بلينكن وإردوغان يناقشان قضايا ثنائية والدعم الأميركي بعد الزلزال

من بين القضايا الجيوسياسية الأخرى، عملية البيع المحتملة لطائرات "إف-16" المقاتلة التي وعد بها الرئيس الأميركي، جو بايدن، أنقرة ومنعها الكونغرس بسبب مخاوف بشأن سجل تركيا في مجال حقوق الإنسان

بلينكن وإردوغان يناقشان قضايا ثنائية والدعم الأميركي بعد الزلزال

بلينكن وإردوغان (Gettyimages)

أنهى وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، اليوم الإثنين، زيارة استغرقت يومين لتركيا، أظهر خلالها دعم الولايات المتحدة للبلاد في مواجهة الزلزال المدمّر الذي طالها، مطمئنا في الوقت نفسه إلى العلاقات الثنائية المتوتّرة في بعض الأحيان.

هذه الزيارة هي الأولى لوزير الخارجية الأميركي إلى تركيا منذ توليه منصبه قبل عامين. وانتهت بعد اجتماع استمرّ حوالي ساعة وربع ساعة مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في مطار أنقرة.

وخلال اللقاء، أكد بلينكن دعم الولايات المتحدة لتركيا بعد الزلزال ووعد بمواصلة تقديم المساعدة، وفقا لما أفاد المتحدث باسم وزارة الخارجية نيد برايس.

كذلك، ناقش المسؤولان دعم أوكرانيا وشدّدا على العمل "من قرب" في مجموعة من القضايا الثنائية، بينها الدفاع والطاقة والتجارة.

وتعترف الولايات المتحدة بدور بنّاء لتركيا الحليفة في إطار التوترات الجيوسياسية الأخيرة، فمنذ بداية النزاع في أوكرانيا في 24 شباط/فبراير 2022، عرضت أنقرة التي تتمتع بعلاقات جيدة مع كييف وموسكو وساطتها لإنهائه.

وقبيل لقائه الرئيس التركي، تطرّق أنتوني بلينكن إلى تصريحاته التي كان قد أدلى بها في اليوم السابق، وقال فيها إنّ الصين تنظر في إرسال "أسلحة" إلى روسيا.

وحذّر من أنّ "تقديم دعم فتّاك لروسيا للمساعدة في حربها العدوانية في أوكرانيا ستكون له عواقب حقيقية على علاقاتنا مع الصين... وسيشكّل مشكلة حقيقية للصين في علاقاتها مع عدد من الدول الأخرى، وليس فقط الولايات المتحدة".

وأضاف "لذلك، نأمل ألا يسلكوا هذا الطريق".

من جهتها، نفت بكين هذه النوايا واصفة إياها بـ"المعلومات الكاذبة".

بعد لقائه إردوغان، توجّه بلينكن إلى ضريح الأب المؤسس لتركيا الحديثة، مصطفى كمال أتاتورك، حيث وضع إكليلا من الزهور تحت المطر ووقع على كتيّب في المكان.

والولايات المتحدة وتركيا حليفتان في إطار حلف شمال الاطلسي، لكن العلاقات بينهما لا تخلو من التوتر.

ومن بين القضايا الجيوسياسية الأخرى، عملية البيع المحتملة لطائرات "إف-16" المقاتلة التي وعد بها الرئيس الأميركي، جو بايدن، أنقرة ومنعها الكونغرس بسبب مخاوف بشأن سجل تركيا في مجال حقوق الإنسان والتهديدات التي تمثّلها لليونان.

وفي السياق، قال بلينكن إنّ "إدارة (الرئيس جو) بايدن تدعم بشدة الحزمة الهادفة إلى تحديث (طائرات) إف-16 الموجودة أصلًا وإلى تزويد تركيا بأخرى جديدة"، مشيرا في الوقت نفسه إلى عدم تمكّنه من إعطاء "جدول زمني رسمي" لذلك، إذ أن أي عملية بيع تكون مشروطة بمنح الكونغرس ضوءه الأخضر.

ومن المواضيع الخلافية كذلك "وحدات حماية الشعب" الكردية التي تصنّفها تركيا "إرهابية" والتي تشكل رأس حربة في التصدي لتنظيم الدولة الإسلامية بدعم جوي من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.

تأتي زيارة أنتوني بلينكن أيضا في غمرة الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا يوم 6 شباط/فبراير.

وأسفر الزلزال الذي بلغت قوته 7,8 درجات وأحدث دمارا هائلا في جنوب البلاد وفي سورية، عن مقتل حوالي 45 ألف شخص، وفقا لآخر حصيلة رسمية.

وأعلنت تركيا إنهاء غالبية عمليات البحث. ولم يتمّ انتشال أيّ ناجين جدد من تحت الأنقاض منذ أكثر من 24 ساعة.

واعتبارا من اليوم التالي للزلزال، نشرت الولايات المتحدة عددا من فرق البحث والإنقاذ ضمت حوالي مئتي عنصر ورصدت مساعدات إنسانية بقيمة 85 مليون دولار.

والأحد، أعلن بلينكن مساعدة إضافية للبلاد بقيمة مئة مليون دولار.

ورافق وزير الخارجية الأميركي نظيره التركي مولود تشاوش أوغلو في رحلة بمروحية فوق محافظة هاتاي المدمرة في جنوب شرق البلاد.

كذلك، التقى بلينكن في تركيا ممثلين لمنظمة "الخوذ البيضاء"، الدفاع المدني في مناطق سيطرة فصائل المعارضة في سورية.

بعد تركيا، يختتم بلينكن جولته الأوروبية في أثينا حيث سيعقد مساء الإثنين والثلاثاء سلسلة اجتماعات مع مسؤولين في اليونان، خصم تركيا التاريخي وشريكها في حلف شمال الأطلسي.

التعليقات