أمير قطر وماكرون يبحثان في فرنسا تطوّرات الحرب على غزة

أكد تميم وماكرون خلال محادثاتهما الرغبة في التوصل "بسرعة كبيرة إلى وقف لإطلاق النار". وأكد الإليزيه أن الدوحة تدعم ماليا القوات المسلحة اللبنانية، ويمكنها الاستمرار في القيام بذلك للمساهمة في "خفض التصعيد" في هذا البلد.

أمير قطر وماكرون يبحثان في فرنسا تطوّرات الحرب على غزة

الرئيس الفرنسيّ وأمير قطر (Getty Images)

بدأ أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، الثلاثاء، زيارة دولة تستغرق يومين إلى فرنسا، وتركز على إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة، وإعادة إطلاق عملية تفاوض تفضي إلى قيام دولة فلسطينية، بالإضافة إلى تعزيز العلاقات الثنائية.

وفي إطار الزيارة، أعلن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أنه وقّع اتفاقا مع أمير قطر بشأن التزامات استثمارية قطرية في الاقتصاد الفرنسي بحلول العام 2030 بقيمة 10 مليارات يورو.

وقالت الرئاسة الفرنسية، الإثنين، إن هذه الزيارة الرسمية الأولى التي يقوم بها أمير لقطر منذ 15 عاما، وزيارة الدولة الأولى للأمير تميم بن حمد، منذ توليه الحكم في عام 2013، "تمثل شرفا لفرنسا وتوضح عمق العلاقات التي توحد بلدينا".

وأشار قصر الإليزيه إلى أن تميم، الذي تلعب بلاده دورا محوريا في المفاوضات، والرئيس إيمانويل ماكرون، أكدا خلال محادثاتهما الرغبة في التوصل "بسرعة كبيرة إلى وقف لإطلاق النار".

وقال الرئيس الأميركي، جو بايدن مساء الإثنين، إن إسرائيل وافقت على وقف عملياتها العسكرية في غزة خلال شهر رمضان (في 10 أو 11 آذار/ مارس) للإفراج عن جميع الرهائن.

ويشكل إطلاق سراح الرهائن "أولوية" مطلقة بالنسبة لفرنسا، التي لا يزال ثلاثة من رعاياها في أيدي حركة حماس.

وأعلن الإليزيه أن ثلاث طائرات شحن فرنسية قطرية نقلت مساعدات إنسانية وطبية إلى العريش في مصر قرب رفح، بما في ذلك 75 طنًا من البضائع وعشر سيارات إسعاف وحصص غذائية بالإضافة إلى نحو 300 خيمة عائلية.

وتعمل قطر مع الولايات المتحدة ومصر لمحاولة إنهاء الحرب؛ كما أنها وفق باريس "شريك رئيسي في الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار في المنطقة"، في حين يخشى امتداد الحرب إلى لبنان الذي يعاني من شلل سياسي وأزمة اقتصادية خطيرة.

وأكد الإليزيه أن الدوحة تدعم ماليا القوات المسلحة اللبنانية، ويمكنها الاستمرار في القيام بذلك للمساهمة في "خفض التصعيد" في هذا البلد.

ويدعو عدد من الدول، بما في ذلك فرنسا، إلى عدم اجتياح رفح، فيما لا يزال أكثر من مليون مدني عالقين في المدينة، وهي نقطة الدخول الوحيدة للمساعدات الإنسانية الشحيحة إلى القطاع.

ويدفع الرئيس الفرنسي أيضاًمع نظرائه الغربيين إلى تطبيق "حل الدولتين" ويرى أن قيام دولة فلسطينية هو "المخرج الوحيد القابل للتطبيق من الأزمة".

وقال ماكرون إنه ينبغي أن يمنح هذا الحل "زخمًا حاسمًا لا رجعة فيه"، عند استقباله العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في 16 شباط/ فبراير في الإليزيه، مما يشير إلى إمكان الاعتراف بالدولة الفلسطينية من جانب واحد.

والأربعاء، سيترأس رئيسا الوزراء غابرييل أتال ومحمد بن عبد الرحمن آل ثاني منتدى اقتصاديا حول فرص الاستثمار بين البلدين في مجالات الذكاء الاصطناعي، وإزالة الكربون، وأشباه الموصلات، والتكنولوجيا الحيوية والصحة.

وفرنسا المستثمر الأوروبي الأول في قطر، حيث استثمرت تسعة مليارات دولار في مجالات الطاقة والطيران والبنية التحتية والسياحة. كما أنها واحدة من الدول الخمس الرئيسية المتلقية للاستثمارات من هذا البلد.

وسيعيد البلدان تفعيل علاقاتهما الثقافية من خلال الزيارة المرتقبة لوزيرة الثقافة الفرنسية، رشيدة داتي إلى قطر.

وشهدت جلسات مباحثات الجانبين، الثلاثاء، "استعراض علاقات الصداقة والتعاون القائمة بين البلدين، وسبل تعزيزها وتطويرها على كافة الأصعدة".

كما تناولت الجلسة "مستجدات القضايا على الساحتين الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها تطورات الأوضاع في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة".

وأعرب الرئيس الفرنسي، عن تطلعه أن "تسهم زيارة أمير قطر في تعزيز علاقات التعاون وتوسيع آفاقه، ليشمل شتى المجالات".

من جانبه، أشار أمير قطر إلى "النمو الذي تشهده العلاقات الاستراتيجية بين البلدين".

وأعرب عن أمله في مزيد من الشراكة والتعاون في مختلف المجالات بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين الصديقين.

وتزامنت الزيارة، مع إعلان الجيش المصري، الثلاثاء في بيان، عن مشاركة قطر وفرنسا في عملية إنزال جوي شاركت فيها أيضا مصر والأردن والإمارات لتقديم مساعدات لقطاع غزة الذي يشهد حربا إسرائيلية منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

وأسفرت الحرب الإسرائيلية المتواصلة على غزة عن عشرات آلاف الضحايا، معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل في البنى التحتية والممتلكات، بحسب بيانات فلسطينية وأممية، مما استدعى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب جرائم "إبادة جماعية"​​​​.

التعليقات