واشنطن تنسق مع دول أوروبية وإقليمية لعملية عسكرية بسورية

توقع الخبراء أن تركز الضربات الانتقامية، إذا وقعت، على منشآت مرتبطة بما ورد في تقارير سابقة عن هجمات بالأسلحة الكيماوية بسورية. وأشاروا إلى ضربات محتملة لقواعد تشمل قاعدة الضمير الجوية، التي توجد بها الطائرات الهليكوبتر السورية من طراز مي-8 .

واشنطن تنسق مع دول أوروبية وإقليمية لعملية عسكرية بسورية

(أ.ب.)

أعلن البيت الأبيض، اليوم الثلاثاء، أن رئيسي أميركا وفرنسا، دونالد ترامب وإيمانويل ماكرون، ناقشا هاتفيا للمرة الثانية خلال يوم واحد كيفية الرد على الهجوم الكيميائي لنظام بشار الأسد في مدينة دوما بسورية.

وأبلغ مسؤولون أمريكيون رويترز أن الولايات المتحدة تدرس ردا عسكريا جماعيا على الهجوم بغاز سام بسورية، بينما أدرج خبراء عدة منشآت رئيسية كأهداف محتملة.

وساق خبراء بشأن الحرب السورية فرنسا وربما بريطانيا وحلفاء في الشرق الأوسط كشركاء محتملين في أي عملية عسكرية أمريكية، والتي ستستهدف منع أي استخدام للأسلحة الكيماوية مستقبلا في الحرب الأهلية الوحشية في سوريا.

وكان الرئيس الفرنسي حذر في شباط/فبراير شباط من أن باريس ستوجه ضربة لسوريا إذا انتهكت المعاهدات التي تحظر الأسلحة الكيماوية.

وأبلغت السفيرة البريطانية لدى الأمم المتحدة كارين بيرس الصحفيين أن بلادها” تفضل البدء بتحقيق ملائم“، لكنها شددت على أن كل الخيارات مطروحة وعلى أن لندن على اتصال وثيق بحليفتيها الولايات المتحدة وفرنسا.

وعبر مسؤولون بأجهزة المخابرات الأميركية عن اعتقادهم بوقوع هجوم كيماوي بالفعل، لكنهم قالوا إن واشنطن لا تزال تجمع معلومات. وذكر ترامب دون الخوض في التفاصيل أنه يستجلي حقيقة من يقف تحديدا وراء الهجوم.

وتوقع الخبراء أن تركز الضربات الانتقامية، إذا وقعت، على منشآت مرتبطة بما ورد في تقارير سابقة عن هجمات بالأسلحة الكيماوية في سورية.

وأشاروا إلى ضربات محتملة لقواعد تشمل قاعدة الضمير الجوية، التي توجد بها الطائرات الهليكوبتر السورية من طراز مي-8 والتي ربطتها وسائل التواصل الاجتماعي بالضربة في دوما.

وقال مسؤول أميركي، بأنه لا علم له بأي قرار بتنفيذ ضربة انتقامية، لكنه ذكر أن أي خطط لهجوم محتمل قد تركز على أهداف مرتبطة ببرنامج الأسلحة الكيماوية السوري بينما سيسعى لتفادي أي شيء قد يؤدي إلى انتشار غازات سامة في مناطق مدنية.

وقد تستهدف ضربة أكثر قوة قاعدة حميميم الجوية في شمال غرب سورية، والتي حدد البيت الأبيض في بيان في الرابع من آذار/مارس أنها نقطة انطلاق لمهام القصف التي تنفذها الطائرات العسكرية الروسية في دمشق والغوطة الشرقية.

إلى ذلك، أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" بأن مدمرة أميركية ثانية قد تدخل البحر المتوسط في الأيام القريبة القادمة، وذلك بالإضافة إلى المدمرة "USS Donald Cook" الموجودة حاليا في المتوسط.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين في مجال الدفاع: "توجد شرق البحر المتوسط مدمرة "USS Donald Cook" الصاروخية، ويمكنها المشاركة في أي ضربة على سوريا. ومن المفروض أن تصل مدمرة "USS Porter" إلى هذه المنطقة بعد عدة أيام".

من جهتها نقلت الصحيفة عن مصدر في البنتاغون أن المدمرة "USS Donald Cook" غادرت أمس الاثنين ميناء قبرص وأبحرت في اتجاه سورية، مشيرة إلى أن السفينة مزودة بـ60 صاروخ مجنح من طراز "توماهوك".

هذا وأفادت صحيفة "حرييت" التركية بأن طائرات حربية روسية قامت بالتحليق فوق مدمرة "USS Donald Cook" الأميركية 4 مرات على الأقل، غير أن البنتاغون فيما بعد نفى هذه الأنباء.

وجاء في بيان صادر عن البيت الأبيض: "تحدث الرئيس دونالد ترامب مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لمواصلة تنسيقهما بخصوص الرد على الاستخدام الوحشي للأسلحة الكيميائية في سورية يوم السابع من نيسان/أبريل الجاري".

وكان ترامب وماكرون قد شجبا خلال مكالمة هاتفية، ليل الإثنين، الاستخدام المزعوم لأسلحة كيميائية في بلدة دوما بالغوطة الشرقية بسوريا، وتوعدا بالعمل على تحديد المسؤول عن استخدامها.

وأضاف البيان أن الرئيسين أصدرا تعليمات لفريقيهما بتنسيق الجهود في مجلس الأمن الدولي، وتواعدا على مناقشة الأمر مرة أخرى خلال 48 ساعة.

ويتهم الغرب دمشق باستخدام الأسلحة الكيميائية في بلدة دوما السورية. لكن موسكو التي دخلت وحدات من شرطتها العسكرية إلى هذه البلدة تنفي بشكل قاطع كل الادعاءات عن استخدام قنبلة كلور أسقطها جيش النظام.

وقالت وزارة الخارجية الروسية أن الغرض من مزاعم استخدام القوات السورية لمواد سامة في دوما هو حماية المسلحين وتبرير إمكانية توجيه ضربة عسكرية من الخارج لسورية.

 

التعليقات