باحث: لا يمكن توقع متى سيتحرّك جزء من الصفيحة الأناضوليّة مستقبلا

عَدّ مدير خدمة رصد الزلازل السويسرية، ستيفان ويمر، أن وقوع زلزال بقوة ما حدث في ولاية قهرمان مرعش جنوبي تركيا، أمر "نادر الحدوث"، فيما قال باحث جيولوجي إن أضرار الزلزال تعادل "مساحة دولة بأكملها".

باحث: لا يمكن توقع متى سيتحرّك جزء من الصفيحة الأناضوليّة مستقبلا

البحث عن ناجين في غازي عنتاب بتركيا (Getty Images)

قال الباحث الجيولوجي بالجامعة الأميركية في بيروت، طوني نمر، إن الزلزال الذي ضرب تركيا من الزلازل الكبرى عبر التاريخ، وأضراره تعادل "مساحة دولة بأكملها"، مشيرا إلى أنه "لا يمكن توقع متى سيتحرك" الجزء الآخر، من فالق (صدع) شرق الأناضول، الذي كان المعهد الوطني الإيطالي للجيوفيزياء والبراكين، قد قال إن جزءا منه تحرّك 3 أمتار نحو الغرب.

ونفى نمر وجود خطر من وقوع أمواج تسونامي في تركيا والدول المجاورة خلال المرحلة الحالية، محذرا من تداول الكثير من المعلومات المضللة خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي.

ولفت إلى أن خط الزلزال الذي يمر في لبنان ليس مرتبطا بالخط التركي، وليس هناك علاقة مباشرة بينهما، وأن ما يحصل الآن في لبنان من هزات أرضية هو في إطاره الطبيعي.

بمساحة دولة

وشدد نمر على ضرورة عدم تجاهل حجم ومساحة تأثير "فالق الأناضول"، الذي تسبب في الزلزال، مشيرا إلى أن "الفالق الذي كُسر في تركيا يبلغ طوله حوالي 350 كيلومترا، وهي مساحة كبيرة جدا تعادل مساحة دولة بأكملها".

(Getty Images)

و"فالق شرق الأناضول" أو "صدع شرق الأناضول"، مصطلح يشير إلى منطقة التلاقي بين صفيحة قارة إفريقيا وصفيحة أوراسيا، الواقعة تقريبا في منطقة شرق البحر المتوسط.

وعن تحريك الزلزال اليابسة التركية 3 أمتار نحو الغرب، نبه نمر إلى أن جزءا فقط من فالق شرق الأناضول تحرك في الزلزال الأخير، دون أن يتحرك الجزء الآخر.

وحذر الباحث اللبناني من أنه "لا يمكن توقع متى سيتحرك" الجزء الآخر، مشددا على أنه "يتعين على تركيا الانتباه إلى الجزء الثاني الذي أتحدث عنه".

والثلاثاء الماضي، قال رئيس المعهد الوطني الإيطالي للجيوفيزياء والبراكين، كارلو دوغليوني، إن زلزال تركيا حرك البلاد (لوحة الأناضول) 3 أمتار نحو الغرب، وإنه وقع في أحد خطي الصدع الزلزالي اللذين يمران في تركيا.

كما أعلن الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، حالة الطوارئ لمدة 3 أشهر في الولايات المتضررة، وهي: أضنة، وأديمان، وديار بكر، وغازي عنتاب، وهطاي، وقهرمان مرعش، وكيليس، وملاطية، وعثمانية، وشانلي أورفة.

"لا تسونامي"

وعن إمكانية حدوث موجات مد تسونامي في تركيا بعد الزلزال، أوضح الباحث أنه لحدوث ذلك "يجب أن تكون قاعدة الزلزال على الساحل، أي أن مركز الزلزال يجب أن يكون قريبا جدا من البحر".

وتابع: "الحمد لله، لم يكن هذا الزلزال تحت سطح البحر، وإلا كان من الممكن أن تحدث أمواج تسونامي في شرق البحر المتوسط مع حدوث تموجات خطيرة".

وفجر الإثنين، ضرب زلزال منطقتي جنوبي تركيا وشمالي سورية، بلغت قوته 7.7 درجات، وبعد ساعات أعقبه آخر بقوة 7.6 درجات، تبعهما مئات الهزات الارتدادية العنيفة، ما خلف خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات في البلدين.

(Getty Images)

وأشار نمر الى أن "قوة الزلزال الذي كان مركزه قهرمان مرعش (جنوبي تركيا)، وتسبب بدمار في 10 ولايات تركية، تعد من الزلازل الكبرى عبر التاريخ".

وأوضح أن "سبب الزلازل الكبيرة عادة ما يكون تداخل الطبقات، وعادة لا يشعر الناس بها، لأنها تحدث في مناطق غير مأهولة بالسكان (تحت المحيطات)، ولا تسبب خسائر في الأرواح والممتلكات".

زلازل لبنان

وأوضح نمر أنه "ليس هناك علاقة مباشرة بين الزلزال التركي وخط الزلازل في لبنان، وما يحصل الآن في لبنان من هزات أرضية هو في إطاره الطبيعي".

وأضاف أن "الموجات التي أطلقها الزلزالان التركيان، الإثنين الماضي، والتي شعرنا بهما في لبنان، تأثرت بها أيضا الفوالق والصدوع عندنا، ما زاد من حركتها المعهودة".

وتابع الباحث اللبناني أن "تلك الفوالق (في لبنان)، تحتاج لبعض الوقت لعودة حركتها إلى ما كانت عليه قبل حصول الزلزالين (في تركيا)".

وفجر الإثنين، وصلت ارتدادات الزلزال الذي ضرب تركيا إلى لبنان، من دون تسجيل وقوع إصابات، لكن ذلك تسبب بتصدع عدد كبير من الأبنية.

(Getty Images)

وعلى إثر ذلك، اجتمعت لجنة تنسيق عمليات مواجهة الكوارث والأزمات في السرايا الحكومية برئاسة رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي.

وطلبت اللجنة من البلديات ونقابة المهندسين إجراء مسح فوري خلال 72 ساعة للمباني، لكشف الأبنية السكنية غير الصالحة للسكن.

وبحسب المركز الوطني للجيوفيزياء في لبنان، شهدت البلاد خلال 48 ساعة من وقوع زلزال تركيا 9 هزات، فضلا عن هزات

ارتدادية ناتجة عن زلزال فالق الأناضول.

زلزال بقوة ما حدث في قهرمان مرعش "نادر الحدوث"

وفي في سياق ذي صلة، عَدّ مدير خدمة رصد الزلازل السويسرية، ستيفان ويمر، أن وقوع زلزال بقوة ما حدث في ولاية قهرمان مرعش، جنوبي تركيا، هو أمر "نادر الحدوث".

وتحدث ويمر أمس الخميس إلى قناة "إس آر إف" السويسرية، قائلا إن المنطقة بين تركيا وسورية لم تشهد منذ أكثر من 100 عام زلزالا كبيرا مثل الذي وقع الإثنين في مقاطعة قهرمان مرعش.

(Getty Images)

وأضاف أن زلزال بقوة نحو 8 درجات "ربما يحدث مرة واحدة في السنة في العالم".

وفي المقابل، أفاد بأنه "ليس من قبيل المصادفة" أن تتكرر الزلازل القوية بين هذين البلدين، مرجعا السبب إلى حدود الصفائح التكتونية في المنطقة.

وتابع: "هذا هو صدع شرق الأناضول، حيث تتراكم التوترات، لكن مثل هذا الزلزال الضخم أمر نادر بالفعل".

وبالحديث عن تبعات الزلزال المدمر، شدد الخبير السويسري على أنها "تستمر لأيام وأسابيع وحتى أشهر"، مؤكدا أن حدتها تنخفض بشكل عام في العدد والشدة "بمرور الوقت".

التعليقات