قصف الشعيرات: تأديب أم بداية لعمل عسكري؟

​قد يقنع الهجوم الصاروخي الأميركي على قاعدة جوية سورية رئيس النظام السوري، بشار الأسد، بأن يكون أكثر حذرا فيما يتعلق ببعض أساليبه، إلا أنه لن يردعه أو يردع حلفاءه عن المضي قدما في حملة عسكرية واسعة النطاق لسحق المعارضة.

قصف الشعيرات: تأديب أم بداية لعمل عسكري؟

صورة نشرتها البحرية الأمريكية لإطلاق صاروخ توماهوك من المدمرة "يو اس اس بورتر" (أ.ف.ب)

قد يقنع الهجوم الصاروخي الأميركي على قاعدة جوية سورية رئيس النظام السوري، بشار الأسد، بأن يكون أكثر حذرا فيما يتعلق ببعض أساليبه، إلا أنه لن يردعه أو يردع حلفاءه عن المضي قدما في حملة عسكرية واسعة النطاق لسحق المعارضة.

وهذه هي المرة الأولى التي تستهدف فيها واشنطن بشكل مباشر مواقع لنظام الأسد منذ ست سنوات، ودفعت إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إلى الإعلان عن أن واشنطن ما زالت تريد إبعاد الأسد عن السلطة.

لكن الهجوم بصواريخ توماهوك كان محدودا لدرجة أنه سيعزز وجهة نظر دمشق مع حلفائها بأن الولايات المتحدة ليست أكثر حرصا الآن عن ذي قبل في الإقدام على إجراء قوي يتعين اتخاذه لهزيمته.

وقال أستاذ تاريخ الشرق الأوسط بجامعة ترينتي والباحث في الشأن السوري، ديفيد ليش، إن "الأسد يدرك الآن أن هناك خطا أحمر فيما يتعلق باستخدام الأسلحة الكيماوية. ولكني أعتقد على الأرجح أنه ينظر أيضا (للضربة الأميركية) على أنها ضربة على المعصم للتأنيب".

,وتابع أن "على الأسد أن يعيد تقييم الموقف دون تغيير جذري لتوجهه العسكري الذي ينتهجه منذ التدخل الروسي... أعتقد بحق أنه لا يشعر اليوم بأن الوضع سيء للغاية إذا كان هذا هو حجم ما ستفعله الولايات المتحدة".

وينفي النظام السوري شن الهجوم الكيماوي الذي أثار الرد الأميركي. وكان الهجوم على مدينة خان شيخون في محافظة إدلب الواقعة تحت سيطرة المعارضة قرب الحدود التركية أسقط 100 قتيلا على الأقل بينهم 55 طفلا.

ورد الأسد بتحد متوعدا بتصعيد جهوده للقضاء على المعارضين الذين يصفهم بالإرهابيين.

وقال مركز قيادة مشترك يمثل حلفاء الأسد الروس والإيرانيين وميليشيات موالية لهم إن الهجوم الأميركي لن يدفعهم إلا لمضاعفة دعمهم للنظام السوري.

واستمرت الضربات الجوية دون توقف منذ الهجوم الأميركي فجر الجمعة. وتشير تقارير إلى مقتل 18 شخصا في غارة واحدة في إدلب يوم السبت. ورغم الأضرار التي لحقت بها إلا أن قاعدة الشعيرات الجوية قرب حمص ما زالت تعمل جزئيا وتقلع منها الطائرات.

وقال مصدر عسكري في القوات التي تقاتل دعما للنظام إن القاعدة الجوية أخليت بشكل كبير قبل الضربات الأميركية، بعد أن حذرت واشنطن موسكو مسبقا والتي أبلغت بدورها النظام السوري.

ووصف حليف آخر كبير للأسد في المنطقة الهجوم الأميركي بأنه "ضربة محدودة" انتهت سريعا، مضيفا أنه لا يبدو أن الإطاحة بالأسد من أولويات ترامب. وقال "ليست هناك سياسة أميركية واضحة بشأن سورية".

ورغم أن الهجوم أوضح أنه لا يمكن توقع ما قد يقوم به ترامب، إلا أن مسؤولا ثالثا في التحالف الموالي للأسد لا يرى بعد تحولا كبيرا في التوجه الأميركي.

"هل هذا تغيير استراتيجي عند الأميركي؟ هل يريدون أن يدخلوا بمشكلة كبيرة مع الروسي؟ في النهاية الروسي هو الذي يمسك الوضع في سورية.. أنا لا أعتقد أن ذلك تغييرا استراتيجيا".

التعليقات