مجلس الأمن: موسكو تعرقل وواشنطن تهدد بالتحرك منفردة في سورية

هجوم كيماوي استهدف، الثلاثاء، بلدة خان شيخون بمحافظة إدلب في شمال غرب سورية، وقتل مئة شخص وخلفت 400 شخص آخرين يعانون من مشكلات في التنفس

مجلس الأمن: موسكو تعرقل وواشنطن تهدد بالتحرك منفردة في سورية

مجلس الأمن، اليوم (أ ف ب)

لم يشذّ مجلس الأمن عن جلساته السابقة بخصوص الأوضاع في سورية غداة مجزرة أودت بحياة قرابة 150 ضحية وفق أحدث حصيلة، إلا في ما يتعلّق بالنبرة الأميركيّة التي هدّدت بالتحرك 'منفردة' في سورية إذا استمر 'الإخفاق المتواصل'، على حد ما جاء على لسان المندوبة الأميركية، نيكي هايلي.

روسيًا، رفض مندوب موسكو في مجلس الأمن مشروع القرار الذي قدمته 3 دول غربية بشأن تشكيل لجنة تابعة للأمم المتحدة للتحقيق في الهجوم الكيماوي على مدينة خان شيخون بريف إدلب أمس الثلاثاء، وأدى إلى سقوط نحو 150 قتيلًا وإصابة 400 آخرين معظمهم من الأطفال والنساء.

واستبقت الخارجية الروسية افتتاح الجلسة الطارئة لمجلس الأمن، بتوزيع رسالة قالت فيها إن بلادها 'تعارض مشروع قرار للأمم المتحدة يدين هجوم كيماوي أمس في إدلب'.

ونقلت وكالة 'إنترفاكس' عن مصدر وصفته بالمقرب من الخارجية الروسية قوله إن 'الوضع الحالي (في مجلس الأمن) ليس إلا استفزاز'، ومشروع القرار المقدم من قبل فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا يعتبر 'غير مقبول بصيغته الراهنة'.

أميركيًا، وفي الجلسة ذاتها، قالت مندوبة واشنطن الدائمة لدى الأمم المتحدة، نيكي هايلي، إن 'الإخفاق المتواصل لمجلس الأمن الدولي إزاء سورية سيجبرنا على التحرك بشكل منفرد'، دون توضيح طبيعة التحرك الذي تقصده.

وأشارت هايلي إلى أن 'عدم تحمل روسيا لمسؤولياتها' تجاه ما يحدث في سورية أدّى إلى استمرار استحواذ رئيس النظام السوري، بشار الأسد، على أسلحة كيميائية 'واستخدامها ضد المدنيين' في بلاده.

وأضافت السفيرة الأميركية 'لو أن روسيا تحملت مسؤوليتها بشكل كامل لما كانت هناك أسلحة كيمائية في سورية الآن... وتقول روسيا إن لديها تأثير على سورية ونحن نود أن نرى هذا التأثير الآن'.

واعتبرت السفيرة الأميركية، التي تتولي بلادها الرئاسة الدورية لأعمال مجلس الأمن الدولي للشهر الجاري، أن حديث المسؤولين الروس عن 'صور مفبركة وتقارير مزيفة بشأن مجزرة خان شيخون أمس هو تكرار لنفس الروايات المغلوطة التي تستخدمها روسيا لإبعاد الأنظار عن نظام بشار الأسد'.

وتابعت 'كم عدد الأطفال الذين يجب أن يموتوا حتى تتحرك روسيا؟ إن الأسد وروسيا وإيران ليس لديهم أي اهتمام بتحقيق السلام في سورية، وها هو الأسد يستخدم الأسلحة الكيمائية ضد شعبه، والإنسانية بالنسبة له لا تعني أي شيء على الإطلاق'.

وفي وقت سابق، أكدت لجنة التحقيق في الأمم المتحدة حول حقوق الإنسان في سورية والموفد الأممي إلى هذا البلد ستافان دي ميستورا أن ما حصل 'هجوم كيماوي'.

وأكد دي ميستورا من بروكسل أن الأمم المتحدة ستسعى إلى 'تحديد المسؤوليات بوضوح' و'محاسبة' مرتكبي الهجوم، فيما أعلنت لجنة التحقيق أنها 'تحقق حاليا' في الهجوم الكيماوي.

ونقلت مصادر إعلامية روسية عن المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، اليوم الأربعاء، قولها إن الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى، ألقت بمشروع قرار في مجلس الأمن الدولي حول سوريا، بناءًا على معلومات كاذبة'.

ولجأت موسكو وبكين في شباط/فبراير، إلى الفيتو ضد مشروع قرار دولي يفرض عقوبات على دمشق التي سبق أن اتهمت بشن هجوم كيماوي على قرى سورية العامين 2014 و2015.

التعليقات