إيران: تبادل سجناء مع أميركا قريبا... إذا أظهرت واشنطن حسن النية

المتحدث باسم الخارجية الإيرانية لا يستبعد إمكانيةحدوث تبادل للسجناء مع الولايات المتحدة قريبا "إذا أظهرت واشنطن حسن النية"، على حد تعبيره.

إيران: تبادل سجناء مع أميركا قريبا... إذا أظهرت واشنطن حسن النية

(Getty Images)

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، اليوم الإثنين، في مؤتمر صحافي أسبوعي، إن بلاده قد تجري تبادلا للسجناء مع الولايات المتحدة قريبا إذا أبدت واشنطن حسن النية.

وأوضح المتحدث الإيراني أنه "بالنسبة لمسألة تبادل السجناء مع الولايات المتحدة.. المفاوضات جارية عبر وسطاء... إذا أظهر الطرف الآخر نفس الجدية وحسن النية فيمكن لذلك أن يحدث في المستقبل القريب".

يأتي ذلك بعد بعد يوم من تلميح الزعيم الأعلى الإيراني، علي خامنئي، إلى إمكانية التوصل لاتفاق نووي مع الغرب، في وقت يشهد خلافات بين إيران والولايات المتحدة حول إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015.

ومن بين الأميركيين المحتجزين لدى إيران، سياماك نمازي وهو رجل أعمال إيراني يحمل الجنسية الأميركية وصدر بحقه حكم في 2016 بالسجن عشر سنوات بتهمتي التجسس والتعاون مع الحكومة الأميركية.

وأكد كنعاني أن طهران "لا تجري أي مباحثات لإبرام اتفاق نووي مؤقت وأي تفاوض يجب أن يكون على أساس اتفاق العام 2015".

وفي سياق منفصل، أعلن كنعاني عن زيارة مرتقبة يجريها وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، إلى إيران "قريبا"، تلبية لدعوة نظيره الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، وللمشاركة في افتتاح سفارة الرياض في طهران.

وأمس، الأحد، قال الزعيم الإيراني الأعلى، خامنئي، إن من الممكن التوصل إلى اتفاق مع الغرب حول أنشطة طهران النووية إذا ظلت البنية التحتية النووية للبلاد دون مساس.

ووصلت المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن لإحياء الاتفاق المبرم مع ست قوى كبرى إلى طريق مسدود في أيلول/ سبتمبر الماضي، رغم إجرائها على مدى أشهر، وسط تبادل الاتهامات بين الجانبين بتقديم مطالب غير منطقية.

ويأتي التلميح الحذر من خامنئي بموافقة محتملة بعد أيام من نفي كل من طهران وواشنطن لصحة تقرير ذكر أنهما تقتربان من إبرام اتفاق مؤقت تكبح بموجبه إيران برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات.

ونقلت وسائل إعلام رسمية عن خامنئي قوله: "لا ضير في الاتفاق (مع الغرب) لكن البنية التحتية لأنشطتنا النووية لا ينبغي المساس بها".

وأحجم متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية عن الإدلاء بتصريح محدد للتعليق على ما قاله خامنئي، وكرر موقف إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بأن الولايات المتحدة "ملتزمة بعدم السماح أبدا لإيران بامتلاك سلاح نووي".

وقال: "نعتقد في أن الدبلوماسية هي أفضل سبيل لتحقيق هذا الهدف على أساس يمكن التحقق منه وقابل للاستمرار، لكن الرئيس كان واضحا أيضا بشأن عدم استبعاد أي خيارات مطروحة على الطاولة" في تلميح لإمكانية التحرك العسكري.

وتابع المتحدث قائلا: "لن نقدم وصفا لطبيعة تصريحات زعيم إيراني".

وقال خامنئي مكررا موقف بلاده الرسمي إن الجمهورية الإسلامية لم تسع أبدا لصنع قنبلة نووية.

وأردف "الحديث عن أسلحة طهران النووية كذبة وهم (الغرب) يعرفون ذلك. لا نريد صنع أسلحة نووية بسبب عقيدتنا الدينية وإلا لما تمكنوا من عرقلة ذلك".

وأضاف خامنئي، وهو صاحب الكلمة العليا في جميع شؤون الدولة بما في ذلك البرنامج النووي، إنه يتعين على هيئة الطاقة الذرية الإيرانية مواصلة العمل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة "في إطار من الضمانات".

ومع هذا، دعا خامنئي السلطات الإيرانية إلى عدم الرضوخ للمطالب "المبالغ فيها والخاطئة" للوكالة الدولية للطاقة الذرية، مضيفا أنه يجب احترام قانون أقره البرلمان الإيراني في عام 2020.

وبموجب القانون، تعلق طهران عمليات التفتيش التي تجريها الوكالة الدولية على المواقع النووية الإيرانية وتكثف تخصيب اليورانيوم إذا لم تُرفع العقوبات.

وقال خامنئي إن "هذا قانون جيد.. يجب احترامه وعدم انتهاكه عند إتاحة الوصول للمواقع والمعلومات" للوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وفي الشهر الماضي، تحدثت الوكالة الدولية عن إحراز تقدم محدود فيما يتعلق بالقضايا محل الخلاف مع إيران، بما في ذلك إعادة تركيب بعض معدات المراقبة التي وضعت في الأصل بموجب اتفاق 2015 وأمرت طهران بإزالتها العام الماضي.

التعليقات