يتوجّه وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، اليوك الجمعة، إلى سلطنة عُمان على رأس وفد دبلوماسي وفني متخصص، لإجراء جولة ثالثة من المحادثات غير المباشرة مع الولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي الإيراني.
تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"
يأتي ذلك بعد جولتين سابقتين في مسقط وروما، أحرز فيهما الطرفان "تقدمًا" وفق ما أفاد مسؤولون إيرانيون وأميركيون. وتُعقد هذه الجولة الجديدة من المفاوضات يوم السبت، وفق ما أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي.
وسيمثل الولايات المتحدة في هذه المباحثات المبعوث الأميركي الخاص، ستيف ويتكوف، إلى جانب رئيس قسم التخطيط السياسي في وزارة الخارجية، مايكل أنتون، الذي سيقود الشق الفني من المحادثات حول البرنامج النووي الإيراني.
وبحسب وكالة "تسنيم" الإيرانية، سيشارك في الجانب الإيراني كل من نائبي وزير الخارجية، كاظم غريب آبادي ومجيد تخت روانجي، في المحادثات الفنية التي ستُجرى على هامش اللقاء.
وصرّح بقائي بأن "التقدم في المفاوضات يتطلب إظهار حسن النية والجدية والواقعية من الجانب الآخر"، فيما شدد عراقجي، في تصريحات سابقة، على أن طهران ستدخل المفاوضات بـ"جدية"، داعيًا الطرف الأميركي إلى التعامل بالمثل.

وأشارت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، تامي بروس، إلى أن هذه الجولة ستكون الأولى بين الفرق الفنية من الطرفين، ولفتت إلى أن اللقاء الأخير بين ويتكوف ومسؤولين إيرانيين في روما السبت الماضي انتهى بأجواء "متفائلة" دون الإفصاح عن تفاصيل.
وفي سياق متصل، عبّر عراقجي عن استعداده لزيارة فرنسا وألمانيا وبريطانيا لإجراء مشاورات بشأن الملف النووي والعلاقات الثنائية، بعد أن أجرى مشاورات مماثلة مع موسكو وبكين، خلال الأيام الماضية.
واعتبر وزير الخارجية الإيراني، في منشور على منصة "إكس"، أن الكرة الآن في ملعب "إي 3" (فرنسا، ألمانيا، بريطانيا)، مشددا على انفتاح بلاده على مناقشة قضايا تتجاوز النووي، "في كل مجال من مجالات الاهتمام المشترك".
من جهتها، قالت وزارة الخارجية الفرنسية إنها ستتابع الإعلان الإيراني عن كثب، وشددت على رغبتها في استمرار الحوار، فيما لم تصدر بعد ردود رسمية عن برلين أو لندن.

وكان عراقجي قد زار الصين، الأربعاء، وأجرى مباحثات مع وزير الخارجية وانغ يي، كما زار موسكو، الأسبوع الماضي، حيث التقى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.
ورغم إشادته بالشراكة مع موسكو وبكين، اعتبر أن علاقات بلاده مع العواصم الأوروبية الثلاث في "أدنى مستوياتها" حاليًا، واتهم إسرائيل بمحاولة تقويض المسار الدبلوماسي عبر تحريض متواصل ضد إيران.
في المقابل، صعّد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الأربعاء، من لهجته تجاه إيران، واعتبرها "تهديدًا وجوديًا"، واعتبر أن امتلاك طهران لسلاح نووي يضع "مصير الإنسانية" في خطر، في الوقت الذي تؤكد فيه إيران على الطابع المدني السلمي لبرنامجها النووي.
ويأتي استئناف هذه المحادثات في ظل غياب أي مفاعيل للاتفاق النووي الذي أبرم عام 2015 بعد انسحاب الولايات المتحدة منه بشكل أحادي عام 2018 خلال ولاية ترامب الأولى، ووسط انفتاح حذر على محاولة إحياء المسار الدبلوماسي المتعثر.
التعليقات