أكّد رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، خلال زيارة إلى كييف السبت، في اليوم الأول لتولّي بلاده الرئاسة الدورية للاتّحاد الأوروبي، دعم دول التكتّل الـ27 "الراسخ" لأوكرانيا التي جدّد رئيسها انتقاد الغرب لبطئه في تزويد بلاده المساعدات العسكرية الموعودة.
وقال سانشيز خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "من وجهة نظر الاتّحاد الأوروبي حول انضمام أوكرانيا، فإنّ وجودي في اليوم الأول من هذه الرئاسة (التي تستمرّ) ستة أشهر (...) يثبت التزاما سياسيا واضحا وراسخا من جانب مؤسّسات" التكتل.
بدوره شدّد زيلينسكي على الأهمية "الرمزية البالغة" التي تنطوي عليها زيارة سانشيز "في اليوم الأول من رئاسة إسبانيا للاتّحاد الأوروبي".
وقدّمت أوكرانيا ترشّحها للانضمام إلى الاتّحاد الأوروبي بعد خمسة أيام فقط من بدء الغزو الروسي لأراضيها في 24 شباط/فبراير 2022، وقد حصلت على صفة مرشّح في 23 حزيران/يونيو، الأمر الذي شكّل إشارة قوية إلى الدعم الذي تظهره بروكسل.
وتأمل كييف أن تبدأ هذا العام مفاوضات رسمية حول الإجراءات الواجب اتّخاذها لتعزيز طلب انضمامها.
وتأتي هذه الزيارة قبيل القمّة المهمّة التي يعقدها حلف شمال الأطلسي في فيلنيوس يومي 11 و12 تمّوز/يوليو والتي يتمّ خلالها وضع خارطة طريق للعلاقات المستقبلية بين أوكرانيا والتحالف العسكري الغربي.
وفي بيان رسمي مشترك قال سانشيز وزيلينسكي إنّ "إسبانيا تجدّد دعمها لترشّح أوكرانيا لعضوية الاتّحاد الأوروبي، والذي سيكون من أولويات رئاستها".
وأضاف البيان أنّ "إسبانيا تدعم تعزيز الشراكة بين حلف شمال الأطلسي وأوكرانيا، بما في ذلك من خلال إنشاء مجلس حلف شمال الأطلسي-أوكرانيا".
وكان سانشيز قد أعلن الخميس، خلال قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل، عزمه على القيام بهذه الزيارة قائلا إنّ الهدف منها هو إظهار دعم الاتحاد الأوروبي "الراسخ" لكييف في تصدّيها للغزو الروسي.
وخلال المؤتمر الصحافي المشترك، اتّهم زيلينسكي "بعض" الشركاء الغربيين لبلاده بالمماطلة في تدريب طياريها على قيادة طائرات مقاتلة.
وقال زيلينسكي "هل لديهم (الغربيين) فكرة عن موعد إمكان حصول أوكرانيا على مقاتلات إف-16؟".
وأضاف "ليس هناك جدول زمني لمهمّات التدريب. أعتقد أنّ بعض الشركاء يماطلون. لماذا يفعلون ذلك؟ لا أعلم".
وأتت هذه الشكوى بعدما أعلنت كييف أنّ هجومها المضادّ الذي طال انتظاره يحقّق مكاسب محدودة للغاية، مشدّدة على حاجتها إلى مزيد من الأسلحة النوعية.
وقال القائد العام للجيش الأوكراني فاليري زالوجني في مقابلة نشرت الجمعة إنّ خطط بلاده للهجوم المضادّ تعثرت بسبب الافتقار إلى القوة النارية الكافية، من طائرات مقاتلة حديثة إلى قذائف مدفعية.
وأعرب زالوجني لصحيفة واشنطن بوست عن "استيائه" لتشكّي البعض في الغرب من بطء تقدّم الهجوم المضادّ الأوكراني ضد القوات الروسية التي تحتل أجزاء واسعة في جنوب البلاد، في حين أنّه يودّ أن تتسلّم بلاده أسلحة بأسرع وقت ممكن.
وقال زالوجني إنّ أنصار بلاده في الغرب ما كانوا ليبدأوا هجوما لا يضمنون فيه تفوّقهم الجوّي، في حين ما زالت أوكرانيا تنتظر تسلّم مقاتلات إف-16 التي وعدها بها حلفاؤها.
وصرح للصحيفة "لست بحاجة إلى 120 طائرة. لن أهدّد العالم بأسره. يكفي عدد محدود للغاية".
ونقلت عنه صحيفة "واشنطن بوست" قوله أيضا إنّ لديه عددا ضئيلا من قذائف المدفعية بالمقارنة مع سيل القذائف التي تطلقها روسيا.
واضاف زالوجني أنّه على اتصال دائم بالشركاء الغربيين، وفي مقدّمهم رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارك ميلي، مشدّدا على أنّ هؤلاء يدركون تماما احتياجات قواته، لكنّ ميلي لا يستطيع اتّخاذ القرار بمفرده، والتأخير قاتل.
وأضاف "إلى حين اتخاذ ذاك القرار، يموت العديدون كل يوم... فقط لأن القرار لم يُتخذ بعد... هذه ليست مسرحية يتفرّج العالم بأسره عليها ويراهن عليها. كلّ يوم، يتمّ انتزاع كلّ متر بالدماء".
وردّا على تصريح نظيره الأوكراني قال رئيس الأركان الأميركي للصحافة الجمعة "نحن نقدّم لهم كلّ مساعدة ممكنة".
وأوضح الجنرال ميلي أنّ تزويد القوات الأوكرانية مقاتلات إف-16 أو صواريخ "أتاكمس" الدقيقة التصويب هو موضوع "مطروح على طاولة البحث لكنّ أيّ قرار لم يُتّخذ في شأنه حتى الآن".
وأضاف أنّ الهجوم الأوكراني المضادّ "يسير ببطء قليلًا، لكن هذا جزء من طبيعة الحرب. هذا الأمر لا يفاجئ أحدا البتّة".
غير أنّ الجنرال ميلي نوّه مع ذلك بأنّ الجيش الأوكراني "يحرز تقدّما مستمرا" إذ إنّه "يتقدّم 500 متر أو ألف متر أو ألفي متر يوميا".
وفي سياق منفصل، أكد مسؤول أميركي أنّ مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA) وليام بيرنز قام مؤخّرا بزيارة إلى أوكرانيا التقى خلالها نظراءه في أجهزة الاستخبارات وزيلينسكي.
وقال المسؤول الأميركي إن بيرنز أكّد مجدّدا خلال زيارته "التزام الولايات المتحدة تبادل المعلومات الاستخباراتية لمساعدة أوكرانيا في مواجهة العدوان الروسي".
اقرأ/ي أيضًا | بريطانيا وحلفاؤها دربوا آلاف المجندين الأوكرانيين
التعليقات