تقرير: أوروبا "قلقة من الحرب بين إسرائيل وحماس"

مارك هيكر، مدير الأبحاث في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية (إيفري): "خطر عودة الأعمال المعادية للسامية قائم"، وكذلك خطر "الإرهاب".

تقرير: أوروبا

(الأناضول)

"الصدمة التي أحدثتها الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس"، باتت محسوسة خارج الشرق الأوسط ووصل صداها خصوصًا إلى أوروبا، حيث يؤخذ على محمل الجد خطر ما يمكن أن ينجم عنها من توتر بين مختلف المجموعات".

هذا ما يستهل به تقرير للوكالة الفرنسية نُشر اليوم، السبت، وينقل عن المتحدثة باسم المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، رافينا شامداساني، قولها، الجمعة: "في العديد من البلدان حول العالم، هناك ... انتشار لخطابات الكراهية المعادية للسامية والمعادية للإسلام".

ويتابع: "هذه هي الحال بشكل خاص في فرنسا، حيث سجلت وزارة الداخلية الخميس أكثر من مئة عمل معادية للسامية، تراوحت بين الوصمات والإهانات، ومنذ السبت أعلن عن توقيف 41 شخصًا".

ويحظى نحو 500 موقع بينها مدارس ومعابد يهودية حاليًا بحماية عشرة آلاف شرطي ودركي فرنسي.

كما ويشير التقرير إلى أنه "لطالما تأثرت فرنسا بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني، فهي تضم أكبر جالية يهودية في أوروبا تعد نحو 500 ألف شخص، وفيها نحو 9% من السكان ممن يعتنقون الإسلام، ويبلغ عددهم نحو ستة ملايين شخص".

وبعد أسبوع من "الهجوم الدامي الذي نفذته حماس"، يقول التقرير، "يحاول آلاف السكان الفرار من قطاع غزة الذي يرزح تحت القصف والغارات الإسرائيلية قبل هجوم بري متوقع على القطاع المحاصر".

وفي السياق ينقل عن رئيس معهد "فيافويس" لاستطلاعات الرأي، فرانسوا ميكيه-مارتي، قوله لوكالة فرانس برس إن "الخطر الرئيسي هو أن تنشأ دينامية من التوترات المتزايدة التي تغذي حالة الاستياء".

من جهته، يقول مارك هيكر، مدير الأبحاث في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية (إيفري)، إن "خطر عودة الأعمال المعادية للسامية قائم"، وكذلك خطر "الإرهاب".

وبخصوص "إجراءات الحكومة الفرنسية الحازمة"، بشكل خاص، حيث حظرت جميع "التظاهرات المؤيدة للفلسطينيين"، يقول التقرير إنها جاءت على أساس "احتمال أن تؤدي إلى اضطرابات في النظام العام".

ومع ذلك، يتابع، "جرت مسيرات مؤيدة للفلسطينيين، مساء الخميس، في عدة مدن، بما في ذلك باريس حيث تجمع حوالى ثلاثة آلاف شخص، قبل ان تفرقها الشرطة بالغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه.

كثيرون يعتريهم الخوف

وفي أماكن أخرى من أوروبا، حيث قدمت معظم الحكومات دعمًا ثابتًا لإسرائيل، حدثت تحركات أخرى في إسبانيا والمملكة المتحدة وسويسرا وألمانيا والنمسا، مما يشير إلى أن "الصراع لا يزال مصدرًا للانقسامات داخل المجتمعات الأوروبية".

سويسرا

وفي زيوريخ، لم يكن من الممكن تنظيم تظاهرة طلابية، واعتبرت الجامعة السويسرية "يو زيد إتش" والمعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا، الملصقات التي تدعو إلى "التضامن مع فلسطين - الانتفاضة حتى النصر" بمثابة دعوات للعنف.

لندن

في حين سمحت السلطات البريطانية بتنظيم تظاهرات وحمل العلم الفلسطيني "وهو ما لا يشكل في حد ذاته جريمة جنائية"، لكنها حذرت من أنها لن تتسامح مع أي "تمجيد للإرهاب".

وألقي القبض على شابة في برايتون لإظهارها دعمها العلني لحركة حماس.

برلين

وتم الإبلاغ عن انتهاكات في ألمانيا، حيث أبلغت الشرطة عن أشخاص "يحتفلون بالهجمات ضد إسرائيل من خلال توزيع الحلوى" في منطقة نويكولن في برلين، قبل ان يتم حظر أنشطة بعض الجمعيات.

إلى ذلك، ودائمًا بحسب التقرير، تبدو في المجتمعات اليهودية، حالة القلق حقيقية. وبالإضافة إلى فرنسا، قامت العديد من الدول مثل هولندا وإسبانيا بزيادة تواجد قوات الشرطة لحماية المعابد اليهودية أو المؤسسات التعليمية.

وأعلن المجلس المركزي اليهودي في هولندا في بيان أن ثلاث مدارس في أمستردام ما زالت أبوابها مغلقة الجمعة "بسبب دعوة منظمة حماس الإرهابية ... لقتل اليهود في جميع أنحاء العالم"، على حد تعبير المصدر.

باريس

وفي فرنسا، أثار الهجوم بالسكين الذي أدى إلى مقتل مدرِّس، الجمعة، في مدرسة ثانوية في أراس بشمال فرنسا تكهنات، حتى وإن لو لم يتم بعد إثبات أي صلة له بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وأعرب نيسود أزنكوت وهو متقاعد كان أمام متجر في شرق باريس، عن قلقه قائلا "بمجرد أن تحتل إسرائيل غزة، عندها ستشتعل الأمور".

التعليقات