تصاعد التوتر بين الأسد وأكراد سورية وتبادل الاتهامات بالخيانة

في معرض ردها على الأسد، اعتبرت قوات سورية الديموقراطية أيضا أن النظام "هو بذاته أحد تعاريف الخيانة التي إن لم يتصد لها السوريون، سيؤدي بالبلاد إلى التقسيم وهو ما لن تسمح به قواتنا بأي شكل من الأشكال".

تصاعد التوتر بين الأسد وأكراد سورية وتبادل الاتهامات بالخيانة

(أ.ف.ب.)

تبادل الرئيس النظام السوري بشار الأسد الاتهامات بـ"الخيانة" مع قوات سورية الديموقراطية ذات الغالبية الكردية، للمرة الأولى منذ بدء الحرب في سورية عام 2011، ما قد ينذر باندلاع اشتباكات بين الأكراد وقوات النظام.

وطول سنوات النزاع السبع تقريبا نجح الأكراد والنظام عمليا في تجنب الاصطدامات باستثناء مواجهات محدودة. إلا أن المعروف إن هذه الإلية الكردية التي لا تشكل سوى 15 بالمئة من السكان، كانت تعاني قبل اندلاع الحرب من القمع طيلة عقود من الزمن خلال حكم عائلة الأسد.

وبشار الأسد كان البادئ باتهام المليشيات الكردية السورية بـ"الخيانة" وبتلقي الدعم من الأميركيين، مع العلم أن الأكراد كان لهم دور كبير في محاربة تنظيم "داعش" مدعومين من طيران التحالف الدولي وخاصة من الولايات المتحدة.

ونجحت المليشيات الكردية المنضوية في إطار قوات سورية الديموقراطية في طرد التنظيم من العديد من المدن خصوصا من مدينة الرقة، من دون التنسيق مع قوات النظام التي كانت تقاتل بدعم من القوات الروسية وإيران وحزب الله.

ومما قاله الأسد حسب ما نقلت عنه الرئاسة السورية عبر مواقع التواصل الاجتماعي "كل من يعمل لصالح الأجنبي، خصوصاً الآن تحت القيادة الأميركية (...) وضد جيشه وضد شعبه هو خائن، بكل بساطة".

وتابع الأسد بعد أن التقى وفدا روسيا رفيعا "هذا هو تقييمنا لتلك المجموعات التي تعمل لصالح الأميركيين".

وجاء رد قوات سورية الديموقراطية بعد ساعات قليلة على كلام الأسد. وقالت في بيان "نعتقد أن بشار الأسد وما تبقى من نظام حكمه هم آخر من يحق لهم الحديث عن الخيانة وتجلياتها".

وأضافت "هذا النظام هو من فتح أبواب البلاد على مصراعيها أمام جحافل الإرهاب الأجنبي التي جاءت من كل أصقاع الأرض، كما أنه هو بالذات الذي أطلق كل الإرهابيين من سجونه ليوغلوا في دماء السوريين".

ولطالما اتهمت المعارضة السورية النظام السوري عند اندلاع النزاع في العام 2011 بإطلاق معتقلين متشددين وتسهيل دخول مقاتلين عبر الحدود، لتشويه صورة الاحتجاجات التي بدأت سلمية ضد النظام قبل أن يتم قمعها بالقوة وتتحول تدريجياً إلى مواجهات مسلحة مع تصاعد نفوذ التنظيمات المسلحة.

وفي معرض ردها على الأسد، اعتبرت قوات سورية الديموقراطية أيضا أن النظام "هو بذاته أحد تعاريف الخيانة التي إن لم يتصد لها السوريون، سيؤدي بالبلاد إلى التقسيم وهو ما لن تسمح به قواتنا بأي شكل من الأشكال".

وبعد سياسة تهميش اتبعتها الحكومات السورية ضدهم طوال عقود، تصاعد نفوذ الأكراد بدءاً من العام 2012. وعملوا على تمكين "إدارتهم الذاتية" في مناطق سيطرتهم في شمال وشمال شرق البلاد، فأعلنوا "النظام الفدرالي" وبنوا المؤسسات على أنواعها وأجروا انتخابات لمجالسهم المحلية.

ولطالما أعربت دمشق عن رفضها دعم واشنطن المقاتلين الأكراد، مؤكدة نيتها استعادة السيطرة على كافة أراضي البلاد. إلا أن وزير الخارجية السورية وليد المعلم أعرب في وقت سابق عن استعداد دمشق الحوار مع الاكراد حول اقامة "ادارة ذاتية".

ولا تزال قوات سورية الديموقراطية تواصل قتال التنظيم الجهادي في شرق محافظة دير الزور، في حين تقاتل قوات النظام ايضا تنظيم "داعش" في المنطقة نفسها، ولكن من دون تنسيق بين الطرفين.

وساهم التدخل العسكري الروسي إلى جانب قوات النظام عام 2015 في تمكينها من تحقيق انجازات عسكرية ضد الفصائل المعارضة والتنظيمات على حد سواء.

وباتت قوات النظام تسيطر اليوم على 55% من الأراضي السورية مقابل 28% للأكراد.

وكان الأكراد أعربوا عن مخاوفهم قبل فترة قصيرة من احتمال تعرضهم لهجوم من القوات النظامية السورية، وكذلك من قبل الجيش التركي.

وتعتبر أنقرة وحدات حماية الشعب الكردية مجموعة "إرهابية".

 

التعليقات