مفاوضات منفصلة لإجلاء فصائل المعارضة والأسد يظهر في الغوطة

استأنفت قوات النظام السوري، هجومها البري، بعد ظهر اليوم الأحد، على الغوطة الشرقية المحاصر، وسط أنباء عن استهداف مدينة دوما بالغازات السامة، في حين عقدت اللجنة الأهلية من أهالي مدينة حرستا شرق دمشق، اتفاقًا مع النظام السوري

مفاوضات منفصلة لإجلاء فصائل المعارضة والأسد يظهر في الغوطة

(أ ب)

استأنفت قوات النظام السوري، هجومها البري، بعد ظهر اليوم الأحد، على الغوطة الشرقية المحاصر، وسط أنباء عن استهداف مدينة دوما بالغازات السامة، في حين عقدت اللجنة الأهلية من أهالي مدينة حرستا شرق دمشق، اتفاقًا مع النظام السوري، على نقل المسلحين وعائلاتهم إلى الشمال السوري، يوم الثلاثاء المقبل.

,تواصل القصف الجوي والصاروخي بشكل متصاعد ومكثف على القسم الشمالي من الغوطة الشرقية، بحسب ما أورد المرصد السوري لحقوق الإنسان، حيث رصد تنفيذ طائرات حربية أكثر من 17 غارة على أماكن في مدينة دوما الخاضعة لسيطرة "جيش الإسلام"، بالتزامن مع إلقاء الطيران المروحي مزيدًا من البراميل المتفجرة على مناطق في المدينة، بالتزامن مع قصف صاروخي بعشرات القذائف والصواريخ استهدفت المدينة وأطرافها.

وتسبب القصف المكثف على دوما بمقتل شخصين وإصابة آخرين بجراح متفاوتة، فيما نفذت طائرات حربية تابعة للنظام السوري، عدة غارات مساء اليوم على مناطق في مدينة حرستا، بالتزامن مع قصف صاروخي بأكثر من 35 صاروخ يعتقد أنه من نوع أرض – أرض أطلقته قوات النظام على المدينة، ما أسفر عن مقتل 4 أشخاصبينهم طفلين.

وعلى صعيد متصل، تتواصل الاشتباكات بوتيرة عنيفة على المحورين الشرقي والجنوبي لمدينة دوما، بين جيش الإسلام من جانب، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسات سورية وغير سورية من جانب آخر.

وقسمت القوات النظامية، الغوطة الشرقية إلى ثلاثة جيوب منفصلة أصغرها حرستا، في أحد أعنف الهجمات في الحرب المستمرة منذ أكثر من سبع سنوات.

وسعت حكومة نظام الأسد إلى إثارة الانقسام بين جماعات المعارضة التي تسيطر على مناطق مختلفة بالغوطة الشرقية. وقال مصدر بالمعارضة إن سياسة "فرق تسد" التي تنتهجها الحكومة، من خلال إجراء محادثات سرية مع مقاتلي المعارضة في كل منطقة بتطبيق درجات متفاوتة من الضغط العسكري، بدأت تؤتي ثمارها.

وقال المصدر دون إسهاب إن "تقدم الجيش في الأيام الأخيرة كثف الضغوط على الفصائل ويريد كل طرف الوصول إلى أفضل اتفاق ممكن".

ونقل "العربي الجديد" عن مصدر فضّل عدم ذكر اسمه إن لجنة من أهالي مدينة حرستا دخلت دمشق اليوم، من أجل الاتفاق على تفاصيل نقل مقاتلي حركة "أحرار الشام الإسلامية" وعائلاتهم إلى محافظتي إدلب وحلب شمالي سورية، بعد المهلة التي أعطتها قوات النظام من أجل الخروج أو التقدم العسكري.

وأضاف أن الاتفاق المبدئي ينص على دخول الحافلات إلى المدينة يوم الثلاثاء المقبل، على أن تنقل المرضى والجرحى أولاً، ومن ثم من يرغب من المدنيين وعائلات المقاتلين، ثم المقاتلين الرافضين تسليم أسلحتهم.

وكانت قوات النظام قد أمهلت قوات المعارضة الموجودة في المدينة أمس السبت، حتى الساعة الـ3 بعد ظهر اليوم من أجل القبول بالتهجير، أو دخول القوات عنوة.

ويسيطر على مدينة حرستا، فصيل "أحرار الشام" الذي يقدّر عدد عناصره بنحو 5 آلاف مقاتل، كلهم من أبناء الغوطة الشرقية ومدينة حرستا.

محادثات منفصلة

وفي سياق متصل، قالت جماعة فيلق الرحمن وهي جماعة المعارضة الرئيسية في المنطقة الجنوبية من الغوطة الشرقية، اليوم، الأحد، إنها تتفاوض مع وفد من الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار ودخول المساعدات وإجلاء الحالات الطبية العاجلة.

وقال المتحدث باسم فيلق الرحمن، وائل علوان، من مقره في إسطنبول، في تسجيل صوتي: "نقوم بترتيب مفاوضات جادة لضمان سلامة المدنيين وحمايتهم".

وأضاف أن "أهم النقاط التي يجري تأكيدها والتفاوض على إجراءاتها هي وقف إطلاق النار وتأمين المساعدات للمدنيين وإخراج الحالات المرضية والمصابين لتلقي العلاج خارج الغوطة بضمانات أممية". وذكر أن موضوع "الخروج" من الغوطة غير مطروح على الطاولة.

وتم إجلاء عدد من المرضى الذين تتطلب حالاتهم علاجا عاجلا من المنطقة الشمالية، ودخلت بعض المساعدات إلى هناك. لكن ذلك لم يحدث بعد في المنطقة الجنوبية.

ونقلت "رويترز" عن شخصيات مقربة من جماعتي المعارضة الرئيسيتين، فيلق الرحمن في الجنوب وجيش الإسلام في الشمال، إن ثمة مناقشات جارية لنقل مقاتلي فيلق الرحمن وجيش الإسلام إلى مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال وجنوب سورية على الترتيب.

الأسد يظهر في الغوطة

إلى ذلك، نشرت وسائل إعلام تابعة للنظام السوري، مساء اليوم، صوراً لرئيس النظام بشار الأسد، قالت إنها في غوطة العاصمة دمشق الشرقية.

وكان الأسد قد زار جبهتي الغوطة وحي جوبر مرتين في وقت سابق، أولاهما عام 2014، إلى حي جوبر، والثانية عام 2016 إلى بلدة مرج السلطان في الغوطة الشرقية.

وتأتي هذه الزيارة في ظل موجة القصف والتهجير التي تشهدها مدن وبلدات الغوطة الشرقية، المحاصرة منذ عام 2013، من قبل قوات النظام ومليشياتها.

ظروف صعبة

وفي سياق متصل، قال منسق الأمم المتحدة المقيم في سورية، علي الزعتري، لـ"رويترز"، اليوم، إنه يقدر أن نحو 25 ألفا غادروا الغوطة الشرقية خلال الأيام السبعة الماضية.

ويشق المدنيون طريقهم تجاه مواقع الجيش سيرا على الأقدام وهم يحملون أمتعتهم. وينقلون بعد ذلك إلى أحد ثلاثة مراكز استقبال.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن نحو 50 ألفا غادروا المنطقة الجنوبية في الأيام الثلاثة الماضية، وغادر آلاف، اليوم. وقالت وكالات أنباء روسية إن ما يربو على 73 ألفا غادروا الغوطة الشرقية حتى الآن منهم 25 ألفا غادروا اليوم، الأحد.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في بيان، صدر عنه الخميس الماضي، إن الظروف التي يتعرض لها الباقون في الغوطة الشرقية "صعبة".

وأضاف البيان أن "المواد الغذائية محدودة وتواترت تقارير عن أن حصة الخبز المفترض أن تستهلك في يوم واحد تستهلك خلال ما بين أسبوع وعشرة أيام"، وأشار إلى تزايد مخاطر انتقال الأمراض المعدية بسبب تدهور وضع الصرف الصحي.

وقال الزعتري إن الأمم المتحدة تأمل في دخول قافلة مساعدات ثانية تضم من 25 إلى 30 شاحنة إلى دوما في المنطقة الشمالية من الغوطة خلال اليومين المقبلين.

 

التعليقات