الحكومة البريطانية تضغط على الشرطة لمنع مسيرة رافضة للحرب الإسرائيلية على غزة

حكومة سوناك تمارس ضغوطا متصاعدة على شرطة العاصمة لدفعها إلى عدم السماح بتنظيم مظاهرة من المتوقع أن يشارك فيها عشرات الآلاف، للمطالبة بوقف إطلاق النار وإنهار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

الحكومة البريطانية تضغط على الشرطة لمنع مسيرة رافضة للحرب الإسرائيلية على غزة

(Getty Images)

تصاعدت ضغوط الحكومة على الشرطة البريطانية، اليوم الأربعاء، في محاولة لدفعها إلى منع مسيرة مؤيّدة للفلسطين وتدعو لوقف الحرب على قطاع غزة، من المقرر أن تُنظّم في لندن تزامنا مع إحياء ذكرى "يوم الهدنة".

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في تلغرام

وهدد رئيس الوزراء، ريشي سوناك، بـ"محاسبة" قائد شرطة العاصمة على قراره السماح بخروج التظاهرة المقررة يوم السبت المقبل في العاصمة البريطانية. فيما تشير التوقعات إلى مشاركة عشرات الآلاف في المظاهرة، للمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة.

ويدعي سوناك أن خروج المسيرة في "يوم الهدنة" سيكون أمرا "مستفزا" وينطوي على "عدم احترام" لكن المنظّمين قاوموا مناشداته وتلك الصادرة عن شرطة العاصمة، لتأجيل التظاهرة.

وأفاد قائد شرطة العاصمة، مارك راولي، بأن المسيرة التي نظّمها "ائتلاف أوقفوا الحرب" لا تستوفي الحد الأدنى من الشروط التي يتطلبها منع تنظيمها.

وشدد على أن فرض منع من هذا النوع هو أمر "نادر تماما" ويعد "ملاذا أخيرا" عند وجود خطر كبير بوقوع اضطرابات. وأضاف، في بيان، أن "الأحداث الجارية نهاية الأسبوع تحمل أهمية كبيرة لأمتنا".

وتابع "سنبذل كل ما في وسعنا لضمان حصولها من دون أي اضطرابات".

وكان من المقرر أن يجتمع سوناك مع راولي اليوم، الأربعاء، فيما اعتبر وزراء في الحكومة أن على قائد الشرطة إعادة النظر في قراره.

وقال وزير الصحة، ستيف باركلي، لشبكة "سكاي نيوز" إن "هناك عتبة قانونية ويرى قائد الشرطة أن هذه العتبة لم تستوف". وتابع "بالطبع، ستناقش وزارة الداخلية والزملاء الأمر خلال اليوم".

بدورها، رأت وزيرة الثقافة، لوسي فريزر، في مقابلة إذاعية، أن على الشرطة إبقاء التظاهرة "قيد المراجعة".

ويصادف 11 تشرين الثاني/ نوفمبر ذكرى انتهاء الأعمال العدائية في الحرب العالمية الأولى، وتضحيات القوات المسلحة في كافة النزاعات منذ العام 1914.

ولم يعلن المحتجون إن كانوا ينوون تنظيم مسيرة في "أحد الذكرى" عندما تقام مراسم رسمية ودقيقتا صمت في نصب تذكارية في مختلف أنحاء البلاد.

لكن البعض يخشون أن تعطّل مسيرة السبت مراسم إحياء الذكرى المقررة الأحد.

في المقابل، تعهّد منظمو التظاهرة تجنّب منطقة وايتهول في وسط لندن حيث مقر "القبر الأجوف" الذي يعد مركزا أساسيا لـ"أحد الذكرى".

وقال ناطق باسم سوناك، إن رئيس الوزراء سيسعى للحصول من راولي خلال اجتماعهما على "تطمينات إضافية" إلى أن تعامل الشرطة مع التظاهرة سيكون "قويا وكافيا".

ونفى محاولة سوناك الضغط على قائد الشرطة عبر التوعّد بمحاسبته لسماحه بخروج المسيرة. وأفاد الناطق بأن "شرطة العاصمة مستقلة من الناحية العملياتية. تتمثّل مهمة رئيس الوزراء والحكومة بمحاسبتهم على نهجهم".

وشهدت لندن تظاهرات كبيرة على مدى أربع عطل نهاية أسبوع متتالية منذ بدء الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، ونفّذت الشرطة عشرات عمليات الاعتقال خلال احتجاجات لندن، بمزاعم بينها ارتكاب جرائم كراهية.

ووصفت وزيرة الداخلية، سويلا بريفرمان، التظاهرات بأنها "مسيرات كراهية".

فيما نفى داونينغ ستريت بأنه "يثير حربا ثقافية" عبر مهاجمته التظاهرة، وزعم وجود خطر وقوع أعمال عنف واضطرابات تقف خلفها جماعات منشقة.

وقال الناطق باسم سوناك "أعتقد أنه بالنظر إلى بعض الأفراد الذين شوهدوا يحضرون هذه المسيرات، لست متأكدا من أنه بإمكاننا الوثوق تماما بأن جميع الأفراد سيتصرّفون بشكل مسؤول".

التعليقات