"فيلق الشام" ينسحب من المنطقة منزوعة السلاح بإدلب وفصائل تترقب

تأتي هذه التطورات الميدانية بعد مضي 48 ساعة من اجتماع المخابرات التركية بقادة الفصائل في المنطقة، فيما لم تجري أي عملية سحب للسلاح الثقيل حتى اللحظة، وسط استياء فصائلي بعد إبلاغ المخابرات التركية لهم بأن قوات النظام لن تتراجع.

آليات عسكرية تركية بطريقها إلى إدلب (أزب)

شرعت جماعة "فيلق الشام" المسلحة، اليوم الأحد، في سحب مقاتليها وأسلحتها الثقيلة من المنطقة منزوعة السلاح في إدلب شمال غرب سورية، بموجب الاتفاق الروسي-التركي، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، لرويترز إن هذه هي أول جماعة تذعن لطلب مغادرة المنطقة منزوعة السلاح التي أقامتها تركيا وروسيا لتفادي هجوما لجيش النظام المدعوم من موسكو وطهران.

وفي التفاصيل الي حصل عليها المرصد السوري، فإن الفيلق المقرب من تركيا بدء بسحب آلياته من المناطق المقرر نزع السلاح منها خلال الفترة المقبلة، وجرت عملية الانسحاب من هذه المنطقة ضمن القطاع الجنوبي من ريف حلب، والمحاذية للقطاع الشمالي من ريف محافظة إدلب.

وأكدت المصادر أن الفيلق يعد الثاني من حيث حجم العتاد الموجود لديه من بين الفصائل في سورية، والقوة الثالثة من حيث حجم العديد من ضمن الفصائل ذاتها، كما قام بتنفيذ انسحابه بناءا على طلب من الجانب التركي، في حين يأتي هذا الانسحاب بعد ما رصد نشطاء المرصد، أمس السبت، عدم انسحاب أية من مجموعات الفصائل من مواقعها ونقاطها ضمن المنطقة العازلة الذي جرى الاتفاق عليها عقب الاجتماع التركي – الروسي قبل أكثر من أسبوعين.

وتأتي هذه التطورات الميدانية بعد مضي 48 ساعة من اجتماع المخابرات التركية بقادة الفصائل في المنطقة، فيما لم تجري أي عملية سحب للسلاح الثقيل حتى اللحظة، وسط استياء فصائلي بعد إبلاغ المخابرات التركية لهم بأن قوات النظام لن تتراجع أي خطوة ولن تسحب سلاحها الثقيل للوراء.

كما رصد نشطاء المرصد السوري إقدام فصيل جيش "إدلب الحر" المنخرط ضمن الجبهة الوطنية للتحرير لسحب بعض من مدافعه الثقيلة كمدافع الهاون، وذلك من منطقة أبو مكة الواقعة ضمن المنطقة العازلة، ولم يعلم سبب سحب هذه المدافع، فيما إذا كان كبدء لتنفيذ الاتفاق الروسي – التركي أم لا.

ورصد نشطاء المرصد أيضا إقدام فصيل "صقور الشام" العامل ضمن الجبهة الوطنية للتحرير بسحب آليات ثقيلة له من دبابات ومجنزرات، وذلك من منطقة جرجناز شرق مدينة معرة النعمان نحو جبل الزاوية، وذلك تخوفا من أي هجوم محتمل لـ"هيئة تحرير الشام" على "صقور الشام" في المنطقة والاستيلاء على سلاحها الثقيل، وذلك على خلفية التوتر الذي جرى بين الطرفين في المنطقة مساء الجمعة.

وكان المرصد السوري رصد تفاصيل الاجتماع الذي جرى بين الأتراك وقادة الفصائل، إذ كانت أبلغت مصادر موثوقة المرصد السوري أن المخابرات التركية أبلغت الفصائل بأنها يتوجب عليها سحب أسلحتها الثقيلة 15- 20 كلم إلى الخلف ضمن المنطقة منزوعة السلاح التي جرى الاتفاق عليها بين الأتراك والروس، حيث سيتم تسيير دوريات مشتركة تركية – روسية ضمن هذه المنطقة، كما سيجري فتح طريق حلب – حماة وطريق حلب – اللاذقية، فيما ستبقى قوات النظام في نقاطها ولن تتراجع أي خطوة للوراء، كما لن تسحب أسلحتها الثقيلة من مواقعها الحالية.

 

التعليقات