سورية: نزوح 30 ألفا من أدلب وتحذيرات من كارثة إنسانية

الأمم المتحدة تؤكد أن أكثر من 30 ألف شخص نزحوا من محافظة إدلب ومحيطها منذ مطلع الشهر الحالي، مع تصعيد دمشق وحليفتها موسكو القصف على المنطقة المعرضة لـ"أسوأ كارثة إنسانية" في القرن الحادي والعشرين

سورية: نزوح 30 ألفا من أدلب وتحذيرات من كارثة إنسانية

يحاولون إيصال مواد إغاثية إلى أدلب (أب)

أكدت الأمم المتحدة أن أكثر من 30 ألف شخص نزحوا من محافظة إدلب ومحيطها منذ مطلع الشهر الحالي، مع تصعيد دمشق وحليفتها موسكو القصف على المنطقة المعرضة لـ"أسوأ كارثة إنسانية" في القرن الحادي والعشرين.

يشار إلى أن قوات النظام السوري ترسل، منذ أسابيع، تعزيزات عسكرية الى إدلب ومحيطها، تمهيداً لشنّ هجوم وشيك. وكثفت في الأيام الأخيرة وبمشاركة طائرات روسية، ضرباتها الجوية على مناطق عدة في المحافظة وجيوب محاذية لها تشكل المعقل الأخير للفصائل الجهادية والمعارضة في سورية.

وقال المتحدث الاقليمي باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة ومقره عمان، ديفيد سوانسون، لوكالة "فرانس برس" عبر الهاتف "نشعر بقلق عميق إزاء التصعيد الأخير في وتيرة العنف التي أدت الى نزوح أكثر من ثلاثين ألفا في المنطقة. هذا أمر نراقبه عن كثب".

مع مناشدته الأطراف المتحاربة في سورية تجنب كارثة، قال لوكوك إن الأمم المتحدة ومنظمات إغاثية أخرى تعمل على وضع "خطة تفصيلية" تمكنها من التحرك بسرعة في حال بدء هجوم واسع على المحافظة.

وقال "نحن نعمل بصورة حثيثة تحسباً لإمكانية تدفق المدنيين بأعداد هائلة في عدة اتجاهات".

وأضاف أن الأمم المتحدة لديها خطط لمساعدة 800 ألف شخص قد ينزحون وهي تتوقع أن ينزح نحو مئة ألف إلى مناطق تسيطر عليها القوات الحكومية، ونحو 700 ألف داخل إدلب.

وقال إن برنامج الأغذية التابع للأمم المتحدة قام بتخزين كميات من الطعام تكفي نحو 850 ألف شخص لأسبوع واحد بعد بدء عملية عسكرية واسعة النطاق.

وقال "إنه أمر يشكل مصدر قلق رئيسي بالنسبة إلينا".

وجاء تقدير أعداد النازحين بعد ساعات من تشديد منسّق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة في جنيف، مارك لوكوك، على وجوب أن "تكون هناك سبل للتعامل مع هذه المشكلة بحيث لا تتحول الأشهر القليلة المقبلة في إدلب إلى أسوأ كارثة إنسانية مع أكبر خسائر للأرواح في القرن الحادي والعشرين".

يشار إلى أن هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) تسيطر على ستين في المئة من المحافظة بينما تنتشر فصائل إسلامية أخرى في بقية المناطق، وتتواجد قوات النظام في الريف الجنوبي الشرقي. وتسيطر الفصائل على جيوب محاذية لإدلب هي ريف حماة الشمالي وريف حلب الغربي وريف اللاذقية الشمالي تتعرض بدورها للقصف.

ونزح السكان، وبينهم نساء وأطفال ورجال، وفق الأمم المتحدة، من ريفي إدلب الجنوبي والجنوبي الغربي، بالإضافة إلى ريفي حماة الشمالي والشمالي الغربي. ووصلت غالبيتهم إلى مناطق في شمال إدلب قريبة من الحدود مع تركيا. ويقيم 47 في المئة منهم حاليا في مخيمات، بحسب سوانسون.

وأكدت "فرانس برس" أنه يتحرك يوميا، خلال الأسبوع الأخير، عشرات السيارات والحافلات الصغيرة محملة بالمدنيين مع حاجياتهم أثناء نزوحها من القطاع الجنوبي في إدلب.

وكانت قد حذرت الأمم المتحدة من أن العملية العسكرية الوشيكة قد تجبر قرابة 800 ألف شخص من إجمالي نحو ثلاثة ملايين يقيمون في إدلب وجيوب محاذية لها على الفرار من منازلهم، في ما قد يشكل أكبر عملية نزوح حتى الآن تشهدها الحرب السورية منذ اندلاعها قبل أكثر من سبع سنوات.

يذكر أن 12 مدنيا قتلوا في اليومين الأخيرين جراء غارات روسية وقصف جوي سوري، ما تسبب بخروج مستشفيين، على الأقل، ومركزين لمجموعة "الخوذ البيضاء"، الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل من الخدمة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان ومنظمة طبية.

ويخشى عاملون في القطاع الصحي في إدلب من "كارثة" في حال بدأ الهجوم. وقال مدير صحة إدلب، منذر الخليل، الجمعة "عندما يقررون السيطرة على منطقة، أول ما يقومون به هو ضرب المستشفيات. أخشى من أن ذلك قد بدأ بالفعل".

التعليقات