"تليجراف": الأسد أحبط انقلابا داخليا واعتقل مملوك

قالت صحيفة “تليجراف” البريطانية أمس الاثنين أن أجهزة الأمن السورية أوقفت رئيس جهاز المخابرات الجنرال علي مملوك، ووضعته تحت الإقامة الجبرية.

مملوك والأسد

قالت صحيفة “ديلي تليجراف” البريطانية أمس الاثنين أن أجهزة الأمن السورية أوقفت رئيس جهاز المخابرات الجنرال علي مملوك، ووضعته تحت الإقامة الجبرية.

مملوك يعتبر من الشخصيات المقربة جدا للرئيس السوري بشار الأسد ومن الشخصيات النافذة أمنيا في سوريا.

وذكرت الصحيفة أن اعتقال مملوك، يعد مؤشرا على تصدع جديد في النظام السوري، بعد اتهامه بالإعداد لانقلاب على الرئيس الأسد، والتخابر مع دول داعمة للمعارضة.

وأوضحت الصحيفة أنه 'بعد شهر من موت رئيس الأمن السياسي السوري الجنرال رستم غزالة، بعد الاعتداء عليه من قبل موالٍ للجنرال رفيق شحادة، عدوه اللدود في الدوائر الاستخبارية العسكرية السورية'.

وأوضحت أن مملوك يدفع ثمن موقفه المعارض من الهيمنة الإيرانية المتنامية على السلطة في البلاد، وسيطرتها على القرار المتعلق بالحرب الدائرة في سوريا، منذ اندلاعها، مما حتم تحييده وإلغاء أي دور له في المرحلة الجديدة.

ونقلت الصحيفة عن مصدر وصفته بالمحسوب على النظام السوري ومطلع على الخطة “إن مملوك كان على تواصل مع الاستخبارات التركية عبر وسيط، كما تواصل مع رجل أعمال من حلب كان وسيطا بينه وبين رفعت الأسد، الذي يعيش في المنفى منذ نفاه شقيقه حافظ الأسد بتهمة الانقلاب على النظام في سوريا في حقبة الثمانينات. 

ورفض رفعت الأسد التعليق على التقرير، بحسب الصحيفة، لكن مصدرا مطلعا قال لها إن “هناك اهتماما كبيرا بين الضباط السوريين وعناصر من الجيش السوري بعودة رفعت الأسد إلى سوريا”.

وأشارت الصحيفة إلى دور إيران المتصاعد في سوريا، وقالت إن “عناصرها يسيطرون على مصالح حكومية واسعة، من المصرف المركزي وصولا إلى استراتيجية المعارك”، بل إن معظم المستشارين في القصر الرئاسي هم الآن إيرانيون، بحسب مصدر مقرّب من القصر الرئاسي. 

وقالت الصحيفة إن مملوك أزعج من أن تتنازل سوريا عن سيادتها لإيران. وارتأى أنه يجب تغيير الوضع. ويُعتقَد أنه كان لغزالة الرأي نفسه، وكان معارضا للنفوذ الإيراني.

وقال مصدر مقرب من الدوائر الحكومية الإيرانية للصحيفة إنه عندما ذهب “مسؤولون من النظام إلى طهران، الشهر الماضي، كانت الاجتماعات متشنّجة، خصوصا عندما اقترح الزائرون السوريون فكرة إنهم يخسرون السيطرة على سوريا، ولا بد من النظر في عقد اتفاق مع المعارضة”. وأضاف المصدر أن “الإيرانيين كانوا غاضبين من الاقتراح، فبعد أن قدموا المساعدات، لن يقبلوا بخسارة السيطرة على سوريا”.

وختمت «ديلي تلغراف» تقريرها بكلام للخبير في الشؤون السورية بمؤسسة بروكينغز تشارلز ليستر، الذي قال إن النظام السوري يواجه في الآونة الأخيرة المأزق الأخطر الذي يتعرض له منذ سنوات.

في سياق آخر، قالت مجلة “دير شبيغل” الألمانية في عددعا الأخير إن “الدكتاتور السوري، بشار الأسد، يعاني من نقص في الجنود، ووجد نفسه مضطراً إلى الاعتماد على المرتزقة في معاركه المتواصلة ضد الثوار". 

المجلة الألمانية استهلت تحقيقها بذكر مصير مقاتل من أفغانستان، يقبع حاليا في أحد السجون في حلب، كأسير حرب، والذي لم تدم مشاركته في المعركة يوماً واحداً من طلوع الفجر حتى طلوعه مرة أخرى.

هذا الأخير، الذي يدعى معاذ، لم يشارك بالمعركة بسبب قناعات طائفية، بل كان أمله الوحيد الحصول على رخصة للإقامة في إيران، ليجد نفسه في نهاية المطاف يحارب ضمن صفوف المرتزقة في الحرب السورية في صف نظام بشار الأسد.

"دير شبيغل" ذكرت كذلك أن الحرب التي تجري شمالي سورية في مدينة حلب، وكذلك في المناطق القريبة من حماه ودمشق وجنوباً في درعا، أضحت تكتسي ملامح أفغانية، وبشكل أكثر دقة، أضحت ذات ملامح آسيوية بارزة. أما السبب وراء ذلك فهو كون أغلبية الأفغان، الذين يتم إرسالهم للمعركة، يتحدرون من طائفة "هزارة"، الأقلية الشيعية التي تشكل أفقر فئة في المجتمع الأفغاني، الفقير أصلا.

وأبرزت المجلة الألمانية أن نظام الأسد يعاني من نقص شديد في الجنود، وهو ما يجعله يعتمد بشكل متصاعد على المرتزقة. وفي الواقع، تضيف الصحيفة، عانى نظام الأسد منذ البدايات الأولى من خصم لم يكن في إمكانه هزيمته فعلياً؛ ألا وهو البنية الديموغرافية في سورية.

كما سلط التحقيق الضوء على الدور الذي لعبه حزب الله، ذو الخبرة الأكبر، بعدما بدأت في القتال إلى جانب نظام الأسد منذ 2012 في محاولة لمنع انهيار القوات الحكومية السورية. التحقيق لفت إلى أنه بعد ذلك انضم لقوات حزب الله، العراقيون والباكستانيون واليمنيون، والشيعة من كل مكان في العالم، الذين بات يعول عليهم النظام كثيراً. إلا أن "دير شبيغيل" أشارت إلى أنه كلما طالت الحرب من دون ظهور انتصارات، تصاعدت مصاعب حلفاء بشار الأسد في تقديم تفسيرات حول القتلى الذين يسقطون في المعركة.

وتوقفت المجلة بشكل مستفيض عند الحيل والخدع، التي يلجأ إليها عناصر الحرس الثوري الإيراني، لإرغام الأفغانيين المتواجدين في إيران، الذين يبلغ عددهم مليونين من طائفة "هزارة" لوحدها، عبر استغلال وضعهم كمقيمين غير شرعيين، وإجبارهم على الذهاب إلى سورية مقابل تسوية أوضاعهم، أو تخفيف العقوبات الحبسية عن الأفغان القابعين في السجون الإيرانية مقابل القتال في صف نظام الأسد. "دير شبيغيل" ذكرت أن عناصر الحرس الثوري الإيراني قاموا بتجنيد الآلاف من الأفغانيين، للمشاركة في معارك نظام الأسد خلال العام ونصف العام الماضي.

التعليقات