النظام وروسيا يستبقان الهدنة بمجازر في حلب وإدلب

قتل 24 شخصًا في غارات جوية على سوق ومناطق في مدينة إدلب، التي تسيطر عليها فصائل المعارضة المسلحة، شمال غربيّ سورية، اليوم السبت، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، وذلك غداة اتفاق واشنطن وموسكو على هدنة.

النظام وروسيا يستبقان الهدنة بمجازر في حلب وإدلب

تقدم للنظام في حلب ترافقه مجازر ضد المدنيين (رويترز)

قتل 24 شخصًا في غارات جوية على سوق ومناطق في مدينة إدلب، التي تسيطر عليها فصائل المعارضة المسلحة، شمال غربيّ سورية، اليوم السبت، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، وذلك غداة اتفاق واشنطن وموسكو على هدنة.

ولم تتضح على الفور الجهة التي شنت الغارات التي أصابت، كذلك، أحياء في إدلب وأدت إلى إصابة 90 شخصًا آخرين، بحسب المرصد.

ولم يؤكد المصدر عدد المدنيين من القتلى، وقال إن جثثهم 'تفحّمت' نتيجة القصف.

وشاهد مصور وكالة فرانس برس في إدلب رجالًا يقفون فوق الأنقاض ويحاولون إجلاء الجرحى والسكان والأطفال الذين غطّاهم غبار مبنى منهار.

وحاول آخرون رفع شخص غطته الدماء بعد سقوطه أرضًا، بينما اندلع حريق في سوق مجاورة للملابس، بينما سار رجل مصاب في رأسه ممسكًا بيد طفل بدون حذاء.

ودمّرت الغارات العديد من المتاجر والسيارات.

ومنذ ربيع 2015، تخضع معظم مناطق محافظة إدلب لسيطرة 'جيش الفتح'، أبرز تحالف لفصائل معارضة وإسلامية في سورية، والذي يتعرض إلى قصف متكرر من قوات النظام السوري.

وأعلن وزيرا الخارجية الأميركي، جون كيري، والروسي، سيرغي لافروف، فجر السبت، هدنة في سورية تبدأ الإثنين، أول أيام عيد الأضحى المبارك.

>> النظام يوافق على الهدنة

من جهتها، وافقت الحكومة السورية على اتفاق الهدنة الأميركي الروسي، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء السورية الرسميّة، سانا، عن 'مصادر مطلعة' لم تسمّها، مساء اليوم، السبت.

خارطة السيطرة العسكرية في حلب (أ.ف.ب)
خارطة السيطرة العسكرية في حلب (أ.ف.ب)

وقالت المصادر إن 'أحد أهداف الاتفاق الروسي الأمريكي هو التوصل إلى حلول سياسية للأزمة في سورية'، مضيفة أن 'الحكومة السورية وافقت على الاتفاق'.

>> حذر في المعارضة

وفي مقابل الاندفاع النظامي لتطبيق الهدنة الأميركيّة الروسيّة، ردت المعارضة السورية بحذر على الاتفاق الذي يمكن أن يؤدي إلى تعاون عسكري غير مسبوق بين روسيا وأميركا ضد النصرة وداعش.

فقد أعربت بسمة قضماني، من الهيئة العليا للمفاوضات، التي تضم أبرز مكونات المعارضة والفصائل المقاتلة في سورية، أن يشكل الاتفاق 'بداية نهاية معاناة المدنيين'.

>> نزع الأسلحة من محور أساسي في حلب

وأعلن لافروف، مساء الجمعة، أن موسكو 'أطلعت الحكومة السورية على الاتفاق'، وأن الاخيرة 'مستعدة لتطبيقه'.

وأعرب كيري عن الأمل في أن يتيح الاتفاق 'خفض العنف' وفتح الطريق أمام 'سلام عن طريق التفاوض وانتقال سياسي في سورية'.

وتسعى القوتان العظمتان إلى إحياء خطة للسلام أقرتها الأسرة الدولية في نهاية 2015، وتشمل وقفًا دائمًا لإطلاق النار وتقديم مساعدات إنسانية وإقرار عملية انتقال سياسي بين النظام السوري والمعارضة.

ويتناول الاتفاق الروسي الأميركي في إحدى نقاطه مدينة حلب، التي تشهد وضعا إنسانيًا مروعًا وتسيطر قوات النظام على أحيائها الغربية في حين يسيطر المعارضون على أحيائها الشرقية، التي شهدت، اليوم السبت، غارات جوية أسفرت عن أربعة قتلى.

وينص الاتفاق على 'نزع الأسلحة' من طريق الكاستيلو شمال حلب، والتي كانت المعارضة تستخدمها للتموين، قبل أن تسيطر عليها قوات النظام في 17 تموز/يوليو وتحاصر مواقع المعارضة.

الدمار في حلب (أ.ب)
الصورة الأشهر للدمار في حلب عام 2012 (أ.ب)

كما ينص الاتفاق على أن يتم نقل المساعدات الغذائية عبر هذه الطريق.

ورحّب بالاتفاق كل من بريطانيا والاتحاد الأوروبي وتركيا، التي بدأت تدخلًا عسكريًا غير مسبوق في سورية منذ أواخر آب/أغسطس ضد المقاتلين الأكراد وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، تحت عنوان 'درع الفرات'.

وخلف النزاع في سورية أكثر من 290 ألف قتيل وتسبب بتشريد الملايين، بينهم مئات الآلاف يعيشون في مدن محاصرة في ظروف مزرية.

ومن هؤلاء أكثر من 250 ألف طفل بحسب منظمة 'سيف ذي تشيلدرن'، التي قالت في هذا الصدد 'لا يمكن أن نتخلى عنهم. على القوى الكبرى أن تمارس أكبر قدر من الضغط على أطراف النزاع لتامين إيصال المساعدات' الإنسانية إلى هؤلاء الأطفال 'بشكل فوري'.

التعليقات