الجنوب السوري: النظام يقترب من الحدود الأردنية والقصف الروسي متواصل

الطيران الحربي الروسي يواصل الضربات الجوية والصاروخية على مناطق مختلفة من محافظة درعا، وسط أنباء تفيد باقتراب قوات النظام من الحدود مع الأردن، وارتفاع متواصل لأعداد النازحين على طول الحدود مع الأردن والشريط الحدودي مع الجولان.

الجنوب السوري: النظام يقترب من الحدود الأردنية والقصف الروسي متواصل

(أ ب)

أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم الجمعة، بأن الغارات الجوية الروسية التي أعقبت الإعلان عن فشل الجولة الرابعة من المفاوضات بين وفدي المعارضة وروسيا، مساء الأربعاء، بلغت نحو 900 غرة جوية خلال 24، وتزامنت مع قصف مدفعي وصاروخي بأكثر من 1450 قذيفة وصواريخ من نوع أرض – أرض، وسط أنباء تؤكد أن القصف لا يزال متواصلًا.

واستهدف الطيران الحربي الروس، صباح اليوم، الجمعة، مدينة طفس وبلدة نصيب، بالتزامن مع قصف بالمدفعية الثقيلة وصواريخ أرض – أرض.

وشنت المقاتلات الروسية، غارات جوية، مساء أمس، الخميس، على بلدات نصيب وطفس والنعيمة، فيما ألقى الطيران المروحي أكثر من 10 براميل متفجرة على درعا البلد. كما قصفت قوات النظام بلدة الحارة شمال درعا. ولاحظ مراقبون أن القصف كان أقل عنفًا مما كان عليه قبل الموافقة على العودة إلى طاولة المفاوضات (جولة خامسة بوساطة أردنية)، المقررة اليوم.

اقتراب النظام من الحدود الأردنية

ونقلت "رويترز" عن قيادي في "التحالف الإقليمي الداعم لدمشق"، قوله إن قوات الحكومة السورية في جنوب البلاد تتقدم عند الحدود الأردنية وسيطرت على مجموعة من القرى وستصل قريبا إلى معبر نصيب الحدودي الإستراتيجي.

وبحسب المصدر فإن جيش النظام السوري وحلفاءه في محافظة درعا سيصلون إلى معبر نصيب "خلال وقت قصير".

ظروف مأساوية

ويعيش مئات آلاف النازحين من درعا جنوبي سورية ظروفا صعبة للغاية على الحدود مع الأردن، والشريط الحدودي مع الجولان المحتل، وسط خوف مطبق من قصف محتمل يستهدفهم، أو تقدم قوات النظام السوري باتجاههم.

ففي درجات حرارة تتجاوز 42 درجة مئوية، يفترش معظم النازحين الأراضي والسهول، وأغلبهم من الأطفال والشيوخ، في ظل استمرار رفض السلطات الأردنية السماح لهم بدخول أراضيها.

وبات الحصول على خيمة تقي من أشعة الشمس الحارقة حلما لكثير من النازحين، وسط شح في المساعدات الإنسانية التي لم يدخل منها سوى القليل عبر الحدود الأردنية، وقد توقفت منذ أمس.

أسرع موجات النزوح

وقال المسؤول في الدفاع المدني في درعا، عامر أبازيد، إن أكثر من 350 ألف نازح متواجدون على طول الحدود مع الأردن والشريط الحدودي مع الجولان. مؤكدا أن عدد النازحين في ازدياد مستمر مع تصاعد العمليات العسكرية للنظام وحلفائه في المنطقة.

وأشار أبازيد أن نحو 300 ألف شخص اضطروا إلى ترك ديارهم في ريف درعا الشرقي، واصفا الوضع بالمأساوي.

ورصدت كاميرات وكالات الأنباء تجمعات النازحين بالقرب من الحدود السورية، وظروف النازحين بالقرب من السياج الحدودي مع الأردن، حيث لا تتوافر المياه الصالحة للشرب، ولا الغذاء الكافي، ويسود الخوف من العقارب التي لسعت أعدادا كبيرة من النازحين.

ويطالب النازحون المجتمع الدولي بتأمين الحماية لهم، ويعربون عن تخوفهم من قصف يستهدفهم، أو تقدم قوات النظام والذي قد يتسبب بمجازر كبيرة.

وتوفي خلال الأيام الماضية 15 نازحا على الأقل بسبب الجو ونقص المياه النظيفة ولسع العقارب، وأسباب أخرى تتعلق بصعوبة الوضع في المخيمات.

إخفاق متكرر لمجلس الأمن

وأخفق مجلس الأمن الدولي، مساء أمس، الخميس، في إصدار أي بيان رئاسي أو صحافي عن العمليات العسكرية التي يشنها النظام السوري والمتحالفون معه ضد المدنيين جنوب غربي سورية، بسبب خلافات افتعلها الممثل الروسي حول دقة الأرقام المتعلقة بأعداد النازحين.

وأعلنت المعارضة السورية فشل الجولة الرابعة من المفاوضات التي جرت الأربعاء، مع روسيا في محافظة درعا، ودخلت في جولة خامسة من التفاوض مساء أمس، بوساطة أردنية وذلك إثر تعرض المحافظة إلى قصف روسي بمعدل غارتين كل ثانية، بوتيرة جنونية غير مسبوقة بمشاركة قوات النظام السوري.

وفي 19 حزيران/ يونيو الماضي، أطلق النظام السوري بالتعاون مع حلفائه والمليشيات الموالية له، هجمات جوية وبرية مكثفة على محافظة درعا.

وتدخل مناطق جنوب غربي سوريا وبينها درعا والقنيطرة والسويداء، ضمن منطقة "خفض التصعيد" التي تم إنشاؤها في تموز/ يوليو 2017، وفق الاتفاق الذي توصلت إليه آنذاك روسيا والولايات المتحدة والأردن.

 

التعليقات