العفو الدولية: المدنيون في الرقة تحت القذائف من كل الجهات

"مع اشتداد المعركة للاستيلاء على الرقة من الدولة الإسلامية، يحاصَر آلاف المدنيين وسط حالة من التيه القاتل، حيث تنهال عليهم القذائف من جميع الجهات"

العفو الدولية: المدنيون في الرقة تحت القذائف من كل الجهات

طفل نازح من الرقة (أ ف ب)

قالت منظمة العفو الدولية، صباح اليوم الخميس، في تحذير إن المدنيين في مدينة الرقة السورية يتعرضون لنيران القذائف من جميع الجهات، مشيرة إلى أنهم عالقون تحت وابل نيران القتال بين قوات سورية الديمقراطية (قسد) وبين تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

وقالت كبيرة المستشارين لمواجهة الأزمات في منظمة العفو الدولية، دوناتيلا روفيرا، في بيان "مع اشتداد المعركة للاستيلاء على الرقة من الدولة الإسلامية، يحاصَر آلاف المدنيين وسط حالة من التيه القاتل، حيث تنهال عليهم القذائف من جميع الجهات".

ودفعت المعارك داخل مدينة الرقة عشرات آلاف المدنيين إلى الفرار. وتقدر الأمم المتحدة أن نحو 25 ألفا لا يزالون محاصرين داخل المدينة.

وأضافت روفيرا "يتعين على قوات سورية الديموقراطية وقوات الولايات المتحدة، التي تعرف أن تنظيم الدولة يستخدم المدنيين كدروع بشرية، مضاعفة جهودها لحماية المدنيين"، مشددة على ضرورة "تجنب الهجمات غير المتناسبة والقصف العشوائي، وفتح طرق آمنة لهم للابتعاد عن نيران القصف".

وترتفع حصيلة القتلى المدنيين في المدينة مع اشتداد القتال فيها. وقد وثق المرصد السوري لحقوق الانسان مقتل 167 مدنيا، بينهم نحو 60 طفلا، منذ الرابع عشر من آب/أغسطس في غارات التحالف الدولي على أحياء لا تزال تحت سيطرة داعش.

وانتقدت منظمة العفو الدولية أساليب التحقيق التي يعتمدها التحالف الدولي حول سقوط الضحايا المدنيين، مشيرة إلى أن تحقيقاته لا تتضمن زيارات ميدانية أو مقابلات مع شهود.

وأوضحت أن "الاعتماد على منهجية محدودة تؤدي بالتحالف إلى اعتبار تقارير كثيرة فاقدة للمصداقية أو غير حاسمة"، ما يدفعه إلى القول إن المدنيين لا يمثلون "سوى 0.31 في المئة" من قتلى غاراته.

وبالإضافة إلى الغارات الجوية، يواجه المدنيون العالقون في الرقة خطر القذائف المدفعية التي تتساقط على الأحياء المكتظة بالسكان التي لا تزال تحت سيطرة عناصر داعش.

ووثقت منظمة العفو الدولية مقتل 12 شخصا، على الأقل، بينهم طفل نتيجة عشرات القذائف التي استهدفت منطقة سكنية في حي الدرعية في غرب المدينة.

ونقلت عن شاهد قوله "كانت القذائف تنهال على البيوت، واحداً تلو الآخر. كان الوضع لا يوصف، بدا كأنه نهاية العالم".

ودعت منظمة العفو الدولية إلى وضع آلية تحقيق مستقلة وحيادية للتدقيق في التقارير حول القتلى المدنيين.

ويحاول المدنيون يوميا الفرار من الرقة، لكنهم يواجهون مخاطر عدة ناتجة من نيران الاشتباكات والقصف، إضافة إلى قناصة تنظيم الدولة الإسلامية والألغام التي زرعها عناصر التنظيم في الشوارع.

ويعمد تنظيم الدولة الإسلامية الى استخدام المدنيين "دروعاً بشرية" ويمنعهم من الهرب.

ونقلت منظمة العفو الدولية عن محمود، أحد سكان منطقة الدرعية الذين تمكنوا من الفرار، "كان الوضع رهيباً... لم يسمح لنا داعش بالمغادرة. ولم يكن لدينا طعام، ولا كهرباء، وكان القناصون يحاصروننا".

وخلصت دوناتيلا روفيرا "يواجه المحاصرون في الرقة وحشية مروعة على أيدي تنظيم الدولة، وليس ثمة شك في ذلك"، مضيفة "لكن الانتهاكات التي يقترفها تنظيم الدولة لا تقلل من الالتزامات القانونية الدولية لأطراف القتال الأخرى في أن تحمي المدنيين".

وإلى جانب معاناة سكان الرقة، يتعرض مدنيون في مخيمات موقتة في جنوب المدينة لقصف بالذخائر والقنابل العنقودية من جانب قوات النظام السوري وحليفتها روسيا، بحسب ما نقلت منظمة العفو عن ناجين وشهود.

التعليقات