مضايقات واعتقالات لصحافيين أتراك عقب الزلزال المدمر

يتعرّض صحافيّون في تركيا إلى التحقيق والمضايقات عقب تغطيتهم للأحداث التي أعقبت الزلزال، كما منع آخرون من الكتابة والتصوير أو إجراء المقابلات مع الناجين

مضايقات واعتقالات لصحافيين أتراك عقب الزلزال المدمر

(Getty)

قال تقرير نشره موقع "بي بي سي"، إنّ الصحافيين في تركيا يتعرّضون لمضايقات من قبل السلطة، عقب الزلزال المدمّر الذي راح ضحيّته أكثر من 50 ألف شخص، حيث تعرّض عدد منهم إلى التحقيق، وقد يصل الأمر إلى حبسهم.

وقال الصحافي المستقلّ مير علي كوجر، إنّه كان في مدينة ديار بكر الواقعة على بعد أكثر من 320 كم من مركز الزلزال، فما كان منه إلّا أن حمل كاميرته والمايكروفون، لإجراء مقابلات مع الناجين من الكارثة.

ويخضع كوجر للتحقيق بموجب "قانون التضليل" الذي أثار الكثير من الجدل في تركيا، ويمكن أن يواجه السجن لمدّة ثلاث سنوات، بحسب التقرير.

ويتعرّض صحافيّون في تركيا إلى التحقيق والمضايقات عقب تغطيتهم للأحداث التي أعقبت الزلزال، كما منع آخرون من الكتابة والتصوير أو إجراء المقابلات مع الناجين.

وتوجّه كوجر من ديار بكر إلى مدينة غازي عنتاب التي قُتل فيها أكثر من 3 آلاف شخص، واندهش حينها من مشاهد الدمار وأعداد الضحايا في البلدات القريبة، في ظروف جويّة وإنسانيّة بالغة الصعوبة والقسوة.

وقال كوجر "عندما كنتُ أمسك الميكروفون، أو أقف خلف الكاميرا أو أمامها، لم أستطع حبس دموعي". وشارك كوجر قصص المتطوّعين وفرق الإنقاذ التي توافدت على المنطقة المنكوبة، كما أجرى مقابلات مع ناجين من الزلزال، حيث قال بعض الناجين إنّهم لم يتلقّوا أيّ مساعدات، بالرغم من مرور أيّام على وقوع الزلزال.

وبعد نشره لبعض الشهادات، طُلب من كوجر المثول للتحقيق، بعد مذكّرة أودعتها شرطة ديار بكر، وبعد مثوله، علم كوجر أنّه يخضع للتحقيق بموجب قانون نشر "الأخبار المضلّلة" الصادر مؤخرًا، حيث اتّهم بنشر معلومات كاذبة، فيما يخصّ منشوراته والمقابلات التي أجراها، بحسب التقرير الذي نشره موقع "بي بي سي".

والقانون التركي الجديد الذي يجرّم النشر العلنيّ لـ"المعلومات المضلّلة"، تمّ اعتماده في تشرين أوّل/ أكتوبر الماضي، حيث يسمح هذا القانون للسلطات التركية بفرض رقابة واسعة على المواقع الإخباريّة ووسائل التواصل الاجتماعيّ.

ومن جهته، أصرّ كوجر على أنّه كان دقيقًا في عمله، بالإضافة إلى إجرائه مقابلات مع جميع الأطراف من الناجين، إلى الشرطة والدرك وعمّال الإنقاذ.

وكانت منظّمة "مراسلون بلا حدود"، قد وصفت التحقيق مع كوجر بأنّه "سخيف". ويواجه ما لا يقلّ عن ثلاثة صحافيين آخرين تهمًا مشابهة، وهو ما حدث مثلًا مع الصحافيّ محمد غولش، الذي قبض عليه بتهمة "التحريض على الكراهية"، وذلك بسبب إجراء مقابلة مع متطوّع، كان قد انتقد جهود الإنقاذ الحكوميّة.

وأعلنت الشرطة عن اعتقال نحو 134 شخصًا على خلفيّة "منشورات استفزازيّة".

التعليقات