استقالة مسؤول في المخابرات الأميركية احتجاجا على دعم إسرائيل في حربها على غزة

مسؤول في المخابرات العسكرية الأميركية كان قد استقال في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، يكشف عن أسباب استقالته ويؤكد أنها جاءت في ظل "الأذى المعنوي" الناجم عن الدعم الأميركي لحرب إسرائيل على غزة، معتبرا أنه "ساهم في قتل جماعي للفلسطينيين".

استقالة مسؤول في المخابرات الأميركية احتجاجا على دعم إسرائيل في حربها على غزة

مظاهرة احتجاجية على الدعم الأميركي لإسرائيل في حربها على غزة، مدينة شارلوت (Getty Images)

أعلن مسؤول في المخابرات العسكرية الأميركية، استقالته من منصبه احتجاجا على الدعم الذي تقدمه إدارة الرئيس جو بايدن لإسرائيل في حربها على قطاع غزة، وكشف أن الاستقالة التي قدمها في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، كانت في الواقع بسبب "أذى معنوي" ناجم عن الدعم الأميركي لحرب إسرائيل على غزة والأضرار التي لحقت بالفلسطينيين.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

جاء ذلك في رسالة نشرها الضابط الأميركي هاريسون مان، يوم أمس، الإثنين، ووجهها إلى زملائه، وهو ضابط في الجيش برتبة ميجر، ليكون بذلك أول مسؤول معروف في المخابرات العسكرية الأميركية يستقيل بسبب الدعم الأميركي لإسرائيل. وقال مان إن الخوف منعه لبضعة شهور من البوح ببواعث الاستقالة.

وتوفي أحد أفراد القوات الجوية الأميركية في شباط/ فبراير الماضي، بعد أن أشعل النار في نفسه أمام سفارة إسرائيل في واشنطن، وعبّر أفراد آخرون من الجيش عن احتجاجهم.

وكتب مان في رسالة شاركها مع زملائه الشهر الماضي ونشرها يوم أمس، الإثنين، على حسابه في منصة "لينكد إن": "خفت. خفت من انتهاك معاييرنا المهنية. خفت من مسؤولين أحترمهم. خفت من شعوركم بالتعرض للخيانة. أنا متأكد من أن بعضكم سيشعر على هذا النحو عند قراءة هذا".

وأكد مسؤول في وكالة المخابرات العسكرية لـ"رويترز" أن مان كان يعمل في الوكالة. وحاول المسؤول التقليل من شأن استقالة مان دون الخوض في التفاصيل، وقال: "استقالة الموظفين أمر روتيني في الوكالة مثلما هي الحال مع أرباب عمل آخرين، ويستقيل الموظفون من مناصبهم لأسباب ودوافع مختلفة".

وتختلف قضية مان عن غيره من المسؤولين الحكوميين الأميركيين، ومن بينهم كثيرون من مسؤولي وزارة الخارجية أعلنوا أسفهم إزاء السياسة الأميركية حين استقالوا ولم ينتظروا شهورا قبل تقديم أسباب لرحيلهم. وقال مان إنه "شعر بالخجل والذنب لأنه ساعد في تطبيق السياسة الأميركية التي ساهمت في قتل جماعي للفلسطينيين".

وكتب مان "في مرحلة ما، أيا كانت المبررات، إما أن تطبق سياسة تؤدي إلى مجاعة جماعية للأطفال، أو لا تفعل ذلك".

واستشهد أكثر من 35 ألف فلسطيني وأصيب 78,827 آخرون في الحرب الإسرائيلية على غزة، وفقا لوزارة الصحة في القطاه. وتزايد القلق بسبب عدم سماح إسرائيل بدخول مساعدات إنسانية إلى غزة وسط تنامي التحذيرات الأميركية والدولية من خطر المجاعة.

وأذكى ارتفاع عدد الضحايا احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين انتشرت في جامعات في أنحاء الولايات المتحدة. وقرر الرئيس جو بايدن، وهو مؤيد قوي لإسرائيل، تعليق إرسال حزمة أسلحة لها، في تحول سياسي كبير أصبح علنيا الأسبوع الماضي، وقالت إدارته إن الولايات المتحدة تعيد النظر في حزم أخرى.

وقالت إدارة بايدن، يوم الجمعة، إن استخدام إسرائيل للأسلحة التي زودتها بها الولايات المتحدة ربما انتهك القانون الإنساني الدولي في عمليتها العسكرية في غزة، في أقوى انتقاد أميركي حتى الآن لإسرائيل، لكن واشنطن قالت إنها لم تجد أدلة كافية لاتّخاذ قرار بتعليق إمداد إسرائيل بالأسلحة.

التعليقات