"وول ستريت جورنال": الولايات المتحدة ترسل أنظمة دفاع جوي إلى دول الخليج

البنتاغون ينشر منظومة "ثاد" المضادة للصواريخ وبطاريات "باتريوت" إضافية للدفاع الجوي في أنحاء المنطقة، وأبلغ قوات إضافية بأنه قد يتم نشرها قريبا؛ "وول ستريت جورنال" تشير إلى إرسال أنظمة دفاع جوي إلى دول خليجية، وسط تحذيرات من اتساع رقعة الحرب.

مظاهرات في العراق رفضا للدعم الأميركي للحرب الإسرائيلية على غزة (Getty Images)

قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، مساء الثلاثاء، إن الولايات المتحدة تعتزم إرسال أنظمة دفاع جوي إلى دول الخليج، فيما يتخذ الجيش الأميركي خطوات جديدة لحماية قواته في الشرق الأوسط مع تزايد المخاوف من هجمات تشنها جماعات مدعومة من إيران.

وأكد البنتاغون نشر منظومة "ثاد" المضادة للصواريخ وبطاريات "باتريوت" إضافية للدفاع الجوي "في أنحاء المنطقة"، وقالت إن ذلك يهدف إلى "تعزيز حماية القوات الأميركية"، ووضع قوات على أهبة الاستعداد وقد يتم نشرها قريبا في المنطقة، مع تصاعد الهجمات على مواقع للجيش الأميركي في المنطقة.

ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤولين أميركيين، أن الجيش الأميركي يترك الباب مفتوحا أمام إمكانية إجلاء عائلات العسكريين إذا لزم الأمر. وذكر المسؤولون أن الإجراءات تشمل زيادة الدوريات العسكرية الأميركية، وتقييد الوصول إلى مرافق القواعد التي تضم القوات، وزيادة جمع المعلومات الاستخباراتية، بما في ذلك باستخدام الطائرات المسيرة وعمليات المراقبة الأخرى.

وقال المسؤولون إن الجيش الأميركي يعزز أيضا المراقبة من أبراج الحراسة بالمنشآت العسكرية، ويعزز الإجراءات الأمنية عند نقاط الوصول إلى القواعد، ويكثف العمليات لمواجهة الهجمات المحتملة بالطائرات المسيرة والصواريخ والقذائف.

وقال الجنرال قائد القيادة الوسطى الأمريكية، مايكل "إريك" كوريلا، لـ"رويترز" إنه "مع زيادة عدد الهجمات ومحاولات الهجوم على مواقع عسكرية أميركية فإن المراجعة المستمرة لإجراءات حماية قواتنا أمر بالغ الأهمية".

وقال كوريلا، الذي يشرف على القوات الأمركية في الشرق الأوسط، إن الخطوات التي تم اتخاذها بالفعل لزيادة إجراءات حماية القوات، وكذلك نشر أصول عسكرية أميركية إضافية في المنطقة في الأيام الأخيرة. واعتبر أن هذا التحريك للأصول العسكرية "حال دون وقوع المزيد من الخسائر الخطيرة في صفوف قواتنا في مسرح العمليات".

وقال مسؤول آخر، إن القوات الأميركية في العراق وسورية تعرضت للاستهداف بشكل متكرر منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في السابع من الشهر الجاري. وتسببت الهجمات في إصابات طفيفة لأربعة عسكريين أميركيين حتى الآن وخمسة مقاولين يعملون مع الجيش الأميركي، عادوا جميعا إلى الخدمة.

وأكد البنتاغون، مساء اليوم، أن "القوات الأميركية تعرضت إلى 10 هجمات في العراق و3 في سورية" منذ 17 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري؛ وشدد البنتاغون على أن واشنطن "تتخذ جميع التدابير اللازمة لحماية مصالح الولايات المتحدة في الخارج

وأوضحت أن "إسرائيل طلبت معدات وصواريخ وقنابل عالية الدقة"، وعن إمكانية الاجتياح البري للاحتلال لقطاع غزة، قال إن "الجيش الإسرائيلي مسؤول عن قراراته ونحن موجودون هناك فقط للمشورة". وأضاف "لا نرغب في توسيع الصراع الحالي في غزة إقليميا وأرسلنا وحدة عسكرية جديدة للمنطقة لسرعة الاستجابة".

وادعى البنتاغون أن "نشر أنظمة ثاد وباتريوت في المنطقة لتعزيز حماية القوات الأميركية"، وأضاف "طلبنا من مسؤولين أميركيين ذوي خبرة من بينهم الجنرال جيمس غلين مساعدة الجانب الإسرائيلي"، علما بأن التقارير أشارت إلى أن واشنطن أوفدت غلين، على رأس وفد يضم ضباطا أميركيين آخرين، بهدف "مساعدة إسرائيل على الاستعداد للقتال في منطقة مأهولة" في قطاع غزة.

وفي الأسبوع الماضي، قبالة سواحل اليمن، أسقطت سفينة حربية أميركية أكثر من اثنتي عشرة طائرة مسيرة وأربعة صواريخ كروز أطلقها الحوثيون المدعومون من إيران. وجعلت التوترات المتزايدة الأفراد الأميركيين في حالة تأهب دائم. وتوفي مقاول مدني إثر إنذار كاذب في قاعدة عين الأسد الجوية في العراق يوم الخميس الماضي، إثر سكتة قلبية.

ولم يذكر مسؤول عسكري أميركي على وجه التحديد ما الذي قد يؤدي إلى إجلاء عائلات العسكريين الأميركيين الذين تم نشرهم في مواقع بالشرق الأوسط بما في ذلك البحرين، حيث يتمركز الأسطول الخامس للبحرية الأميركية. وقال المسؤول: "نراجع الأمر بشكل مستمر وإذا وجدنا أن التهديد يتصاعد إلى مستوى يهدد عائلات أفراد خدمتنا، فسنخطئ إذا لم نتوخ الحذر".

وحذر كبار المسؤولين في إدارة الرئيس جو بايدن لا سيما وزير الدفاع، لويد أوستن، من خطر حدوث تصعيد كبير في الهجمات على القوات الأميركية في الشرق الأوسط، وأن إيران قد تسعى إلى توسيع نطاق الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وقال مسؤول كبير في وزارة الدفاع لمراسلي البنتاغون، يوم الإثنين الماضي، "نرى احتمالا لتصعيد أكبر بكثير ضد القوات والأفراد الأميركيين على المدى القريب ودعونا نكن واضحين بشأن ذلك، الطريق يؤدي إلى إيران".

وأمر أوستن بنشر دفاعات جوية جديدة في الشرق الأوسط لحماية القوات، بما في ذلك نظام الدفاع الجوي (ثاد). كما أرسلت الولايات المتحدة سفنا حربية وطائرات مقاتلة إلى المنطقة لمحاولة ردع إيران والجماعات المدعومة منها، بما في ذلك حاملتا طائرات.

وقال البنتاغون إنه لم يرصد صدور أمر مباشر من أعلى المستويات في إيران بتنفيذ الهجمات. لكن المتحدث باسم البيت الأبيض، جون كيربي، قال إن من الواضح أن إيران تسهل ذلك.

وقال كيربي "نعلم أن إيران تراقب هذه الأحداث عن كثب، وفي بعض الحالات تسهل بشكل فعال هذه الهجمات وتحفز الآخرين الذين قد يرغبون في استغلال الصراع لمصلحتهم الخاصة ولمصلحة إيران".

وقالت وكالة "رويترز"، نقلا عن مسؤولين أمنيين إيرانيين، إن إستراتيجية إيران تتمثل في قيام وكلاء في الشرق الأوسط مثل "حزب الله" اللبناني بشن هجمات محدودة على أهداف إسرائيلية وأميركية مع تجنب تصعيد كبير قد يجر طهران.

التعليقات