3 معوقات أمام وقف إطلاق النار في سورية

يواجه وقف إطلاق النار المعقد، الذي اتفقت عليه روسيا والولايات المتحدة الأميركيّة في سورية، فجر اليوم، السبت، العديد من التحديات، بينها انعدام الثقة بين فصائل المعارضة السورية والنظام، وشبكة الأطراف الضالعة في الحرب المدمرة.

3 معوقات أمام وقف إطلاق النار في سورية

كيري ولافروف (أ.ب)

يواجه وقف إطلاق النار المعقد، الذي اتفقت عليه روسيا والولايات المتحدة الأميركيّة في سورية، فجر اليوم، السبت، العديد من التحديات، بينها انعدام الثقة بين فصائل المعارضة السورية والنظام، وشبكة الأطراف الضالعة في الحرب المدمرة.

>> سنوات من انعدام الثقة

وقد يكون أبرز العوائق أمام تطبيق الاتفاق، هو انعدام الثقة العميق بين قوات النظام السوري والفصائل المعارضة.

فبعد خمس سنوات من الحرب الطاحنة، يشكك كل طرف في استعداد الطرف الآخر في الالتزام بوقف إطلاق النار، لا سيما في ظل فشل اتفاقات هدنة وتهدئة سابقة عديدة، كان آخرها في شباط/فبراير الماضي، بعد أن تم بوساطة واشنطن وموسكو.

وأدت الهدنة، آنذاك، إلى انخفاض العنف على الجبهات الرئيسية، لكنها انهارت بعد أسابيع. واستؤنفت عمليات القصف العشوائية اليومية على المدنيين، خصوصًا في مدينة حلب، شماليّ سورية.

وحذّر الباحث في معهد الشرق الأوسط، تشارلز ليستر، من أن المسلحين "لا يثقون كثيرًا في صمود وقف إطلاق النار على المدى الطويل".

من ناحية أخرى، شكّكت الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة السورية، اليوم، السبت، بالتزام الهدنة بدون ضغط روسي.

وصرحت العضو في الهيئة التي تشمل أبرز ممثلي المعارضة والفصائل المقاتلة في سورية، بسمة قضماني، "ننتظر أن تقنع روسيا النظام بضرورة الالتزام بالاتفاق، ولا نتوقع أنأنا يقوم النظام بذلك بملء إرادته".

وقالت "نحن لا نعول على النظام إطلاقًا" بل "نعول فقط على روسيا التي في يدها كل الأوراق".

>> تحالف المعارضة مع النصرة

ويتعين في إطار الاتفاق على فصائل المعارضة الانفصال عن جبهة "فتح الشام" الإسلامية القوية، التي كانت تعرف حتى وقت قريب باسم "جبهة النصرة"، قبل أن تعن عن "فك ارتباطها" بتنظيم القاعدة.

وفي مواجهة النظام، وحّدت الفصائل المقاتلة والإسلامية صفوفها مع "فتح الشام"، خصوصًا في محافظتي إدلب وحلب الشماليتين.

وقالت قضماني إن الفصائل المسلحة أُجبرت على التحالف مع مقاتلي النصرة بسبب استخدام النظام أسلوب الحصار، إلا أنها ستنفصل عن هذا التحالف في حال صمدت الهدنة.

وأضافت "الجماعات المعتدلة ستعيد ترتيب صفوفها وتنفصل عن الجماعات المتطرفة. وسنقوم بدورنا"، في حين قال ليستر إن المسلحين لم يشيروا إلى استعدادهم الانفصال عن التحالف الذي يعتبرونه "ضرورة عسكرية".

وأضاف أن "القيام بذلك يعني بالنسبة لهم التخلي عن مناطق لصالح النظام، سيكون من الصعب تغيير هذا التفكير".

>> شبكة من الأطراف الضالعة

وأدّت الحرب السورية إلى تقسيم البلاد إلى مناطق تسيطر عليها قوى متقاتلة هي: النظام، والفصائل المعارضة، والأكراد، والدولة الإسلامية (داعش).

كما أنها جرّت إليها عددًا من القوى الإقليمية والدوليّة، وقفت إلى جانب هذا أو ذاك من أطراف النزاع.

ولم يصدر بعد رد فعل من إيران، المؤيد الرئيسي والثابت لنظام الأسد، في مقابل ترحيب تركيا، التي تعد الداعم الأبرز والأقوى لقوى المعارضة السوريّة.

وقال ليستر "في النهاية، يمكنني أن أقول إننا نحتاج إلى موافقة إيران العلنية بقدر حاجتنا إلى موافقة أي طرف آخر".

وعند إعلانه عن الاتفاق، أقرّ لافروف بوجود "العديد من الأطراف المعنية من داخل وخارج سورية، وأن ذلك كله بالطبع لا يساعد". وقال كيري إن الأزمة السورية "معقدة لأسباب نعرفها جميعا - عدد الأطراف الضالعة فيها والتي لها أجندات مختلفة، والجروح التي تركتها سنوات القتال، والانقسامات الأيديولوجية والطائفية، ومناطق الحرب في المدن والضواحي، ووحشية المتطرفين، والأفعال التي لا تساعد التي تقوم بها بعض القوى الخارجية".

التعليقات