مآذن الغوطة تعلن الغارات وطبيبها يصف مأساتها بيوم القيامة

"يمر اليوم الثالث ولم ينم سكان الغوطة بعد، كما لم يعرفوا وجبة كاملة منذ ذات التاريخ" يقول الناشط تيم السيوفي وهو يتحدث لعرب 48 من الغوطة، تداهمه غارة وهو على الخط معنا، يقول "الراجمة تضرب دوما الآن".. وينقطع الاتصال

مآذن الغوطة تعلن الغارات وطبيبها يصف مأساتها بيوم القيامة

بعد ثلاثة أيام من القصف.. وأربع سنوات من الحصار..

"يمر اليوم الثالث ولم ينم سكان الغوطة بعد، كما لم يعرفوا وجبة كاملة منذ ذات التاريخ" يقول الناشط تيم السيوفي وهو يتحدث لعرب 48 من الغوطة الشرقية، تداهمه غارة وهو على الخط معنا، يقول "الراجمة تضرب دوما الآن".. وينقطع الاتصال.

لا يتوقف الطيران الحربي التابع للنظام السوري، مع سلاح الجو الروسي، عن التحليق في سماء مدن وبلدات الغوطة التي تقدر الأمم المتحدة عدد سكانها من المدنيين بحوالي 400 ألف، أطبق النظام الحصار عليهم منذ أربع سنوات، وسقط منهم في 72 ساعة أكثر من 322 مدنيا، بينهم 125 طفلاً حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

يعود الاتصال مع السيوفي "أكثر من 200 صاروخ معا، الراجمة تقصف بكثافة لم نعرفها طوال سنوات، علي أن احدثك عن وضع الجرحى والمصابين، نسجل اليوم أكثر من 4000 جريح، حالات بتر أطراف، ومرضى الفشل الكلوي، والأمراض المزمنة بلا أي مساعدة طبية منذ أيام".

كانت منظمة "أطباء بلا حدود" قد أعلنت أن ثلاثة عشر مركزا وعيادة طبية قد قصفت خلال يومين في الغوطة الشرقية، مشيرة إلى تردي الوضع الإنساني، ومحذرة مما هو أسوأ.

يسمعنا تيم صوت المؤذن وهو يلعن عن اقتراب الطيران الحربي من سماء دوما، داعيا السكان إلى الاحتماء والابتعاد عن الشوارع الرئيسية. "لا تزال مئات العائلات في ملاجئ أعدت على عجل يحتمي فيها المدنيون، تسكنها الرطوبة، وبلا أي مقومات للحياة، وطبعاً بلا أي طعام بعد أن قصفت حتى الأسواق في الأيام القليلة الماضية".

السجن الكبير

"يصرخ الرجل في الشوارع بعد الغارة، ينادون على سيارات الإسعاف القليلة، والتي لا تستطيع تخطي الركام للوصول إلى النقطة التي قصفت. يمر أب يحمل طفله المصاب، ويبحث عمن يقدم المساعدة له، لا يجد في أغلب الأحيان". مشهد يومي يقول السيوفي.

يصف السيوفي مدن وبلدات الغوطة بالسجن الكبير، فيما يصف الدكتور باسل الترك، واحد من آخر الأطباء الباقين في دوما، المشهد الحالي هناك بـ"علامات يوم القيامة".

يقول الترك إن المشافي لم تعد قادرة على استقبال المزيد من الجرحى والمصابين، ويضيف في رسالة، وجهها على عجل، إلى العجز شبه التام في الخدمات الطبية في مدن وبلدات الغوطة.

الترك قال في رسالته، إن عدد المصابين يعودون للمراكز الطبية بعد أيام قليلة من مغادرتها بعد أن أصيبوا بجروح جديدة، فيما تصل عائلات كاملة وقد تعرضت للإصابة، ويتحدث عن ثلاث سيدات حوامل، فقدن أجنتهن في ثلاثة أيام.

يضيف الترك في رسالته:

"طفلة في السادسة من عمرها أجرينا لها 4 عمليات لغاية اليوم تعاني من نزف شديد. ما أن رأتني صباح اليوم وبيدي قطعة حلوى حتى نسيت كل آلامها، واحتضنت قطعة حلوى لم تبصرها منذ أشهر، لكنها تقاسمتها مع أمها بجوارها.. واضطررنا لتأجيل جراحة اليوم لها، لنتركها تستمع بتلك القطعة.

التعليقات