أزمة المنطاد الصيني تعيد الحرب الباردة إلى الأذهان

أكّد الرئيس الأميركي أنّ الولايات المتّحدة الأميركيّة لن تعتذر عن إسقاط "منطاد التجسّس الصينيّ"، وأشار إلى أنّه يعتزم التحدّث إلى الرئيس الصينيّ شي جين بينغ

أزمة المنطاد الصيني تعيد الحرب الباردة إلى الأذهان

(Getty)

لا تزال وسائل الإعلام الغربيّة في نقاشها المحتدم حول أزمة المنطاد الصينيّ، حيث استعرضت صحيفة الغارديان البريطانيّة، مقالًا حول الحرب الباردة، في محاولة لفهم أسلوب الصين في التعامل مع الولايات المتّحدة في المرحلة الحاليّة، وما يصاحبها من تراشق بين واشنطن وبكين.

وفي مقال الكاتب والصحفي جونثان ستيل الذي جاء بعنوان "بالطبع منطاد الصين كان يتجسّس"، عاد إلى حقبة الحرب الباردة، وخاصّة عام 1960، بعد أن أقلعت طائرات أميركيّة للتجسّس لتحلّق على ارتفاع كبير عبر أراضي الاتّحاد السوفييتي، من أجل تصوير مواقع عسكريّة كبرى لصالح الاستخبارات الأميركيّة.

وكان الاتّحاد السوفييتيّ حينها قد رصد الطائرة وأسقطها واعتقل الطيّار الذي استطاع القفز بالمظلّة، وفي ذلك الوقت، ادّعت إدارة الرئيس الأميركّ آيزنهاور أنّ الطائرة كانت في مهمّة استطلاع للطقس، وخرجت عن نطاق السيطرة بفعل الرياح.

وقال ستيل، إنّ الجانب السوفييتي والأميركي واصلا التصعيد حينها، وبغضّ النظر عن اختلاف التكنولوجيا وتطوّراتها، إلّا أنّ عمليّات الاستطلاع والتجسّس هي آليّة روتينيّة ولا تتوقّف.

وكان الرئيس الأميركيّ، جو بايدن، قد أكّد أمس الخميس، أنّ الولايات المتّحدة الأميركيّة لن تعتذر عن إسقاط "منطاد التجسّس الصينيّ"، وأشار إلى أنّه يعتزم التحدّث إلى الرئيس الصينيّ شي جين بينغ، مع تأكيده على أنّه لا يريد حربًا باردة مع بكين.

وقال الرئيس الأميركيّ في تصريحاته "لا نريد حربًا باردة جديدة"، و"سوف نواصل التحدّث إلى الصين". مضيفًا أنّه يعتزم الحديث مع الرئيس الصيني لبحث هذه القضيّة.

ورأى بايدن في القرار بإسقاط المنطاد بأنّه يوجّه رسالة واضحة مفادها بأنّ أيّ انتهاك للسيادة الأميركيّة هو أمر غير مقبول. وأقرّ بأنّ لا شيء يدلّ حتّى الآن بأنّ الأجسام الثلاثة التي أسقطت مؤخرًا عقب إسقاط المنطاد، ترتبط ببرنامج صينيّ للتجسّس بواسطة المناطيد، أو أنّها أجهزة مراقبة تابعة لبلد آخر، حيث أوضح أنّ هذه الأجسام الثلاثة، مرتبطة بـ"شركات خاصّة أو أنشطة ترفيهيّة أو مؤسّسات بحث علميّ".

وكانت الولايات المتّحدة، قد أسقطت مؤخرًا ثلاثة أجسام طائرة لم يتمّ تحديد هويّتها، في حادثة تأتي بعد حادثة إسقاط المنطاد الصينيّ.

وكان مسؤول في البنتاغون قد أكّد أنّ هناك تأكيدات علميّة واستخباراتيّة، تفيد أنّ الصين تستخدم وسائل بدائيّة للتجسّس على مواقع عسكريّة أميركيّة، تشمل مواقع الصواريخ الباليستيّة في ولايات شماليّة محدّدة.

وقال مسؤول إنّ مثل هذه المناطيد التجسّسية، سبق للصين وأن أطلقتها فوق الشرق الأوسط وتايوان.

التعليقات