رئاسيات أميركا: الحزب الديمقراطي يبدأ مداولات اختيار بديل لبايدن

بينما أعلنت شخصيات ديمقراطية دعم نيل هاريس بطاقة الترشيح عن الحزب في مؤتمره العام المقرر في شيكاغو منتصف آب/أغسطس، أحجم عدد من رموز الحزب مثل الرئيس السابق باراك أوباما، ورئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي، عن تأييد هاريس.

رئاسيات أميركا: الحزب الديمقراطي يبدأ مداولات اختيار بديل لبايدن

لقيت هاريس تأييد أسماء بارزة في الحزب الديمقراطي (Getty Images)

دخل السباق الرئاسي في الولايات المتحدة مرحلة ضبابية، اليوم الإثنين، غداة إعلان الرئيس جو بايدن، انسحابه ودعم نائبته كامالا هاريس، لخوضه بدلا منه، وبدء الحزب الديمقراطي مداولات لتحديد ما إذا كانت تمثّل الخيار الأمثل لمواجهة الجمهوري دونالد ترامب، في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

وبعد أسابيع من تسريبات وضغط سياسي من داخل الحزب، دخل على خطه كبار الداعمين الماليين للديمقراطيين، أعلن بايدن البالغ 81 عاما انسحابه من المنافسة، أمس الأحد، ودعمه هاريس لخوض الانتخابات الرئاسية لهذه السنة.

وأكدت هاريس البالغة 59 عاما نيتها الترشح، وقالت في بيان "يشرفني أن أحصل على تأييد الرئيس ونيّتي هي كسب هذا الترشيح والفوز به.... سأبذل كل ما في وسعي لتوحيد الحزب الديمقراطي - وتوحيد أمتنا - لهزيمة دونالد ترامب".

وبينما أعلنت شخصيات ديمقراطية دعم نيل هاريس بطاقة الترشيح عن الحزب في مؤتمره العام المقرر في شيكاغو منتصف آب/أغسطس، أحجم عدد من رموز الحزب مثل الرئيس السابق باراك أوباما، ورئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي، عن تأييد أول سيدة وسوداء تتولى منصب نيابة الرئاسة في البلاد.

وأشاد أوباما في بيان بقرار بايدن الانسحاب، لكنه حذر من "آفاق مجهولة في الأيام المقبلة"، معربا في المقابل عن ثقته بقدرة قادة الحزب على "وضع مسار يمكن أن يفضي إلى مرشح بارز".

وشهد السباق إلى البيت الأبيض تحولين كبيرين خلال مدة زمنية قصيرة لم تتجاوز ثمانية أيام، ما أعاد الزخم إلى المنافسة وتسبب بخلط الأوراق قبل الانتخابات المقررة في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر. فقد تعرض الرئيس السابق والمرشح الجمهوري ترامب، لمحاولة اغتيال في 13 تموز/يوليو، وأعلن بايدن في 21 منه انسحابه، ليرضخ بذلك إلى ضغط واسع من المعسكر الديمقراطي نفسه.

وأتى إعلان بايدن في رسالة إلى الأميركيين نشرت عبر منصة "إكس"، علماً بأن الرئيس الديمقراطي لم يظهر في العلن منذ إعلان إصابته بكوفيد-19 الأسبوع الماضي، وعزل نفسه في منزله الخاص بولاية ديلاوير في جنوب البلاد.

وقال بايدن "أرى أنه من مصلحة حزبي وبلدي أن انسحب وأن أركز فقط على مهامي كرئيس إلى حين انتهاء ولايتي".

وأتبع رسالته بمنشور على "إكس" قال فيه "اليوم أريد أن أقدم دعمي وتأييدي الكاملين لكامالا لتكون مرشحة حزبنا هذا العام. لقد حان الوقت للديمقراطيين للتوحد وهزيمة ترامب".

ولقيت هاريس تأييد أسماء بارزة في الحزب الديمقراطي، مثل الرئيس السابق بيل كلينتون وزوجته هيلاري، وحاكم ولاية كاليفورنيا غافن نيوسوم الذي كان ينظر إليه كمنافس محتمل، إضافة الى الكثير من المشرعين المنتخبين من التقدميين والمعتدلين.

وقالت النائبة عن نيويورك ألكسندريا أوكازيو كورتيز في منشور على إكس "اليوم أكثر من أي وقت مضى، من المهم أن يتوحد حزبنا وبلادنا سريعاً لهزيمة دونالد ترامب والخطر الذي يمثّله على الديمقراطية الأميركية".

وأثارت خطوة بايدن، المفاجئة على رغم أنها كانت محور تكهنات على مدى الأيام الماضية، سلسلة من الأسئلة في أوساط الحزب الديمقراطي، منها ما اذا كان السناتور جو مانشين، المنتسب سابقا الى الحزب والمستقل حاليا، يعتزم السعي لخوض السباق الرئاسي.

وكان السناتور البارز انضم الأحد إلى الدعوات الموجهة لبايدن لإنهاء ترشيحه لصالح ديمقراطي أصغر سنا.

في مقابل علامات الاستفهام، انعكس انسحاب بايدن إيجابا على الصعيد المالي بالنسبة للديمقراطيين، إذ أعلنت مجموعة "أكت بلو" المسؤولة عن جمع التبرعات لحملة الانتخابات الرئاسية للحزب أنها سجلت مساء الأحد، بعد سحب الرئيس ترشحه ودعمه هاريس، أكبر عملية جمع تبرّعات ليوم واحد في 2024، وصلت الى 46,7 مليون دولار.

على المقلب الجمهوري، ستكون لانسحاب بايدن انعكاسات لا مفر منها على حملة الرئيس السابق ترامب، إذ سيضطر لإعادة رسم إستراتيجيته الانتخابية التي تمحورت بشكل كبير إلى الآن على وضع بايدن الصحي والذهني.

وكثّف فريق الحملة في الآونة الأخيرة من المواد الدعائية التي تركّز على بايدن وهو يرتكب الهفوات أو يتلعثم ويتعثر.

لكن يخشى أن ينقلب السحر على الساحر، ويصبح تركيز الدعاية على السن والقدرة الذهنية سلاحا للديمقراطيين بمواجهة ترامب البالغ 78 عاما، خصوصا في حال نالت هاريس التي تصغره بزهاء 20 عاما، ترشيح الحزب.

التعليقات