سوريا: انفجار واشتباكات عنيفة في دمشق، وأنباء عن انشقاق السفير في العراق

أشارت تقارير إخبارية عربية وعالمية، إلى أن المباحثات التي جرت اليوم الأربعاء، بين وفد من المعارضة السورية، ووزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، كان مصيرها الفشل، وذلك إثر تصريحات أدلى بها رئيس المجلس الوطني المعارض، عبد الباسط سيدا، أكد فيها على أن المواقف بين الجانبين ما زالت متباعدة، وأن روسيا لم تغير موقفها مما يجري، لافتا إلى أن "الشعب السوري يعاني من التغطية السياسية الروسية للأزمة".

سوريا: انفجار واشتباكات عنيفة في دمشق، وأنباء عن انشقاق السفير في العراق

سفير دمشق في بغداد، نواف الفارس

أشارت تقارير إخبارية عربية وعالمية، إلى أن المباحثات التي جرت اليوم الأربعاء في موسكو، بين وفد من المعارضة السورية ووزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، كان مصيرها الفشل، وذلك إثر تصريحات أدلى بها رئيس المجلس الوطني المعارض، عبد الباسط سيدا، أكد فيها على أن المواقف بين الجانبين ما زالت متباعدة، وأن روسيا لم تغير موقفها مما يجري، لافتا إلى أن "الشعب السوري يعاني من التغطية السياسية الروسية للأزمة".

هذا في الوقت الذي شهدت فيه العاصمة السورية دمشق منذ الصباح، اشتباكات عنيفة في عدد من أحيائها، وانفجارا بالقرب من وزارة النفط فيها، بالإضافة إلى إعلان السفير السوري في العراق، نواف الفارس، انشقاقه عن النظام.

لافروف يرفض طلب المعارضة بإصدار قرار من مجلس الأمن وفق الفصل السابع

وقد طالب وفد المعارضة من الجانب الروسي أن يعمل بشكل عاجل وضروري على إصدار قرار من مجلس الأمن وفق الفصل السابع، إلا أن لافروف رفض هذا الطلب.

وفي المقابل، شدد سيدا على أن "أي حل للأزمة في سوريا بمعزل عن رحيل نظام بشار الأسد لا معنى له"، واعتبر أن "ما تشهده سوريا ثورة شعبية وليس نزاعا بين المعارضة والنظام".

من جانبه، قال عضو المكتب السياسي ورئيس المجلس السابق، برهان غليون، إن الوفد حاول إبلاغ المسؤولين الروس بأن "ما يحدث في سوريا ليس في مصلحة موسكو"، قائلا إنه "ليس أمام الشعب السوري من خيار إلا خوض حرب تحرير شعبية".

وحمل بشدة على تعدد المبادرات الرامية إلى عطاء الأسد مزيدا من الوقت وقال "ما قيمة هذه المبادرات؟ كل ما فشلت مبادرة جاؤوا بمبادرة أخرى لإعطاء الأسد فرصة أخرى للقتل".

وقد تقدم وزير الخارجية الروسي أثناء لقائه مع وفد المعارضة السورية، بحسب ما قاله في وقت سابق اليوم عبد الباسط سيدا، "بمبادرة جديدة سيستمر الحوار حولها في لقاءات لاحقة".

وأكد لافروف في تصريحات صحفية تمسك روسيا بموقفها تجاه الأزمة السورية، داعيًا الحكومة السورية وجميع أطياف المعارضة إلى بدء حوار يتيح للسوريين فرصة تقرير مصيرهم بأنفسهم.

ومما زاد من تعقيد الموقف بحسب محللين، ما أعلنه مسؤولون روس من أن موسكو ستواصل تزويد دمشق بأنظمة دفاع جوي وفقا لعقود موقعة في السابق.

مقترح قرار روسي لتمديد مهمة كوفي أنان

وفي غضون ذلك، قالت مصادر دبلوماسية، إن موسكو اقترحت مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي بشأن الأزمة السورية لا يتطرق إلى فرض عقوبات على أطراف النزاع.

وقال إيغور بانكين، نائب المندوب الروسي في الأمم المتحدة، إن المشروع أرسل إلى بقية أعضاء مجلس الأمن، موضحا أنه يهدف إلى توفير المزيد من الدعم لجهود المبعوث الأممي العربي المشترك إلى سوريا، كوفي أنان وتنفيذ خطته.

كما يقترح المشروع تمديد بعثة مراقبة الأمم المتحدة في سوريا لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ويدعو جميع الأطراف إلى الوقف الفوري لأعمال العنف، وهو لا ينص على التهديد بفرض عقوبات على نظام بشار الأسد أو المعارضة السورية.

واعتبرت فرنسا أن المشروع الروسي "لا يرقى إلى مستوى تطلعات الجزء الأكبر من المجتمع الدولي"، وقد جددت على لسان المتحدث باسم خارجيتها، برنار فاليرو، دعوة روسيا لقرار دولي يدعم خطة أنان تحت الفصل السابع.

أنان يطلع مجلس الأمن على جهوده

وفي هذه الأثناء، يطلع أنان مجلس الأمن اليوم على نتائج مباحثاته في المنطقة بشأن الأوضاع في سوريا، وذلك بعد زيارة مفاجئة قام بها للعراق، هي الأولى منذ تكليفه ببحث الأزمة السورية، قادما من طهران التي جددت دعمها الكامل لخطته لمحاولة وضع حد للأزمة الدائرة في سوريا منذ أكثر من 16 شهرا، كما كان قد التقى الأسد قبل يومين في دمشق.

وقال في مؤتمر صحفي عقده بعد مباحثاته مع رئيس الوزراء العراقي ببغداد، إنه ناقش مع نوري المالكي ضرورة بذل كل الجهود الممكنة لوقف أعمال القتل في سوريا، والبحث عن ضمانات تمنع امتداد الصراع إلى الدول المجاورة.

أنباء عن انشقاق السفير السوري في العراق

دبلوماسيًّا، أعلن السفير السوري في العراق، نواف الفارس، اليوم الأربعاء، انشقاقه عن نظام الرئيس بشار الأسد، لينضم إلى مسؤولين سياسيين وعسكريين سبقوه إلى ترك النظام، في حين نفت بغداد علمها بانشقاقه.

وعُين الفارس سفيرا لبلاده لدى العراق عام 2008، وتولى قبل ذلك مسؤوليات سياسية وحزبية وأمنية في سوريا، إذ عمل محافظا للقنيطرة واللاذقية وإدلب، وشغل منصب أمين حزب البعث في دير الزور، كما تولى مسؤوليات أمنية، بينها رئاسة فرع الأمن السياسي في محافظة اللاذقية، وهو خريج كلية الشرطة.

وتعليقا على خبر انشقاق الفارس، قال المتحدث باسم الحكومة العراقية، علي الدباغ، إنه لا علم لحكومته بذلك.

ويأتي الإعلان عن انشقاق الفارس بعد أيام فقط من مغادرة العميد بالحرس الجمهوري السوري، مناف طلاس، بلاده إلى فرنسا، في ما يبدو أنه انشقاق.

ولقي الانشقاق المفترض للعميد طلاس ترحيبا من المعارضة السورية، التي رأت في هذا التطور ضربة كبيرة للنظام في سوريا، كما رحبت به دول غربية بينها الولايات المتحدة وفرنسا.

ويعد مناف طلاس مقربا من الرئيس السوري، وكان والده مصطفى طلاس، وزيرا للدفاع، وقد غادر الوزير الأسبق سوريا قبل أشهر مع أفراد من أسرته إلى باريس بحجة تلقي العلاج.

وفي مارس/آذار الماضي، أعلن عبده حسام الدين، معاون وزير النفط السوري، انشقاقه عن النظام وانضمامه إلى الثورة، احتجاجا على قمع الاحتجاجات المطالبة بالتغيير التي اندلعت منتصف مارس/آذار 2011، كما شملت الانشقاقات المؤسسة الدينية بانشقاق الشيخ عبد الجليل السعيد، مدير مكتب مفتي سوريا أحمد حسون.

اشتباكات عنيفة في أحياء دمشق

ميدانيًّا، تشهد عدة أحياء في العاصمة السورية دمشق، وريفها، منذ فجر اليوم الأربعاء، اشتباكات عنيفة بين عناصر "الجيش السوري الحر" والجيش السوري النظامي، فيما أكد "الجيش السوري الحر" أنه يستعد لخوض معركة حاسمة ضد قوات النظام للسيطرة على العاصمة.

وأفادت لجان التنسيق المحلية وشبكة "شام" الإخبارية، بوقوع اشتباكات عنيفة بين الطرفين في حي القدم بدمشق، وتحديدًا في منطقة البساتين، في حين شن الجيش النظامي حملة عسكرية على قرية كوكب بمحافظة حماة وحاصرها بالآليات العسكرية والدبابات، وسط تحليق مكثف للطيران العسكري.

وأكدت أنه سمع بعيد منتصف ليل الثلاثاء، صوت انفجار شديد في دمشق، "يعتقد أن مصدره حي الفحامة"، في حين شهد حي المزة بوسط دمشق مساء الثلاثاء خروج تظاهرة ضمت مئات الشبان طالبت بإسقاط النظام السوري ورئيسه بشار الأسد وأركان نظامه ومحاكمتهم.

وفي ريف دمشق، تحرك رتل من دبابات الفرقة الرابعة باتجاه صحنايا والمنطقة الغربية ، فيما شهدت سبينة اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وجيش النظام بالأسلحة المتوسطة.

رياض الأسعد: الاستعداد لمعركة دمشق جارية على قدمٍ وساق

من ناحية أخرى، نقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن قائد "الجيش السوري الحر"، العقيد رياض الأسعد، قوله "إن الاستعدادات لبدء معركة دمشق جارية على قدم وساق، لا سيما أن معركة العاصمة، التي يجب أن تكون الأخيرة والحاسمة، تتطلب استعدادات وحسابات خاصة، وهذا ما أدى إلى تأخير المعركة، التي بمجرد أن تبدأ، ستحسم في فترة قصيرة لا تتجاوز الأسابيع المعدودة".

وأضاف: "أما اليوم، فيمكن القول إن الوضع اختلف، وبات بإمكاننا اتخاذ القرار في الوقت المناسب، بعدما بات ’الجيش الحر‘ يتبع سياسة الاستيلاء على مستودعات الأسلحة التابعة للنظام، إضافة إلى تلك الموجودة على الحواجز".

ونفى الأسعد المعلومات التي أشارت إلى تسلم "الجيش الحر" صواريخ مضادة للمدرعات وصواريخ أرض/جو لإسقاط المروحيات، التي يمكن أن تستخدمها قوات الأسد لمنع الثوار من دخول العاصمة.

وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، يوم السبت 7 تموز/يوليو، أن قوى المعارضة السورية باتت أكثر فاعلية على الأرض، وحذرت الحكومة السورية من هجوم كارثي إذا لم يتم البدء في عملية التحول السياسي.

وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد اتهم في مقابلة مع التلفزيون الإيراني نهاية الشهر الماضي، دولا غربية وعربية بدعم المعارضة المسلحة عسكريًّا.

تفجير يستهدف سيارة أحد المهندسين أمام وزارة النفط

وفي سياقٍ متّصل، انفجرت عبوة ناسفة ،اليوم الأربعاء، أمام وزارة النفط في منطقة العدوى في قلب العاصمة دمشق، ما أسفر عن مقتل شخص واحد، هو المهندس عبد الله وليد الطباع

وقال مصدر سوري وفقا لـ "يونايتد برس إنترناشونال"، إن الانفجار استهدف سيارة المهندس عبد الله وليد الطباع التي كانت متواجدة خلف وزارة النفط، وأوضح أن العبوة ألصقت أسفل السيارة المستهدفة، في حين وجدت جثة القتيل متفحّمة في داخلها، وقد سُمع إطلاق رصاص لمدة قصيرة في منطقة العباسيين إثر حدوث الانفجار.

يذكر أن العاصمة السورية شهدت عدة تفجيرات إرهابية الشهور الأخيرة، كان آخرها انفجارا ضخما قد وقع الشهر الماضي  في مرآب قريب من مجمع المحاكم (القصر العدلي)، في ساحة النصر بوسط العاصمة دون إصابات، وكذلك انفجار أعد له مسلحون بعد أن هاجموا مقر قناة "الإخبارية" التابعة للحكومة السورية في منطقة دروشة جنوبي دمشق، ما أدى إلى مقتل 8 أشخاص بينهم 3 من الإعلاميين، وتدمير مبنى القناة بالكامل.

ويتهم النظام السوري عناصر إرهابية مسلحة بتنفيذ الهجوم، فيما أكد العقيد رياض الأسعد، قائد "الجيش السوري الحر"، في تصريحات لراديو "سوا"، إن التفجيرات التي تشهدها العاصمة السورية دمشق من صنع النظام.

وتشهد سورية منذ منتصف آذار/مارس 2011، احتجاجات شعبية واسعة تطالب بإسقاط  نظام الرئيس السوري بشار الأسد، قُتل خلالها آلاف  المدنيين والعسكريين، فيما يتهم النظام السوري مجموعات إرهابية مسلحة مدعومة من دول عربية وغربية بتأجيج العنف في سورية.

التعليقات