تنديد باستخدام سورية وروسيا أسلحة حارقة ضد المدنيين

"هيومن رايتس ووتش" تصف استخدام الأسلحة الحارقة بأنه "مشين"، وتؤكد وجود أدلة دامغة بحوزتها على استخدام هذه الأسلحة المحظورة، ووثقت منذ 2012 استخدام أربعة أنواع منها

تنديد باستخدام سورية وروسيا أسلحة حارقة ضد المدنيين

قنابل فوسفورية تسقط على حلب

نددت منظمة 'هيومن رايتس ووتش' اليوم، الثلاثاء، باستخدام الطائرات الحربية السورية والروسية وبشكل متكرر أسلحة حارقة ضد المدنيين في محافظتي حلب وإدلب في شمال وشمال غرب سورية، واصفة هذه الهجمات بـ'المشينة'.

وتحدثت المنظمة في تقريرها عن 'أدلة دامغة على أن طائرات الحكومة الروسية تُستخدم لإطلاق أسلحة حارقة أو على الأقل تشارك مع طائرات الحكومة السورية في هجمات بالأسلحة الحارقة'، مشيرة إلى ازدياد هذه الهجمات 'بشكل كبير' منذ بدء روسيا حملة جوية في سورية في 30 أيلول/سبتمبر الماضي.

ووثقت المنظمة 'استخدام أسلحة حارقة لـ18 مرة على الأقل خلال الأسابيع الست الماضية'، بينها هجمات على مناطق تحت سيطرة الفصائل المعارضة في مدينتي حلب وإدلب في السابع من الشهر الحالي.

واعتبرت أنه 'على الحكومة السورية وروسيا أن توقفا بشكل فوري الهجمات بالأسلحة الحارقة ضد المناطق المأهولة بالمدنيين'. ووصفت استخدامها بأنه 'مشين' وأنه 'يظهر الفشل الذريع في الالتزام بالقانون الدولي الذي يقيد (استخدام) الأسلحة الحارقة'.

لقطة تظهر قنابل عنقودية محظورة محملة على إحدى الطائرات الحربية الروسية.

وتتسبب الأسلحة الحارقة بعد إلقائها من الطائرات إشعال حرائق كما بحروق مؤلمة لمن يتعرض لها، يمكن أن تصيب العظام والجهاز التنفسي.

وتم استخدام هذه الأسلحة بشكل واسع في حرب فيتنام، من ثم جرى تقييد استخدامها بموجب اتفاقية حظر أو تقييد استعمال أسلحة تقليدية معينة.

ونقلت المنظمة في تقريرها عن محمد تاج الدين عثمان، الذي زودها بصور عن الهجوم من مدينة إدلب، قوله إنه 'رأيت بوضوح ألسنة النيران تستعر. خلال عشر دقائق كان هناك المزيد من الضربات. النيران لا تصدق، حولت الليل إلى نهار'.

وقال أحد متطوعي الدفاع المدني للمنظمة إنه 'أتت النيران على كل شيء، المنازل والسيارات وخزانات النفط وحتى العشب'.

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان من جهته رصد إلقاء الطائرات الروسية قنابل تحتوي مادة 'الثرميت' خلال الأسابيع الأخيرة على مناطق عدة في محافظات حلب وإدلب ودير الزور والرقة.

واتهم ناشطون معارضون الأسبوع الماضي قوات النظام بإلقاء مادة النبالم الحارقة على مدينة داريا المحاصرة من قوات النظام في ريف دمشق.

وروسيا من الدول الموقعة على بروتوكول الأسلحة الحارقة، وأقرت في رسالة وجهتها إلى منظمة 'هيومن رايتس ووتش' في تشرين الثاني/نوفمبر 2015 بـ'أضرار إنسانية بالغة' سببتها الأسلحة الحارقة في سورية، والتي قالت إنها ناجمة عن 'استخدام غير سليم'، وفق المنظمة.

ووثقت المنظمة الحقوقية منذ العام 2012 استخدام أربعة أنواع من الأسلحة الحارقة في سورية، مصنعة كلها في الاتحاد السوفياتي سابقا.

قصف عيادات ومستشفيات 

قالت لجنة الأمم المتحدة المستقلة للتحقيق في سورية، إنه تم قصف 25 مستشفى وعيادة في حلب السورية، منذ بداية العام الجاري، مضيفة أن الوضع الأمني للمدنيين في المنطقة وبينهم 100 ألف طفل، مثير للقلق.

وقال بيان أصدرته اللجنة اليوم الثلاثاء، إن اشتداد الاشتباكات شرقي حلب، خلال الأسابيع الماضية، جعل الوضع الأمني للمدنيين في المنطقة، وبينهم 100 ألف طفل، مثير للقلق البالغ.

ووصف البيان الوضع في حلب بالخطير، قائلا إن قوات النظام السوري والقوات الداعمة له، تقوم بقصف حلب، ما يتسبب في سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين. واعتبر البيان أن هدف الهجمات هو إحكام الحصار على المدينة، وتطبيق استراتيجية 'الاستسلام أو التجويع'، للسيطرة عليها.

وأشار البيان إلى تعرض 25 مستشفى وعيادة في حلب، للقصف الجوي منذ بداية العام الجاري، وإلى معاناة أكثر من مليوني شخص مقيم في حلب، من صعوبة الوصول لمياه الشرب.

وأكد البيان على ضرورة إنشاء ممر للمساعدات الإنسانية، ولإجلاء المدنيين في حلب، بشكل يتلاءم مع المعايير الإنسانية. ودعا البيان إلى عودة المفاوضات السياسية من أجل إرساء السلام في سورية.

بدوره اعتبر رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بيتر مورير، أن حلب تشهد أكثر حروب المدن إيلاما في العصر الحديث.

اقرأ/ي أيضًا | حلب: قصف روسي بقنابل فوسفورية

وقال مورير في بيان صادر عنه إنه لا يوجد شخص ولا مكان آمن في حلب، حيث تستهدف المستشفيات والمدارس والمنازل، ويشعر السكان بالخوف، ويعيش الأطفال في حالة صدمة، مؤكدا أن حجم المعاناة هائل، وأن الوضوع في حلب يتجه نحو الأسوأ.

التعليقات