض على روسيا في 24 شباط/فبراير في الذكرى الأولى للغزو. ولم تكشف تفاصيل عن هذه الرزمة العاشرة من العقوبات، لكنها اعتبرت أن روسيا يجب أن "تدفع ثمة الدمار الذي تسببت به".

ومن المقرر أن يبدأ الأحد تطبيق حظر أوروبي على المنتجات النفطية الروسية المكررة المصدرة بحرا إلى الخارج، فيما ندد الكرملين الجمعة بتدابير "سلبية" ستزعزع استقرار الأسواق بشكل أوسع بدلا من التأثير على روسيا وحدها.

وأكد المسؤولون الأوروبيون في الإعلان المشترك الصادر في ختام القمة، عزمهم على "تكثيف الجهود... لاستخدام الأصول الروسية المجمّدة لدعم إعادة إعمار أوكرانيا ولدفع تعويضات، وفقا للقانونين الأوروبي والدولي".

وتطالب أوكرانيا وبعض حلفائها منذ عدة أشهر بهذا الإجراء، لكنّ تطبيقه يطرح عدة مشكلات على الصعيد القانوني.

في المقابل، أعلنت روسيا الجمعة "تأميم" حوالي 500 من الممتلكات والأصول المملوكة خصوصا لأثرياء أوكرانيين قريبين من السلطة في شبه جزيرة القرم التي احتلتها موسكو وضمتها عام 2014، على أن يتمّ استخدام جزء من أموالها لتمويل التدخّل العسكري في أوكرانيا.

التعليقات