بايدن يستعرض رؤية واشنطن ويدعو لـ"إعادة توحيد غزة والضفة تحت سلطة فلسطينية متجددة"

بايدن يشدد على لاءات واشنطن الخمس لما بعد الحرب على غزة: "لا للتهجير القسري، لا لإعادة الاحتلال، لا لتقليص الأراضي، لا تهديدات لإسرائيل، لا للحصار"، فيما أكد أنه ينبغي "إعادة توحيد" قطاع غزة والضفة الغربية تحت سلطة فلسطينية "متجددة".

بايدن يستعرض رؤية واشنطن ويدعو لـ

(Getty Images)

شدد الرئيس الأميركي، جو بايدن، على ضرورة "إعادة توحيد الضفة الغربية وغزة" تحت حكم "سلطة فلسطينية متجددة"، واعتبر أن الحرب عل قطاع غزة جعلت حل الدولتين "أكثر حتمية من أي وقت مضى"، مؤكدا رفض واشنطن "للتهجير القسري للفلسطينيين، وإعادة احتلال غزة، وتقليص الأراضي في القطاع، وإعادة حصاره واتخاذه مركزا لتهديد إسرائيل".

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في تلغرام

وقال بايدن في مقال نشر مساء السبت، إنه يجب على المجتمع الدولي إنشاء آلية لإعادة الإعمار لتلبية احتياجات غزة على المدى الطويل وبشكل مستدام. وأضاف أنه "لا ينبغي أن يكون هدفنا مجرد وقف الحرب، بل يجب أن يكون إنهاء الحرب إلى الأبد، وكسر دائرة العنف المتواصل".

وكتب بايدن في المقال الذي نشرته صحيفة "واشنطن بوست"، "في وقت نسعى إلى السلام، ينبغي إعادة توحيد غزة والضفة الغربية في ظل بنية حكم واحدة، وفي نهاية المطاف في ظل سلطة فلسطينية متجددة، فيما نعمل جميعا نحو حل يقوم على مبدأ الدولتين".

المقاربة بين روسيا وحماس!

وتركز مقال الرئيس الأميركي على رؤية إدارته للحرب الروسية على أوكرانيا والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، معتبرا أن حركة حماس والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يقاتلان "من أجل محو ديمقراطية مجاورة من على الخريطة"، معتبرا أن الطرف الآخر، إسرائيل وأوكرانيا، يمثل القيم الأميركية.

وقال بايدن "يأمل كل من بوتين وحماس في انهيار الاستقرار والتكامل الإقليميين على نطاق أوسع والاستفادة من الفوضى التي قد تترتب على ذلك"، وأضاف "ولا يمكن لأميركا أن تسمح بحدوث ذلك، ولن تسمح بذلك. من أجل مصالح أمننا القومي، ومن أجل خير العالم أجمع".

"الشعب الفلسطيني يستحق دولة مستقلة"

واعتبر الرئيس الأميركي أن نأي واشنطن بنفسها عن الصراعات الدولية والتحديات الراهنة سيعزز من "خطر انتشار الصراع، وارتفاع تكاليف التصدي له"، مشددا على أن "التاريخ يؤكد أن الصراعات في الشرق الأوسط يمكن أن تطلق العنان لعواقب قد تتردد في جميع أنحاء العالم".

وقال إن "الشعب الفلسطيني يستحق دولة خاصة به ومستقبلاً خاليًا من حماس"، وتابع "لا ينبغي أن يكون هدفنا ببساطة وقف الحرب اليوم، بل يجب أن يكون إنهاء الحرب إلى الأبد، وكسر دائرة العنف المتواصل، وبناء شيء أقوى في غزة وفي جميع أنحاء الشرق الأوسط حتى لا يستمر التاريخ في تكرار نفسه".

وتطرق الرئيس الأميركي في مقاله إلى الرؤية الأميركية بأن توسيع رقعة التطبيع مع إسرائيل وتشابك المصالح الأمنية والاقتصادية ودعم الاستثمارات والمشاريع الاقتصادية التي تترتب على التطبيع بين حلفاء واشنطن في المنطقة وبين تل أبيب "تساعد إسرائيل والأراضي الفلسطينية على الاندماج بشكل أفضل في الشرق الأوسط الكبير".

"حل الدولتين أكثر حتمية"

وشدد على أن "حل الدولتين هو السبيل الوحيد لضمان الأمن الطويل الأمد للشعبين الإسرائيلي والفلسطيني. وعلى الرغم من أنه قد يبدو الآن أن هذا المستقبل أبعد من أي وقت مضى، إلا أن هذه الأزمة جعلت من حل الدولتين أكثر حتمية من أي وقت مضى".

وتابع أن "حل الدولتين – شعبان يعيشان جنبًا إلى جنب وبقدر متساوٍ من الحرية والفرص والكرامة – هو المكان الذي يجب أن يؤدي إليه طريق السلام. سوف يتطلب تحقيق ذلك التزامات من الإسرائيليين والفلسطينيين، وكذلك من الولايات المتحدة وحلفائنا وشركائنا. ويجب أن يبدأ هذا العمل الآن".

وأضاف "لتحقيق هذه الغاية، اقترحت الولايات المتحدة مبادئ أساسية لكيفية المضي قدما للخروج من هذه الأزمة، لإعطاء العالم الأساس الذي يمكن البناء عليه. بداية، يجب ألا تُستخدم غزة مرة أخرى كمنصة للإرهاب. ويجب ألا يكون هناك تهجير قسري للفلسطينيين من غزة، ولا إعادة احتلال، ولا حصار، ولا تقليص في الأراضي. وبعد انتهاء هذه الحرب، يجب أن تكون أصوات الشعب الفلسطيني وتطلعاته في قلب الحكم بعد الأزمة في غزة".

توحيد غزة والضفة

وقال إنه "بينما نسعى جاهدين من أجل السلام، ينبغي إعادة توحيد غزة والضفة الغربية في هيكل حكم واحد، في ظل سلطة فلسطينية متجددة، بينما نعمل جميعا نحو حل الدولتين. لقد كنت أؤكد مع قادة إسرائيل أن العنف المتطرف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية يجب أن يتوقف، وأن أولئك الذين يرتكبون أعمال العنف يجب أن يخضعوا للمساءلة".

وتابع "الولايات المتحدة مستعدة لاتخاذ خطواتنا الخاصة، بما في ذلك إصدار حظر على تأشيرات الدخول ضد المتطرفين الذين يهاجمون المدنيين في الضفة الغربية".

وعن مستقبل قطاع غزة، قال: "يجب على المجتمع الدولي تخصيص الموارد لدعم سكان غزة في أعقاب هذه الأزمة مباشرة، بما في ذلك التدابير الأمنية المؤقتة، وإنشاء آلية لإعادة الإعمار لتلبية احتياجات غزة على المدى الطويل بشكل مستدام. ومن الضروري ألا تنطلق أي تهديدات إرهابية مرة أخرى من غزة أو الضفة الغربية".

وتابع "إذا تمكنا من الاتفاق على هذه الخطوات الأولى، وأخذناها على عاتقنا معًا، فيمكننا أن نبدأ في تصور مستقبل مختلف. وفي الأشهر المقبلة، سوف تضاعف الولايات المتحدة جهودها لإقامة شرق أوسط أكثر سلماً وتكاملاً وازدهاراً - منطقة لا يمكن فيها تصور يوم مثل السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي".

الأولوية لمنع اتساع الصراع

ولفت أن الأولوية الملحة لواشنطن "العمل لمنع هذا الصراع من الانتشار والتصعيد"، مشيرا إلى أن تحريك حاملات الطائرات والقطع البحرية والتعزيزات العسكرية الأميركية يأتي ضمن مساعي واشنطن لتعزيز الردع في المنطقة منعا لاتساع رقعة الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.

وأشار بايدن إلى دوره في دفع إسرائيل إلى الموافقة على دخول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة إثر قرارها بتشديد الحصار على القطاع المحاصر ومنع عنه الماء والغذاء والدواء والكهرباء، كما لفت إلى دوره في دفع إسرائيل إلى فتح "ممرات إنسانية" لدفع سكان شمالي قطاع غزة للنزوح تحت الضرب والقصف والهجمات، للمناطق الجنوبية.

وأكد رفض واشنطن لوقف إطلاق النار في غزة، معتبرا أنه يعود بالمصلحة على حركة حماس في إعادة تنظيم صفوفها، "وإعادة بناء مخزونها من الصواريخ، وإعادة تمركز المقاتلين"، كما عبر عن رؤية تتبنى بالكامل المزاعم الإسرائيلية بشأن استخدام المشافي في قطاع غزة في إطار عمليات فصائل المقاومة الفلسطينية.

التعليقات