تنتظر الولايات المتحدة، اليوم الأربعاء، رد أوكرانيا على إطار عمل لاتفاق سلام اقترحته واشنطن، يتضمن اعترافا أميركيا رسميا بضم روسيا لشبه جزيرة القرم، واعترافا غير رسمي بسيطرة موسكو على معظم الأراضي التي احتلتها منذ عام 2022. ووفقا لمصادر تحدثت لموقع "أكسيوس"، فإن كييف ترى أن هذا الاقتراح منحاز بشكل كبير لصالح روسيا، ويقدم لها مكاسب ملموسة مقابل وعود غامضة لأوكرانيا.
تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"
تفاصيل الاقتراح الأميركي
الوثيقة، التي تتألف من صفحة واحدة ووصفت بأنها "العرض الأخير" من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، سلمت إلى المسؤولين الأوكرانيين في باريس الأسبوع الماضي، ومن المتوقع أن تكون موضوعا رئيسيا في محادثات تعقد اليوم في لندن بشأن الأزمة الأوكرانية.
يطالب الاقتراح أوكرانيا بتقديم تنازلات كبيرة، وهو ما قد يمثل تحديا للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي سبق أن رفض الاعتراف باحتلال روسيا للقرم أو لأجزاء من أربع مناطق أوكرانية أخرى. في المقابل، يُشير البيت الأبيض إلى إمكانية انسحابه من الوساطة إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق قريبًا.
ما الذي ستحصل عليه روسيا؟
اعتراف أميركي رسمي بضم القرم.
اعتراف غير رسمي بالسيطرة على أجزاء واسعة من لوغانسك، دونيتسك، خيرسون وزاباروجيا.
تعهد بعدم انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو (مع السماح بانضمام محتمل إلى الاتحاد الأوروبي).
رفع العقوبات المفروضة منذ عام 2014.
تعزيز التعاون الاقتصادي مع واشنطن، خاصة في مجالات الطاقة والصناعة.
ما الذي ستحصل عليه أوكرانيا؟
"ضمانات أمنية قوية" من دول أوروبية وأخرى "ذات فكر مشابه"، دون تفاصيل واضحة عن طبيعة هذه الضمانات أو مشاركة الولايات المتحدة.
استعادة جزء صغير من منطقة خاركيف.
السماح بمرور غير معاق عبر نهر دنيبرو.
تعويضات ومساعدات لإعادة الإعمار دون تحديد مصادر التمويل.
كما تشمل الخطة بندًا خاصًا بمحطة زاباروجيا النووية، بحيث تظل أرضًا أوكرانية تحت إدارة أميركية، وتوفر الكهرباء لكل من أوكرانيا وروسيا.
بوتين يعرض "تجميد" خطوط القتال
ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عرض وقف العمليات العسكرية عند خطوط التماس الحالية، متخليًا عن المطالبة بالسيطرة الكاملة على المناطق الأربع. ومع ذلك، فإن بوتين رفض سابقًا بعض بنود المقترح الأميركي، مثل وجود قوات حفظ سلام أوروبية في أوكرانيا.
مفاوضات لندن وتطورات في موسكو
أكد البيت الأبيض أن المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف سيتوجه إلى موسكو هذا الأسبوع لعقد اجتماعه الرابع مع بوتين، بينما سيغيب عن محادثات لندن إلى جانب وزير الخارجية ماركو روبيو بسبب تعارض المواعيد. وسيشارك المبعوث الأميركي كيث كيلوغ بدلاً منهما في محادثات لندن، حيث من المتوقع مناقشة اقتراح وقف إطلاق نار لمدة 30 يومًا طرحه الجانب الأوكراني كبديل عن خطة ترامب.
موقف زيلينسكي
أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن استعداد كييف لإجراء محادثات مباشرة مع موسكو بعد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، مؤكدًا أن الأولوية في محادثات لندن ستكون "وقف إطلاق نار غير مشروط".
وكان زيلينسكي قد طالب برد واضح من روسيا بشأن هدنة لحماية المنشآت المدنية، وهي دعوة أبدت موسكو استعدادًا "للنظر فيها"، حسب ما صرح به المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، مع التشديد على ضرورة التمييز بين الأهداف المدنية والعسكرية.
موقف واشنطن والبيت الأبيض
قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت إن "المفاوضات مستمرة"، وأكدت أن ترامب "يريد إنهاء هذه الحرب ووقف القتل". كما أشارت إلى أنه يشعر بالإحباط من كلا الطرفين، وهو ما أعلنه سابقًا.
وفي ظل هذه التطورات، يكافح القادة الأوروبيون لوضع بدائل للدعم الأميركي تحسبًا لاحتمال سحب ترامب للدعم العسكري والمالي الحيوي الذي توفره واشنطن لأوكرانيا منذ بداية الحرب.
التعليقات