النظام السوري يؤخر مساعدات للجوعى بمضايا المحاصرة

وشغلت مضايا خلال الأيام الماضية وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الدولية، بعدما انتشرت صورا وأشرطة فيديو لأشخاص من البلدة بدا عليهم الوهن الشديد وقد برزت عظامهم من شدة النقص في المواد الغذائية.

النظام السوري يؤخر مساعدات للجوعى بمضايا المحاصرة

وافقت الحكومة السورية على إدخال مساعدات إنسانية إلى بلدة مضايا المحاصرة في ريف دمشق، بعدما انتشرت صور سكانها وقد برزت عظامهم من شدة الجوع في وسائل الإعلام العالمية، مثيرة صدمة وتنديدا واسعا من المدافعين عن حقوق الإنسان. لكن التقديرات تشير إلى أن النظام السوري سيؤخر وصول مثل هذه المساعدات الملحة لأسباب بيروقراطية.

وأعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في بيان اليوم الخميس تلقيه موافقة من الحكومة السورية لإدخال المساعدات الإنسانية في أقرب وقت إلى ثلاث بلدات سورية، هي الفوعة وكفريا في محافظة إدلب في شمال غرب البلاد ومضايا في ريف دمشق.

وجاء في البيان 'ترحب الأمم المتحدة بالموافقة التي تلقتها اليوم من الحكومة السورية بشأن إيصال المساعدات الإنسانية إلى مضايا والفوعة وكفريا وتعمل على تحضير القوافل لانطلاقها في أقرب فرصة'.

ونقلت الأمم المتحدة عن 'تقارير موثوقة بأن الناس يموتون من الجوع ويتعرضون للقتل أثناء محاولتهم مغادرة مضايا التي يعيش فيها نحو 42 ألف شخص'. وأوردت مثالا من مضايا إذ قالت إنه 'وردتنا معلومات في الخامس من كانون الثاني/يناير 2016 تفيد بوفاة رجل يبلغ من العمر 53 عاما بسبب الجوع، في حين أن أسرته المكونة من خمسة أشخاص ما زالت تعاني من سوء التغذية الحاد'.

وقال معاذ القلموني (25 عاما)، وهو صحافي من سكان مضايا، لوكالة فرانس برس، إن 'سكان مضايا لن يرتاحوا سوى حين يرون المساعدات بأعينهم'.

واستبعد مصدر مطلع على الشؤون الإنسانية في سوريا إيصال المساعدات خلال الأيام القليلة المقبلة بسبب الأعمال الإدارية التي يجب إتمامها قبل ذلك وعطلة نهاية الأسبوع في سوريا.

وشغلت مضايا خلال الأيام الماضية وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الدولية، بعدما انتشرت صورا وأشرطة فيديو لأشخاص من البلدة بدا عليهم الوهن الشديد وقد برزت عظامهم من شدة النقص في المواد الغذائية.

وعلى موقع تويتر، أعرب كثيرون عن تضامنهم مع مضايا وانتشر هاشتاغ #مضايا_تموت_جوعا. وكتب أحدهم 'نحن في القرن الواحد والعشرين، ما زال الإنسان يموت جوعا، تبا لهذا العالم'.

وعلق آخر أن 'الحرب تظهر وحشية الإنسان (...) كيف يموت الإنسان جوعا في هذا الزمن!'.

وكان المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي في سوريا بافل كشيشيك قال إن 'هناك نقص في كل شيء (في البلدة). منذ مدة طويلة، يعيش السكان في ظل غياب المواد الأساسية من طعام ودواء ولا يوجد حتى كهرباء أو مياه'.

وتابع 'يستجدينا السكان من أجل حليب للأطفال (...) لأن الأمهات غير قادرات على الرضاعة'.

وتحاصر قوات النظام والمسلحون الموالون لها قرى عدة في ريف دمشق منذ أكثر من سنتين، لكن الحصار على مضايا تم تشديده قبل نحو ستة أشهر. وهي واحدة من أربع بلدات سورية تم التوصل إلى اتفاق بشأنها في أيلول/سبتمبر بين النظام والفصائل المقاتلة ينص على وقف لإطلاق النار وإيصال المساعدات ويتم تنفيذه على مراحل عدة.

وبموجب الاتفاق، تم الأسبوع الماضي إجلاء أكثر من 450 مسلحا ومدنيا من الزبداني ومضايا المتجاورتين ومن الفوعة وكفريا الخاضعتين لحصار فصائل معارضة.

وكان من المقرر بعد انتهاء عملية الإجلاء السماح بإدخال مساعدات إنسانية وإغاثية إلى البلدات المحاصرة، إلا أن الأمر لم يحصل.

وبحسب بيان الأمم المتحدة، فإن آخر قافلة مساعدات دخلت إلى مضايا كانت في 18 تشرين الأول/أكتوبر. وتعذر الوصول إليها منذ ذلك الحين.

وأكد كشيشيك أن 'الحل لا يكمن في إيصال المساعدات مرة واحدة، ففي أماكن كهذه تركت من دون مساعدات لأشهر أو حتى سنوات، تحتاج لإيصال الإغاثة بانتظام لضمان حصول السكان على الغذاء الكافي لهم ولعائلاتهم'.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عناصر النظام والمسلحين الموالين له زرعوا منذ أيلول/سبتمبر 'الغاما في محيط مضايا، وفصلوها عن المناطق القريبة منها بالأسلاك الشائكة لمنع أي عملية تسلل منها وإليها'.

وأسفر الحصار المفروض على مضايا، بحسب المرصد، عن وفاة '23 شخصاً بينهم أطفال ونساء، قضى عشرة بينهم بسبب النقص في المواد الغذائية، وآخرون جراء الألغام أو إصابتهم برصاص قناصة أثناء محاولاتهم تأمين الغذاء أو جمع أعشاب عند أطراف المدينة'.

التعليقات